• ٢٨ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٨ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

السيدة زينب (عليها السلام).. الرساليّة الصابرة

عمار كاظم

السيدة زينب (عليها السلام).. الرساليّة الصابرة

شكَّلت السيدة زينب (عليها السلام)، صاحبة نسبٍ وشرفٍ وعلمٍ وتقوى وجهاد، الامتداد الطبيعي والرسالي لأُمِّها الزهراء (عليها السلام)، في صبرها وجهادها وتقواها، بما جعلها مدرسةً للأجيال في سيرتها، التي لم تكن إلّا تضحيةً وفداءً للإسلام المحمّدي الأصيل، ولتأكيد الحقّ وشرعيَّته، والوقوف بكلِّ ما أمكنها من قوّة في الخندق المواجه للباطل والظلم والانحراف.

السيدة زينب (عليها السلام) الإنسانة القوية الصامدة الصابرة المتحدية ونحن حينما نتذكّرها، فإنّ علينا أن نجعلها القدوة التي نقتدي بها في مواقف القوّة أمام الطُّغاة والظالمين، وأن لا نضعف أو نهون أو نسقط. وهذا ما يجعلنا نفهم أنّ المرأة المسلمة عندما تعيش روحيتها وقوتها الإسلامية، فإنّها تستطيع أن تنتصر على الرجال في أقوى المواقف، كما يمكنها أن تسدّ نقاط الضعف في المسيرة. نهضت (عليها السلام) بدورها التاريخي، فقد استنهضت الهمم وأيقظت العزائم، فانتفضت الأُمّة تطالب بكرامتها وتستعيد عزتها، وبذلك تواصلت حركة التاريخ الإسلامي التي أوشكت أن تقف وتنتكس، وقدّمت عطاءها على مرّ الزمن، ولا يزال هذا العطاء متواصلاً إلى يومنا هذا يؤتي أُكله كلّ حين. غير أنّ المسيرة يعتريها دائماً وبشكل طبيعي الضعف بسبب العوامل المضادة، بل قد يعتريها الركود والخمود، لذلك فإنّها بحاجة دائماً إلى نهج زينب (عليها السلام) وصوت زينب (عليها السلام) ليدفع بالمسيرة إلى أهدافها المنشودة.

على المرأة المسلمة أن تنفتح على هذه الشخصية وتلتزمها في حياتها الخاصّة والعامّة، على أساس التزام الحقّ ونصرته، وامتلاك الوعي والإرادة الصلبة. لذلك لابدّ من أن نستفيد في تربيتنا للمرأة المسلمة من موقف السيدة زينب (عليها السلام)؛ هذه الإنسانة المثقَّفة، والعالمة، والقوية، والشجاعة، والمتحدّية، التي عاشت العاطفة، ولكنّ العاطفة لم تغلبها، حتى في كربلاء، عن القيام بمسؤولياتها، لأنّ الحوراء زينب (عليها السلام) عاشت كلّ ما عاشه الإمام الحسين (عليه السلام)؛ عاشت روحانية أُمِّها، وعاشت عظمة أبيها وأخيها، ورافقت الإمام الحسين (عليه السلام). لابدّ من أن نستفيد في تربيتنا للمرأة المسلمة من موقف السيدة زينب (عليها السلام)؛ هذه الإنسانة المثقَّفة، والعالمة، والقوية، والشجاعة، والمتحدّية، التي عاشت العاطفة، ولكنّ العاطفة لم تغلبها، حتى في كربلاء، عن القيام بمسؤولياتها، لأنّ السيدة زينب (عليها السلام) عاشت كلَّ ما عاشه الحسين (عليه السلام)؛ عاشت روحانيّة أُمِّها، وعاشت عظمة أبيها وأخيها، ورافقت الإمام الحسين (عليه السلام).

في ذكرى ولادة السيدة زينب (عليها السلام)، المجاهدة والصابرة والمضحية والعالمة الحقيقية.. نقف عند هذه الشخصية الرسالية الحركية التي أعطت للإسلام كلّ ما لديها من قولٍ وعملٍ بإخلاص وتفانٍ، لتعلّم النّاس وتدلّهم على الحقيقة والحقّ، لتعلّمهم معاني الصبر والتضحية والعمل مهما كانت التحدّيات، ومهما كانت التضحيات، ولتعلّم الناس أنّ دورهم هو إحياء الواقع بكلّ معاني الخير والعدل والحقّ، والعمل على إصلاح ذات البين، وإعلاء كلمة التوحيد ممارسةً في الواقع، ليظهر أثر كلّ ذلك في حركة الإنسان ومسيرته، في سيره نحو الله تعالى. لذا، المطلوب أن نكون بالحدّ الأدنى ممّن يعي ويفهم البُعد الرسالي الحقيقي لهذه الشخصيات، ليكون ارتباطنا بها ارتباط الهويّة والمسار والمصير. هذه هي السيدة زينب (عليها السلام) في كبريائها الإسلامي، وفي عظمتها الروحية الإيمانية، وفي ثقافتها القرآنية، وفي بلاغتها الأدبية، وفي مواقفها البطولية.

ارسال التعليق

Top