• ٢٥ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٦ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

أثر التعاون في حياتنا

محمد ياسر

أثر التعاون في حياتنا
مقدمة.. التعاون.. سلوك اجتماعي حضاري ينم عن التجانس والترابط بين أفراد الأُمّة الواحدة، ولهذا السلوك امتداد في تاريخ وطننا العريق.. وهو يعني، أوّلاً وقبل كل شيء، شكلاً من أشكال التآخي والتآزر الاجتماعي في مواجهة التحديات والصعاب. وغني القول بأنّ التعاون – عزيزي القارئ – قد تتسع دائرته ليشمل الجماعات والشعوب، لكن الذي يهمنا هو موقف ديننا الحنيف من هذا السلوك والفوائد التي تجنى منه.   - التعاون في الإسلام: قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلا الْهَدْيَ وَلا الْقَلائِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (المائدة/ 2). قال رسول الله (ص): "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً"، ثم شَبك أصابعه. إنّ الإسلام يحثّ أتباعه على التعاون على الخير ويجعله قُربةً لله – عزّ وجلّ – ويحذر من التعاون على الشر والعدوان، قال تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ). والبر كلمة جامعة تطلق على أنواع الخير كلها. ومن هدي نبينا (ص) في الدعوة إلى التعاون والترغيب فيه قوله: "مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى". فهذا الحديث الشريف يرسم صورة رائعة ويضرب مثلاً لما يجب أن يكون عليه المجتمع الإسلامي من "مودة ورحمة وعطف"، ويدعو المسلمين إلى أن يكونوا كالجسد الواحد تربطهم وحدة الشعور بالمصلحة العامة. ويضرب النبي (ص) مثلاً آخر لتعاون المسلمين وتماسكهم فيقول: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً". فهذا الحديث يرشدنا إلى أنّ العلاقة التي تربط المؤمن بالمؤمن يجب أن تكون متينة لا تنفك عراها في حالتي العسر واليسر. وجملة القول أنّ الإسلام يجعل التعاون من أخلاق المؤمن ليكون المجتمع الإسلامي: 1- مجتمعاً نظيفاً. 2- رحيماً بأفراده. 3- رفيقاً بالضعفاء.. ويجعل (ص) من أسباب نيل رضا الله والنجاة من عقابه يوم القيامة: 1- التيسير على المعسرين. 2- ستر عورة المؤمنين. 3- بذل العون للضعفاء. 4- تنفيس كربة المكروبين. فيقول: "من نفّس عن مؤمن كربةً من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة". "ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة". "ومن ستر مؤمناً ستره الله في الدنيا والآخرة. "والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه".   - مظاهر التعاون: يوجد في كل مجتمع – في أي زمان ومكان – الغني والفقير، والعالم والجاهل، والقوي والضعيف، والسيد والمسود، فكان من الواجب عليهم أن يتعاونوا فيما بينهم ليحققوا السعادة لمجتمعهم، ويظهر التعاون في: أ- الهيئات الحاكمة، فعليهم أن يتعاونوا في توفير التعليم والعمل والسكن، والعلاج للمريض، والعيش الكريم. ب- والعلماء عليهم أن يُعلموا الجاهل ويرشدوا الضال. ج- والأغنياء، عليهم أن يبذلوا المعونة المالية للفقراء. د- والأقوياء عليهم أن يساعدوا الضعفاء. وبعبارة مختصرة يجب على كل فرد من أفراد الأُمّة أن يتنازل لأخيه المسلم عن جزء من ماله أو صحته أو عمله أو وقته، وبذلك تنتشر في الأُمّة المحبة مصداقاً لهدي النبي (ص) الذي يجعل إيمان المؤمن لا يكتمل إلا بمحبة المسلمين وإرادة الخير لهم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".   - صور من التعاون: كان نبينا (ص) مثلاً أعلى للتعاون على الخير. أ- فقد عمل مع أصحابه في بناء مسجده الشريف في المدينة فكان ينقل الطوب على كتفيه ويردد معهم "اللهمّ لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا". ب- عمل معهم في حفر الخندق حول المدينة حينما أغار عليها المشركون وحين اعترضتهم صخرة ضربها بالمعول فحطمها. ج- وكان في منزله، يخدم نفسه، ويخرز نعله ويرقع ثوبه. وقد ربى أصحابه على خلق التعاون مما كان له الأثر الحسن في سيرة أصحابه رضوان الله عليهم جميعاً.   - آثار التعاون: مما تقدم يتبين لنا أنّ التعاون له آثار حميدة تظهر في حياة المجتمع المتعاون: أ- فالأسرة التي يتعاون أفرادها على الاقتصاد في العيش، وتربية الأبناء، والشفقة على الوالدين تكون سعيدة. ب- والمجتمع الذي يتعاون أفراده على مساعدة الفقير، تعليم الجاهل، معالجة المرضى، كفالة اليتامى، محاربة الظلم، وتطهير مجتمعهم من الفساد هذا المجتمع يكون سعيداً ويكثر فيه الرخاء والأمن وتنتشر المحبة بين أفراده. وفي العصر الحديث: ظهر نوع من التعاون بين الأُمم وذلك بتقديم المساعدات عندما تصاب أمة بالكوارث، كالزلازل، أو الأوبئة أو الجماعات أو الفيضانات التي تغمر القرى فتقوض أركانها وتترك سكانها في العراء بلا مأوى – فتهب الأمم لمد العون لها – بتقديم الخيام والطعام والعلاج.

تعليقات

  • سما وائل

    الموضوع دة حلو بس مش جيد جداً هو فيه اشياء جميلة واشياء مش اوي.

  • محمد

    هو فيه حاجات جامدة اوى وفيه حاجات لا بس تسلم ايدك

ارسال التعليق

Top