• ٢٨ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٨ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

أوّل خطوة للتوبة.. الندم

عمار كاظم

أوّل خطوة للتوبة.. الندم

يؤكِّد النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في شهر رمضان، أن يستحضر الإنسان كلّ ذنوبه السالفة ليتوب إلى الله منها: (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ) (الشورى/ 25)، و(إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِين) (البقرة/ 222)، والتوبة هي الندم على ما فعله الإنسان من ذنب، والعزم على أن لا يفعل ذلك في المستقبل، وهي التوبة النصوح التي يدعو إليها النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في قوله: «وتوبوا إلى الله من ذنوبكم، وارفعوا إليه أيديكم بالدُّعاء في أوقات صلواتكم، فإنّها أفضل الساعات ـ فالصلاة هي معراج روح المؤمن إلى الله، وعندما يقف الإنسان بين يدي الله مستشهداً بذلك على عبوديّته له، فإنّه يكون قريباً إليه ـ ينظر الله عزّوجلّ فيها بالرحمة إلى عباده؛ يجيبهم إذا ناجوه، ويلبِّيهم إذا نادوه، ويعطيهم إذا سألوه، ويستجيب لهم إذا دعوه. يا أيّها الناس، إنّ أنفُسكم مرهونة بأعمالكم ـ فما الذي يحرِّر هذه النفس ويعتقها؟ ـ ففكّوها باستغفاركم ـ أن نستغفر الله في الصباح والمساء، ليستذكر كلّ إنسانٍ ذنبه، ويستغفر الله منه ـ وظهوركم ثقيلة من أوزاركم، فخفِّفوا عنها بطول سجودكم ـ اسجدوا لله سجوداً طويلاً، لأنّ الإنسان عندما يسجد لله، يشعر بإخلاص العبودية له والقرب منه ـ واعلموا أنّ الله أقسم بعزّته أن لا يعذِّب المصلّين والساجدين، وأن لا يروّعهم بالنار يوم يقوم الناس لربّ العالمين». وأيّ جائزة أعظم من هذه الجائزة؟! وفي الحديث عن الإمام الكاظم (علیه السلام) وقد سأله أحد أصحابه عن قول الله عزّوجلّ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحًا)؟ فقال (علیه السلام): «يتوب من الذنب ثمّ لا يعود فيه»، التوبة النصوح هي التوبة التي لا يحتاج بعدها إلى توبة، هي التوبة التي تنطلق من عمق الندم على الذنب، ومن قوّة الإرادة في رفض الذنب الذي أذنبه في الماضي، و«أحبّ العباد إلى الله المفتّنون التوّابون».. ونقرأ في حديث الإمام الكاظم (علیه السلام): «إنّ لله عزّوجلّ في كلّ يوم وليلة منادياً ينادي: مهلاً مهلاً عباد الله عن معاصي الله - لا تقتحموا معاصي الله ولا تتجرأوا على الله، لأنّ ذلك يستوجب غضب الله الذي قد يستوجب عقابه في الدُّنيا قبل الآخرة - فلولا بهائم رتع وصبية رضع وشيوخ ركّع لصبّ عليكم العذاب صباً، تُرضّون به رضّاً»، كأن الله تعالى يرحمنا من خلال هؤلاء، وإلّا فإنّ المعاصي التي تنطلق منّا في الليل والنهار قد تكسبنا غضب الله الذي لا تقوم له السماوات والأرض.

ارسال التعليق

Top