• ٢٠ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١١ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

الحرية كحل لسلوك الطفل العدواني

أسرة البلاغ

الحرية كحل لسلوك الطفل العدواني

لدي مشكلة تخص أختي الصغيرة والتي تبلغ من العمر 4 سنوات والنصف، المشكلة هي إننا لا نستطيع السيطرة على سلوكها فهي عنيدة جدا وحركية وزاد كثيراً بعدما أنجبت أمي طفلتان فأصبحت أكثر عدوانية ونشاطها في ازدياد، حتى في اغلب الاوقات نفقد السيطرة على أعصابنا فتتعرض لضرب غير مبرح وصراخ عليها ومع ذلك تستمر في سلوكها الذي اتعبنا جداً واستعملنا معها أساليب متعدده (هدوء، أحياناً الحرمان من أشياء تحبها وأيضا التهديد والصد عنها في بعض الاحيان) وكل ذلك لاينفع فتردد لنا دائما انها لاتبالي وتظهر عدم الاهتمام وكل شخص من العائلة يستخدم معها اسلوب مختلف ونرجو من سماحتكم أن ترشدونا الى الاسلوب الاكثر ملائمة معها..
وبماذا تنصحونا بهِ..
وشكراً

 

الأخت الكريمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحيّة طيّبة وبعد..
السبب واضح أنكم تدللون البنت عندما كانت صغيرة وتحول اهتمامكما إلى الصغيرتين فأحست هذه بالجفاء وفقدان الاهتمام فتحوّلت إلى العناد، ثم ازدادت مع أساليب المقابلة السلبية وتعدد هذه الأساليب.
على أيّ حال، عليكم أن تجربوا أسلوباً آخر، وهو:
أولاً: اعطاءها الاهتمام واشعارها بالعناية، لا من خلال الرعاية الشخصية الخاصة بالمحبّة والسلام والتقبيل، فحسب بل من خلال الخطوات العملية، كأخذها للرفقة والتجول معها فقط، إلى الحديقة أو السوق، والتحدث معها على انفراد، واللعب معها في البيت، ففي الأثر: (مَن كان له فليتصابى له)، وكل ذلك سيجعلها تشعر بنوع من الاهتمام الخاص، وتعيد حالة التوازن النفسي لها.
ثانياً: في الآثر أيضاً، عن تربية الأطفال: (الغلام يلعب سبع سنين ويتعلم الكتاب سبع سنين ويتعلم الحلال والحرام سبع سنين).
عدم الاكتراث لبعض الحركات البسيطة للطفل والتي ربما يريد بها إلفات النظر إليه وبالتالي فينبغي اعطاءه الحرّية للتحرك، وعدم التعامل معه وكأنه شخص مسؤول، فبمقدار ما يعطى الطفل من الحرّية غير المضرة في هذا السن فإنه يعيش حالة الاشباع الداخلي ويستقر وتتوازن شخصيته.
نعم، يجب تجنب أي سلوك خاطئ أمامه لأن الطفل في هذه السن مقلِّد للكبار يتعلم منهم بالاتباع الأعمى، ولذلك يكون تربية الطفل بالسلوك في هذه السن أكثر أثراً من التعليم بالتلقين والكلام.
ثالثاً: يتأثر الطفل في هذه السن بالعقوبات المادية، كحرمانه من أكل معين أو شوكولاتا يحبها، أو الذهاب إلى محل اللعب، ولكن ينبغي أن تكون العقوبة في محلّها وإلّا أدت إلى آثار سلبية، فإن (كثرة الملامة تؤدي إلى اللجاجة) أي المشاكسة والمعاكسة لذلك فلا يؤخذ الطفل بالتصرفات العادية أو الأخطاء البسيطة وإنما يؤخذ على ما يعتبر خطأ كبيراً، ولا يكثر من اللوم والتقريع.
رابعاً: بعض الأطفال يمتلكون طاقة إضافية ونمواً سريعاً لذلك لابدّ من تصريف هذه الطاقة من خلال اللعب والمرح وأخذ الطفل إلى الحدائق ومحلات لعب الأطفال وتوفير بعض اللعب إليه.. فإذا لم تصرف هذه الطاقة وهو الطفل بين جدران البيت ظهرت منه التصرفات العدوانية فينبغي التوجه لذلك.
ومن الله التوفيق.

ارسال التعليق

Top