• ٢٧ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٨ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

أهداف البروتوكول دبلوماسياً

أهداف البروتوكول دبلوماسياً

لا شكّ أنّ للكلام الطيب سحر مؤثر يمثل أعلى درجات القبول وهو ما يسمى بـ"الأتيكيت" وفي إطار هذا السلوك الشفاف على الصعيد الشخصي في أغلب الأحيان، فإنّ صياغة أسلوب تعامل مبني على أسس متينة من الانضباط حيال تعامل هذا الطرف الذي غالباً ما يكون جماعياً أو مؤسساتياً يسمى بـ"البروتوكول"، يحتاج إلى قواعد ثابتة لبرمجة مسار العلاقات الثابتة التي تجنبها من أية شائبة أو انحراف عن المسار السليم، ولذلك فإنّ الهدف من البروتوكول خلق جو من الألفة والصداقة الحميمة ضمن أسس سليمة ودعائم قوية، يتحقق في كنفها التعامل الدبلوماسي، سواء ضمن النطاق المحلي أو حتى في الإطار الخارجي فإنّ القناعة يجب أن تتوفر لدى أعضاء المجتمع الدولي بأنّ هذا الجو هو المجال الرحب لتقريب وجهات النظر المتباينة وإيجاد فرصة لتذليل العقبات القائمة بين الدول والحكومات، بغية الوصول إلى اتفاق يرضي كافة الأطراف المعنية لتحقيق المصالح المشتركة بعيداً عن لغة العداوة والبغضاء.

والواقع أنّ قواعد السلوك مستقرة في حياة الناس، وفي أعمالهم، وهم يمارسونها، وفي معظم الأحيان دون أن يدرون. وتعد قواعد البروتوكول واحترامها الخط الدفاعي الأوّل لحماية العلاقات الدبلوماسية والسياسية. ذلك أنّ العلاقات الدبلوماسية هي أداة إدارة العلاقات السياسية، وأنّ هذه الأداة قد وضعت لها القواعد الثابتة التي تكفل لها تحقيق هذه الغاية. ولكن الرابطة بين العلاقات الدبلوماسية والعلاقات السياسية، علاقة حساسة لأنّ توتر العلاقات الدبلوماسية يمكن أن ينال من العلاقات السياسية. كما أنّ تأثير العلاقات السياسية، يمكن أن يؤثر على العلاقات الدبلوماسية في بعض الأحيان، علماً بأنّ متانة العلاقات الدبلوماسية تكون أكثر أهمية كلما توترت العلاقات السياسية، حتى يمكن استخدام العلاقات الدبلوماسية في معالجة التوترات في العلاقات السياسية. ومن أبرز الأهداف المطلوب تحقيقها من خلال البروتوكول ما يلي:

1-  إبداء حسن الاستقبال لرئيس دولة ضيف أو مندوباً عنه وتقديم أصول الضيافة الدبلوماسية والحفاوة اللازمة به وتكريمه وتطويقه عاطفياً والتي تفضي إلى إنتاج علاقات صداقة ذات منافع طيبة.

2-  الالتزام قدر الإمكان بالأعراف والقوانين الدولية وسياقات العمل الدبلوماسي فيما يتعلق بالامتيازات والحصانات الدبلوماسية الدولية.

3-  تهيئة الحوار المناسب والمحادثات الودية على طاولة الطعام وفي الحفلات الخاصة لترك انطباع إيجابي لدى الضيف. وانتهاز فرصة إبداء الاهتمام اللازم بأمنيات الدولة التي يمثلها الضيف في رغباتها العادلة وشكاواها المحقة.

4-  تفعيل مظاهر الترحيب والمجاملة التي تقتضيها المصلحة المشتركة في إطار العلاقات الدولية ومشاطرتها الأفراح والأحزان، مع الأخذ بنظر الاعتبار اتباع صيغة التعامل بالمثل وفق ما تمليه أواصر الصداقة والأخوة بين طرفين متناظرين.

5-  الانتباه إلى ما تتمناه هذه الدولة من طموح لموضوع معين ولم يكن متعارضاً مع توجهات الطرف المضيف لتعزيز أواصر الصداقة اللازمة.

الكاتب: د. فاضل البدراني

المصدر: كتاب فن الأتيكيت في بناء العلاقات الاجتماعية والدبلوماسية

ارسال التعليق

Top