• ١٩ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٠ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

شهر رمضان شهر صلة الأرحام

شهر رمضان شهر صلة الأرحام

من دعاء الإمام زين العابدين (ع) إذا دخل شهر رمضان: «ووفِّقْنَا لأن نصِلَ أرحامِنا بالبِرِّ والصِّلَة».

الأرحام جزء من الخلايا الاجتماعيّة التي تتحرّك في الواقع الإنسانيّ، لتربط علاقات الإنسان بالآخرين في دائرة التّوازن المسؤول، فهم أقرب النّاس إليه في قرابة الدّم، ما يجعل من العاطفة التي تشدّه إليهم حالةً طبيعيّة، وهم الأكثر اتّصالاً بحياته في ما يمكن أن تصطدم فيه المواقف والمصالح والمشاعر، الأمر الّذي قد يخلق لوناً من ألوان التماس اليوميّ بفعل الاحتكاك الدائم، ويؤدّي إلى إثارة المشاكل والتّعقيدات في داخل هذا المجتمع الصّغير المتشابك الأوضاع والعلاقات.. وهذا هو الّذي جعل التخطيط الأخلاقي الإسلامي يمنح العلاقة بالأرحام وضعاً روحياً يمتصّ كلّ النتائج السلبيّة التي قد تحدث في داخل الوضع المعقّد في شبكة العلاقات، بحيث يفكّر الإنسان في النتائج الإلهيّة على مستوى صلة الأرحام في إيجابيّات المغفرة والثواب وطول العمر وسعة الرزق، أو على مستوى قطيعة الأرحام في سلبيّات الغضب الإلهي والعقاب الأخروي وقصر العمر وضيق الرّزق، فلا تعود العلاقة بالأرحام سلباً أو إيجاباً، مجرّد علاقةٍ شخصيةٍ أو عائليةٍ، في ما هي العلاقات الاجتماعيّة العادية، بل تتحوّل إلى حالةٍ سلوكية في ما هو الخطّ الإلهيّ الذي يؤكّد للإنسان المؤمن علاقاته بأقربائه في دائرة المسؤوليّة المتصلة بنتائجها بقضية المصير في الدُّنيا والآخرة.

وفي ضوء ذلك، يمكن حلّ كثير من التعقيدات والسيطرة على بعض المشاكل من خلال العنصر الروحي في إخلاص الإنسان لربّه، بدلاً من العنصر الذاتي في علاقة الإنسان بأرحامه، لتتحرّك الإرادة الإيجابيّة في اتجاه صلة الأرحام بالبرّ والعطيّة من موقع الارتباط برضوان الله، لا بنوازع الذّات.

وقد وردت الأحاديث الكثيرة المنفتحة على آيات الله في وصل ما أمر الله به أن يوصل من حيث الوصول إلى رضوان الله، وفي قطع ما أمر الله به أن يوصل من حيث الوقوع في موارد غضب الله، وقد جاء في خطبة النبيّ (ص) التي استقبل بها شهر رمضان الأمر بصلة الأرحام فيه والتّأكيد أنَّ مَن وصل فيه رحمه، وصله الله برحمته يوم يلقاه.

ارسال التعليق

Top