• ٢٥ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٦ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

الإيمان والعمل في القرآن الكريم

أسرة البلاغ

الإيمان والعمل في القرآن الكريم

ظل القرآن الكريم ينزل على رسول الله (ص) ثلاثة عشر عاماً كاملة وهو يدور حول قضية واحدة هي قضية الإيمان والعقيدة، الإيمان والعمل. وبعد أن استقرت العقيدة استقراراً مكيناً في القلوب والعقول جاء بيان نظام الأخلاق والمعاملات وكلّ القضايا الأخرى اللازمة لبناء المجتمع الصالح..

إنّ الترابط الوثيق بين الإيمان والعمل ظاهر في آيات القرآن كمثل قوله سبحانه وتعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (النحل/ 97).

فالإيمان الصحيح يدعو إلى العمل الطيب ويدفع إليه. والعمل ثمرةٌ من ثمرات الإيمان ومظهرٌ من مظاهره قال (ص): "ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي، ولكن هو ما وقر في القلب وصدّقه العمل".

والعمل – مهما يكن عظيماً في نظر الناس – لا قيمة له في نظر الإسلام إلّا إذا كان قائماً على أساس الإيمان السليم. وحيث لا يوجد هذا الإيمان فلا قدر ولا قيمة ولا وزن لهذا العمل. فالإيمان السليم هو المعيار الذي يعطي للعمل قيمته؛ وبالمقابل فإنّ الكفر يحبط العمل مهما يكن في ظاهره عظيماً أو سامياً. انظر إلى قوله تعالى: (وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (المائدة/ 5).

وإلى قوله سبحانه: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا) (الكهف/ 103-105).

وهكذا نرى أنّ الإسلام يوجب تحقق الإيمان والعمل أي العقيدة والشريعة. فمن عمل بالشريعة وأهدر العقيدة لا يكون مسلماً عند الله ولو أفنى عمره بالعبادات والطاعات، وكذلك مَن آمن بالعقيدة ولم يلتزم العمل بالشريعة لا يكون سالكاً في حكم الإسلام سبيل الفوز والنجاة..

إنّ الإيمان الكامل يقتضي وقوفاً عند محارم الله، ويستدعي إقبالاً على طاعته وتمسّكاً بشريعته؛ فإذا تجرد عن العمل كان إيماناً عميقاً، وإذا خلا العمل عن الإيمان حبط فكان هباءً منثوراً..

ارسال التعليق

Top