• ٢٥ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٦ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

فاطمة المعصومة (عليها السلام).. العابدة العالمة

عمار كاظم

فاطمة المعصومة (عليها السلام).. العابدة العالمة

السيِّدة فاطمة بنت الإمام موسى الكاظم «عليهما السلام»، كريمة آل البيت (عليهم السلام)، هي أختُ الإمام عليّ الرضا (عليه السلام). ذكر أنّها ولدت في المدينة المنوّرة في غرّة شهر ذي القعدة من سنة 173 هـ. ولقِّبت بالمعصومة والعابدة والعالمة. تربّت على الطهارة والنقاء، وترعرعت على المحبّة والرحمة وطلب العلم والسّعي في تبليغه، فلقد تربّت السيِّدة الجليلة فاطمة في بيت الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليهما السلام)، سابع أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، وأخذت منه كلّ علم وخلق نبويّ، وبعدها انطلقت في الحياة مبلّغةً عالمةً، وجعلت من سلوكها سلوكاً إسلاميّاً، ومن عقلها عقلاً منفتحاً على المسؤوليّة أمام الله تعالى، ومن قلبها قلباً ينبض بالخير والحبّ لكلّ العباد.

سيرتها تؤكد مدى تقواها وطهارتها، بحيث شكّلت قدوةً للنساء والرجال، في عفتها وأخلاقياتها الإسلاميّة التي أبرزت مساهمات آل بيت الرسالة في زرع كلّ خلق كريم يثمر في الحياة، ويعبّر بشكل أصيل عن آداب الإسلام وإسهامات المرأة الإسلاميّة في تبليغ الرسالة بحجم قدراتها وإمكاناتها، وأنّ هذه المرأة تستطيع أن تكون قدوةً عمليّةً في المجتمع بقدر ما تعطي وتثابر وتصبر وتجاهد.

وكانت السيِّدة فاطمة المعصومة (عليها السلام) من النماذج الراقية والقدوات الصالحة التي عرض القرآن والسنّة النبويّة الشريفة الكثير منها، وخلَّد لنا التاريخ الإسلامي لمعان نجومها في مواقف لا تُنسى، بل تمتد بتأثيرها بامتداد الزمن. ممّا يعني أنّ نجومنا الإسلامية قادرة على تحريك المثل في حياتنا بحيث نستحضره في المواقف الإيجابية أو الصعبة ليكون دافعاً إلى عمل الخير هناك، وإلى مقاومة الاستبداد والشرّ هنا.. نجومنا الإسلامية صنعها المبدأ، نجومنا خالدة تصلح قدوة في كلِّ وقت وزمان، نجومنا قدوات فكرية وعلمية وعملية وإيمانية وإبداعية وبطولية تغني الحياة في آفاقها كلّها.

فاطمة بنت الإمام موسى الكاظم (عليهما السلام) نموذج للمرأة المسلمة التي سلمت تسليماً مطلقاً لله سبحانه وتعالى، وكانت حياتها خطاً متصلاً من الطاعة الخالصة المخلصة لله تعالى. فقد وُلِدت في بيت الإمام موسى الكاظم (عليه السلام)، وُلِدت سليلة الطُّهر والعفاف فاطمة المعصومة، وقد فتحت هذه السيِّدة عينيها على الدُّنيا في أيّام محنة أبيها الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) الذي كان يعاني من مرارة السجن.. فكلّ هذه المصائب والمحن درس تربوي كامل لها (عليها السلام) لمواجهة الحياة، وتقديم جُلّ ما تملك من أسرار العلم والمعرفة للناس كافة.

ارسال التعليق

Top