• ٢٠ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١١ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

الحوار وانفتاح الأفق النفسي

أسرة

الحوار وانفتاح الأفق النفسي

 

(قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي* وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي* وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي* يَفْقَهُوا قَوْلِي)(طه/25-28). (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ* وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ* الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ* وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ)      (الشّرح/1-4). (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ)(الأنعام/125).                                                                ویُثقِّف القرآن الکریم أتباعه علی أهمّ عنصر من عناصر النّجاح والتأثیر في التعامل مع الآخر والمشاکل والأزمات، وما یحتاج إلی صبر؛ مثل الحوار و إقناع الآخر بفکره ومشروعه و صدق دعوته..       إنّ القرآن الکریم یعرض عنصرین أساسین في هذا المجال، و یصطلح علیهما بـ(شرح الصّدر) و(ضیق الصّدر)، لیُعبِّر بهما عن الوضع النفسي للتعامل مع المشکلة وللمحاور، ولیُعبِّر بهما عن الوضع النّفسي للمتعامل مع المشکلة للمحاور، ویعتبر أهم عنصر من عناصر النّجاح هو سعة الأفق النّفسي الّذي یُعبِّر عنه بـ(شرح الصّدر) وتحمّل مشاقّ الحوار، والصّبر علی الطّرف الآخر بما یثیره من إشکالیّات وتُهم وعبارات مؤذیة، ومحاولات التضلیل  والتفنّن في صرف أهداف الحوار عن مساراتها، بغیة إفشال الحوار، أو الخروج بانتصار حواري مزیّف؛ لذلك یخاطب القرآن نبیّه الکریم محمداً(ص) بقوله: (فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ) (طه/130).       إنّ من المحاورین مَن هو صاحب الحقّ، وبیده الأدلة الکافیة، والوثائق المُقنعة، ولکنّه سریعاً ما یضغط الطّرف الآخر علی أعصابه، ویستثیر غضبه، فیضیق صدره، ویتعامل بعصبیة وانفعال فیخسر الجولة.. بل و ربّما ضیّع فرص التّقارب و کسب الأصدقاء بسبب ضیق أفقه النّفسي، ومزاجه العصبیّ في الحوار، وردوده المثیرة للطّرف الآخر.. فینفضّ عنه الأصدقاء، ویکسب الجولة الخصوم والمنافسون، ولو صبر علی الحوار، وتجاوز محاولات الإثارة من الطّرف الآخر لکسب الجولة، و طوّق خصمه و منافسه، واستمال الرّأي العام إلی جانبه.. 

تعليقات

  • محب لله ورسوله

    ماشاء الله جزاكم الله خيراً على هذه المعلومات الرائع ... اسئل الله ان تكون في موازين حسناتكم يوم تلقون الله عز وجل ...

ارسال التعليق

Top