• ٢٨ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٨ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

استثمار التقاعد... في استثمار

د. مأمون طربيه

استثمار التقاعد... في استثمار
 "أن تبدو بأنك محبوب في عالمك الخاص شيء سهل، ولكن عندما تولي غاياتك الاهتمام، تصبح وجهاً لوجه مع كل شعور تملكه..". التقاعد عن الوظيفة لا يعني التقاعد عن العمل، بهذا المفهوم يمكن أن نبدأ التفكير فيما يجب عمله بعد الارتباط المهني لسنوات عبرت. وكثير من الرجال والنساء اليوم على حدٍ سواء حينما يتقدم بهم العمر لا يستكينون، إيماناً منهم بأنّه بعد دينامية العمل والدخول في سكينة البيت سيصابون بالملل والتكاسل من جرائه، ومعه قد تبدأ أعراض "الوهن والتعب" وما يرافقهما من أوجاع جسمية ونفسية.. لهذا يبدأ بعضهم بالتخطيط قبل خمس سنوات من التقاعد إلى ما بعد التقاعد في استثمار الأيام الباقية من العمر كي يستمروا في نمط الحياة الذي يعيشون وحفاظاً على سلامة ذهنهم وصحتهم.. وهذا الحال شائع كثيراً في الغرب حيث تجد المتقاعدين في اجتماعات متابعة مع خبراء استثمار لتوظيف أموالهم ووقتهم.. انطلاقاً من استراتيجية تقول: التخطيط الاستثماري الآن ليس مجرد أن توجد العمل المناسب للمال المتوفر بهدف إنتاج سلع للبيع... وإنما بهدف: كيف تستخدم أموالك لكي تعيش نمط الحياة الذي تفضل، خاصة وأنّ الذي سيحدث بعد التقاعد هو أن منبع الدخل الوارد إليك سيخف دفقه، وعليك أن تبحث عما يرفد هذا النبع ويبقيه دافقاً.. إذا ما أردت أن تستمر بنمط حياة مرفهة. لأجل أولئك الذين يودون استثمار وقتهم وليس فقط أموالهم.. لأنّ المال مجرد وسيلة لتحقيق متع، بينما الوقت هو اللحظات التي تمر وعلينا أن نعرف كيف نستغله بفائدة ونتاج.. أسوق خطة عمل للراغبين: - إذا كنت ممن ادخر مالاً قبل التقاعد فلا تضع كل "غلة العمر" في استثمار واحد بل بعضاً منه. - ضع في اعتبارك أن تثمير الأموال ليس زيادة مدخرات بقدر ما هو لزيادة رفاهيتك. - ادرس جيِّداً مجالات الاستثمار المريح لك.. لا تدخل في متاهات أنت بغنى عنها.. - تعامل مع أناس ثقات.. إذا كنت ممن لا يقدر على متابعة استثماراته. يستدعي دخول معترك العمل ثانية متطلبات: تأمين صحي/ إقراض واستدانة/ لقاءات وخدمات/ سفر وانتقال.. كما كان حالك قبل.. فاستعد. - ضع نفسك. وهذا هو الأهم. قبل أي شيء، فما فائدة السعادة إذا كان ثمنها الصحة؟ عندما تريد أن تجني ثروة في حياتك تذكر أنك تريدها لبقية أيامك وكيف تريد أن تعيش في المستقبل بعد التقاعد، فما تعيشه الآن هو حصيلة أيامك الغابرة وما تفعله اليوم سيكون ثمرة أيامك القادمة، لهذا ينبغي أن تقرر من حيث أنت: أي حياة تريد غداً؟ سواء كنت في الوظيفة أو على مشارف التقاعد أو تقاعدت للتوّ وترغب بملء وقتك.. فإن لم يكن لديك أيّة خطة، فاسأل/ استشر/ خطط بما هو مفترض لجهة نمط الحياة الذي تريده والضمان الصحي الذي يعنيك، مناسبات الأعياد والحفلات كيف تريد أن تقضيها، السفر خارج الأوطان إلى أين ومتى وكيف؟... الأولاد وأفراد العائلة الأقارب ماذا يعني وجودهم لي؟.

تصور نفسك كأنك في بداية حياتك: الفندق الفاخر الذي تريد أن تقصده مع أحب الناس إليك، السيارة الفارهة التي تريد أن تركبها، البلد الجميل الذي تحلم بأن تسافر إليه ولو لمرة في حياتك.. لا تجعل ذهنك يقول لك: أنت تحلم، مستحيل أن تتحقق هذه الأشياء! المسألة ببساطة تتحقق من خلال استغلال وقتك، استثمار مالك، ومعرفة رغباتك... والدليل على ذلك حسبما يقول أحد خبراء الاستثمار يدور حول سؤال مركزي: حدد كم تريد لتُبقي نمط الحياة الذي تعيشه الآن مستمراً معك إلى ما بعد التقاعد (أو أثناء التوقف عن الوظيفة)؟ فإذا كنت ترغب في أن يكون مدخولك 1000 دولار أمريكي شهرياً خلال التقاعد، أنت بحاجة لاستثمار ما قيمته 230.000 دولار أمريكي، وإذا كنت تملك مليون دولار فإن حصيلة تشغليها ستدر عليك ما قيمته 4.300 دولار شهرياً. لهذا من المهم أن نسأل أنفسنا ونحن على مشارف الانتهاء من الوظيفة: ماذا نريد في التقاعد؟ وهذا ما يستدعي وضع تصورات عملية لمجمل شؤون حياتك القادمة، لعل خبير استثمار موثوق يمكن أن يرشدك، يعطيك أفكاراً، يقترح مشاريع عمل، يحدد مجالات رابحة.. حيث عندها تستطيع أن تضمن شيخوخة قريرة وهانئة وبأنك تعيش الحياة التي تريد. وثمة مثل سويدي يقول: "Those Who Wish To Sing Always Find A Song".

المصدر: (كتاب كيف يمكن أن تعيش الحياة ببساطة)

تعليقات

  • عيسى

    الموضوع رائع لانه واقعي يلامس حياتنا ، والاسلوب مقنع

ارسال التعليق

Top