• ٢٥ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٦ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

فاطمة الزهراء (عليها السلام).. مدرسة نساء العالمين

عمار كاظم

فاطمة الزهراء (عليها السلام).. مدرسة نساء العالمين

وُلِدت الزهراء (عليها السلام) وهي تحمل روح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وصفاته وأخلاقه، فكانت الوارث والشبيه وملأت الزهراء (عليها السلام) بيت الأبوين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وزوجته أُمّ المؤمنين خديجة (عليها السلام) بالبهجة والسرور، فكانت ملتقى الحبّ وثمرة العلاقة الودّية في حياتهما وفرع النبوّة الشامخ وظله المستطيل ومستودع نور النبوّة.

كانت العلاقة المميزة بأبيها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، العلاقة والرابطة الجسدية والروحية والأخلاقية.. فقد عاشت الزهراء (عليها السلام) في حجر أبيها وعاشت الآفاق التي عاشها في الليل والنهار، تعيش معه في دعواته وروحانيته، وتعلَّمت منه كلّ ما لديها من علم. فهي ابنته بالروح والعقل والقلب كما هي ابنته بالجسد. هكذا امتازت الزهراء (عليها السلام) وتحدّثت عن نفسها وعن علاقتها برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وابن عمها وزوجها الإمام عليّ (عليه السلام): «أيُّها الناسُ، اعلمُوا أنّي فاطمةُ وأبي محمّدٌ، أقُولُ عَوداً وبَدءاً، ولا أقُولُ ما أقُولُ غَلَطاً، ولا أفعلُ ما أفعل شَطَطاً، لقد جائَكُم رسولٌ من أنفُسِكم عَزيزٌ عليهِ ما عَنِتُّم حَريصٌ عليكم بالمؤمنين رَؤوفٌ رَحيمٌ، فإن تَعزُوهُ وتَعرفُوهُ تَجدُوهُ أبي دُونَ نِسائِكم، وأخَا ابن عَمّي دُونَ رِجالِكم».

أحبّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاطمة (عليها السلام) وأحبّته وحنا عليها وحنت عليه، فلم يكن أحد أحب إلى قلبه ولا إنسان أقرب إلى نفسه من فاطمة (عليها السلام) لقد أحبّها وصاغ حبّه لها وقربها منه وكان يؤكِّد (صلى الله عليه وآله وسلم) علاقته بفاطمة (عليها السلام) بمواقع عديدة: «فاطمةُ بضعةٌ مني فمن أغضبَها أغضبَني»، وكان (صلى الله عليه وآله وسلم) يوضّح مقامها ومكانتها لترتبط الأُمّة بفاطمة (عليها السلام) وبالذرّية الطاهرة التي أعقبتها الزهراء وبالأُمّة الإسلامية، ولتعرف الأُمّة مقام سيِّدة نساء العالمين ليعطوها حقّها ويحفظوا لها مكانتها ويراعوا الذرّية الطاهرة حقّ رعايتها: «إنّما فاطمةُ بضعةٌ مني يؤذيني ما آذاها».

تعطينا الزهراء (عليها السلام) النموذج والقدوة من العلاقة الأبوية الطاهرة التي تساهم في بناء شخصية الأبناء وتوجه سلوكهم وحياتهم وتملأ نفوسهم بالحبّ والحنان. فقد كانت الزهراء (عليها السلام) تملأ كلّ مشاعر أبيها لذا أعطاها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الوسام: «إنّها أُمّ أبيها»، فكانت (عليها السلام) ترعى أباها وتمنحه العاطفة والرعاية، وقد سُئِلت أُمّ المؤمنين (عليها السلام) عن أي الناس أحبّ إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قالت: فاطمة، ومن الرجال قال (صلى الله عليه وآله وسلم): الإمام عليّ (عليه السلام).

الزهراء (عليها السلام) هي سيِّدتنا الطاهرة العابدة العالمة المعلِّمة المعصومة بعصمة الله القوية بنفسها، وعلى الرجال والنِّساء أن يقتدوا بها في كلِّ القيم الروحية والإنسانية المتمثِّلة بها، وقد انتجت(عليها السلام) للأُمّة ابنتها السيِّدة زينب (عليها السلام) التي كانت القوية في موقفها أمام الطغاة في الكوفة وفي الشام وكانت الصابرة المجاهدة التي تسلمت المسؤولية بعد الإمام الحسين (عليه السلام).

ارسال التعليق

Top