• ٢٧ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٨ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

رسالة إلى الشباب لكي ينجح

رسالة إلى الشباب لكي ينجح

لا شكّ في أنّ الشّباب هو المرحلة العمرية الحيوية والأساسية والفاعلة في حياة الإنسان، يكتسب فيها الخبرات، ويستثمر ما لديه من قوّة واندفاعة في سبيل تحصين نفسه وتأكيد حضورها، والإفادة من هذه المرحلة في رفد الحياة بكلّ ما تحتاجه من طاقاته الشابّة فكرياً وجسدياً وروحياً، لتكون في أفضل حال.

التحلّي بالوعي، والانطلاق في سبيل الدّعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، والخوض في النّقاشات المعرفيّة المثمرة والهادفة، وتغليب مصلحة الإسلام على ما عداها، وعدم الانشغال بالأمور الهامشيّة والجزئيّة على حساب قضايا الأمَّة، والاقتداء الصَّحيح بروح مدرسة الرَّسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام)، من الأمور الأساسيَّة والملحَّة التي يجب أن تطبع حركة الشّباب المسلم اليوم، وأن تستحوذ على تفكيرهم وحركتهم، فالشّباب يمثّلون قوّة الحياة وطاقة الأمَّة، وعليهم توظيف كلّ ذلك في خدمة الإسلام والحياة والنّاس، فلا يضيّعوا أوقاتهم في الفراغ والعبث واللّهو واللاجدّيّة، فيصبحوا بالفعل من قاتلي الوقت المحترفين، بدل أن يكونوا العاملين على استنفاده بكلّ خير ووعي.

وبما أنّ النَّجاح غاية يسعى إليها الجميع، وبوجه خاصّ الشباب الذين يملكون الطاقات المتنوّعة، وتحركهم الطّموحات التي لا حدّ لها، هؤلاء يبحثون عمَّن يوجّه لهم هذه الطاقات الوجهة الصحيحة، ويرشدهم إلى بلوغ الفلاح والنّجاح، في زمن كثرت التحدّيات وتنوّعت الضّغوطات.

إنّ الشباب، كما غيرهم من أفراد المجتمع، عليهم لتحقيق النّجاح أن يركّزوا على هذه العناصر: 

- الهدف: لابدّ أن يكون لهم هدف من وراء عملهم وعلمهم وتصرّفاتهم ومواقفهم وحياتهم.

- الرّغبة في العمل والتخصّص، وحبّ كلّ ذلك، بما يمنح العمل دفعاً وقوّة.

- الإصرار: وعدم اليأس من الصّعاب، فإن أخفق الشّباب يوماً، فإنّهم سينجحون ماداموا مواظبين على الغاية بدقّة وإخلاص.

 - الدّافع: بمعنى أن يكون الدّافع للعمل قويّاً وراسخاً وثابتاً في نفوس الشباب، يحافظون عليه مهما كانت التّضحيات.

- الثِّقة بالنَّفس: الثقة بالنفس تمنح الشّباب قوّة في نشاطهم وأعمالهم وإتقانها كما يجب، وتمنحهم العزيمة.

- عدم الخوف والقلق: إنَّ حالة القلق والتوتّر تضعف العمل والدّافع، وتمنع من سلامة العمل وبلوغ الهدف.

الشباب مدعوّ إلى مراجعة ما تقدّم من قواعد وآليّات لا بدّ منها لعمليّة النجاح.

وفي المقابل، فإنّ على المجتمع مسؤوليّات وواجبات تجاه أبنائه، وبخاصّة الشّباب، إذ عليه التعرّف إلى قدراتهم، والعمل على نمائها والتّفاعل معها، وحسن الاستفادة منها، بعد توجيهها ودعمها، وتقديم الإرشاد الصّحيح والتربية السليمة للشباب حول كيفيّة إدارتهم للوقت، ومدى استفادتهم مما يحملون من خبرات وطاقات.

وأخيراً، رسالة نقدمها للشباب ونقول لهم، إنّ لديكم طاقات يمكن أن تنمّوها وتقوّوها وتطوّروها، وإنّ لكم إرادة يجب أن تصلّبوها، وإنّ هناك أفقاً كبيراً يجب أن تقتحموه، ولا تيأسوا، لأنّكم أصحاب إرادة وعزيمة وقوّة، وإذا فقدتم هذه العزيمة، فمن ذا الذي يمكن أن يبني الحياة ويمكن أن يحمي القضايا الكبرى؟!

ارسال التعليق

Top