• ١٩ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٠ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

التكليف الإلهي.. يمنح الحياة قيمتها

عمار كاظم

التكليف الإلهي.. يمنح الحياة قيمتها

قال تعالى: (إِنَّا عَرَضْنَا الأمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا) (الأحزاب/ 72).

الأمانة هي التكاليف الإلهية التي إذا أطاعها الإنسان دخل الجنّة، أي أنّها تشمل الطاعات والفرائض، والناس إزاء التكاليف قسمان: عصاة وطائعون، الطائعون الذين التزموا القيام بها فأثابهم الله الجنّة، والعصاة الذين أهملوها فاستحقّوا النار، وبالتكاليف تكون الحياة ذات قيمة والإنسان مسؤولاً.  

قال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) (الأنفال/ 24). وقال عزّ وجلّ: (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) (البقرة/ 286).

لا يأمر الله تعالى عباده إلا بما يستطيعون الإتيان به، ولا ينهاهم عن شيء إلا إذا استطاعوا تركه، فـ(الكسب للطاعات، و(الاكتساب) للسيِّئات، والدّعاء في الآية ليس منفصلاً، بل هو لجوء إلى الله من السلوك العبثي واللاأبالي إزاء الأوامر والنواهي، ومن التكاليف الشاقّة القاسية التي لا تُطاق. إنّ الحقيقة التي تقرِّرها الآية هنا: لا يُكلّف الإنسان إلا بمقدار طاقته ووسعه، وعلى ضوء قدرته تتحدّد مسؤوليّته، فلكلٍّ طاقته على عمل الخير، وعليه القيام بما يستطيع منه، ولا يطلب الله منه أكثر من ذلك، لأنّ التكليف فوق الطاقة ظلم، ولا يصدر عن الله العادل ظلم. قال تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا) (الأحزاب/ 36). كلا الجنسين مأموران بأداء الفرائض إلا ما ورد فيه استثناءٌ، فلا جهاد على المرأة مثلاً، ولكن جهادها حسن تبعّلها، فهي لم تُعفَ من الجهاد كلِّيّة، بل استبدلت الفريضة بفريضة تتناسب وطبيعة الأنثى.

ارسال التعليق

Top