• ٢٥ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٦ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

الذكرى: محطة للتأمل

عمار كاظم

الذكرى: محطة للتأمل

ان ذكرى ولادة رسول الله صلى الله عليه وآله محطة للتأمل في تفاصيل حياة رسول الله صلى الله عليه وآله كي نتمثله ونتعلم منه ونهتدي به ان نتخيله في صدقه وأمانته وهو الصادق الأمين قبل أن يبعث نبيا ورسولا وبعد أن بُعث لنكون الصادقين الأمناء حتى لو كان كل العالم من حولنا يمتهن الكذب والخيانة ان نتمثله في ثباته وهو الذي لم يهتز ولم يتراجع رغم التحديات التي واجهها والضغوط التي تعرض لها والإغراءات التي عُرضت عليه وأن نقول كما قال: «والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يُظهره الله أو أهلك دونه». ان نتمثله وهو يحارب الخرافة ويحول دون دخولها الى الفكر الذي حمله والرسالة التي قدمها لم يطوع رسالته لحساب شخصه أن نتمثله في عبادته وهو ابذي عبد الله حتى تورمت قدماه حتى نزلت عليه الآية: «طه * ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى» (طه: 1و2) . ان نتمثله في سعة صدره وعلو أخلاقه وهو الذي اتسع قلبه لأعدائه كما وسع لأصحابه وهاهو في إحدى معاركه يقول له أحد أصحابه: لو لعنتهم يا رسول الله ودعاؤك يستجاب فيجيب: « إنما بعثت رحمةً مهداةً ولم أبعث لعاناً « وراح يقول: « اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون «. ان نتمثله وهو يقابل الاساءة بالاحسان وأي إساءة كانت أعظم من اساءات قريش التي عذبته وعذبت أصحابه وتآمرت لقتله ورغم ذلك حين فتح مكة قال لهم: « اذهبوا فأنتم الطلقاء..... « ان نتمثله وهو يقف في نهاية حياته ليقدم جردة حساب إلى الناس إذ يقول لهم: « إنكم لا تمسكون علي بشيء، إني لم أحل إلا ما أحل الله ولم أحرم إلا ما حرم الله».

ارسال التعليق

Top