• ٢٥ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٦ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

اغتنام اللحظات الأولى من الشهر الفضيل

الشيخ حبيب الكاظمي

اغتنام اللحظات الأولى من الشهر الفضيل

إقبال الشهر:

إنّ من أفضل ما يروي لنا عظمة هذا الشهر الكريم: هو ما رواه عليّ (ع) عن النبي (ص)، إذ خطب المسلمين ذات يوم، فابتدأها (ص) بذكر إقبال الشهر على الصائمين، ومن المعلوم أنّ الإقبال متفرّع على اشتياق المقبل لمن أقبل عليه، فكأن الشهر المبارك هو الذي يشتاق إلى صائميه.. فيقبل عليهم بالجوائز الكريمة، ومنها: المغفرة في أوّله.. فطوبى لمن ضمن الرضوان في آخره.

 

الانتساب إلى العظيم:

إنّ الانتساب إلى العظيم بالذات، يوجب العظمة بالعرض، فهذه الانفاس التي لا قيمة لها في باقي الأيام، تتحوّل إلى تسبيح لما رُوي: "وأنفاسكم فيها تسبيح".. والنوم الذي هو أخو الموت، يتحوّل إلى عبادة: "ونومكم فيه عبادة".. وخلوف فم الصائم ذو الرائحة الكريهة، يتحوّل إلى ما هو أطيب من المسك.. كلّ ذلك من بركات الضيافة الإلهية في هذا الشهر، فطوبى لمن تعرّض لها بشرطها وشروطها.

 

الضبط من أوّل الشهر:

ينبغي للمؤمن أن يضبط برامجه في شهر رمضان من أوّل ليلة، فهو شهر متكامل، فينظر إلى أعمال الشهر كاملة، وإلى أعمال الليلة الأولى، وإلى الأعمال العامة في هذا الشهر، سواء صلاة الألف ركعة وغير ذلك من الأمور التي تُصلّى وتُقام بها في كلّ ليلة.. لأنّه إذا لم يبدأ من الليلة الأولى، وبدأ بهذا العمل في الليلة الثانية إلى ليلة الثلاثين؛ فإنّه لن ينتفع منه النفع المقصود.. فهذا الأجر يُعطى لمن يقوم بهذا العمل، من أوّل ليلة إلى آخر ليلة منه.

 

التقييم في أوّل الشهر:

إنّ على المؤمن قبل أن يبدأ بشهر رمضان جديد، أن ينظر إلى السنة الماضية، فإن كان قد زاد في التقوى درجة، فهذا يعني أن شهر رمضان قد أعطى ثماره في العام المنصرم، وما عليه الآن إلّا أن يشدّ الهمّة للفوز بثمرة أفضل للعام المقبل، وهكذا في كلّ عام، فإنّ المؤمن يكون في تصاعد مستمرّ في درجات الكمال، وهنيئاً لمن كان كذلك..

 

اغتنام اللحظات الأولى:

لا شكّ بأنّ إحساس الإنسان وهو في الساعات الأولى من الضيافة الإلهية، لا يمكن أن يُوصف، ففي الليلة الأولى من شهر رمضان المبارك يعيش العالم جوّاً آخر، حيث الأبواب مفتوحة، والشياطين مغلولة، والادعية مُستجابة؛ لذا ينبغي اغتنام هذه اللحظات الأولى، بينما يعيش في اللحظات الأخيرة من الشهر الكريم ألم فراق عزيز حلّ عليه.

 

السيطرة على مجمل الأعمال:

إنّ الذي يريد أن يتقن الشهر الكريم، لابدّ أن يسيطر على مجمل الأعمال من الليلة الأولى واليوم الأوّل، سواء من تلاوة القرآن الكريم، أو غير ذلك من البرامج العبادية.. فالذي يهمل الأيام الأولى، فإنّ الشيطان ينسيه ذكر ربّه فيما تبقى من شهر رمضان، ويتفاجأ وإذا بالشهر قد انقضى.

 

المصدر: كتاب آدابُ الضيافة الكبرى

ارسال التعليق

Top