• ١٩ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٠ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

الشباب والحياة والمتوازنة

د. محمّد رضا/ ترجمة: زهراء يكانه

الشباب والحياة والمتوازنة

◄"أتركوا المدّ والجزر وراء ظهوركم

وفي ساحل آخر

ستشرق لكم شمس فاتنة

تحدثوا عن السعادة فالهموم ملأت الحياة ولستم بحاجة للاحتفاظ بالهموم". (ويلز)

من الأهداف والآمال التي يرمي الشباب إلى تحققها، تطوير مستوى العلاقات والوشائج الأسرية التي تتبلور بشكل كامل في ظاهرة "الحياة المتوازنة"، فرغم اهتمام الشباب بحريتهم في احراز حياة متوازنة إلّا أنّهم يجهلون خصائص هذه الحياة، طرق توفيرها وآثارها الفردية والاجتماعية. ونرى من الأهمية بمكان أن نتدارس هنا أهم خصائص الحياة المتوازنة:

1-    تنسيق التعاملات العاطفية، هو من أحد خصائص هذه الحياة أي شحذ همم جميع أفراد العائلة ومنهم الشباب لتبادل مشاعرهم بشكل كامل مع بعضهم فيغدو كلّ منهم محط اهتمام ومودة الآخرين مثلما يعمل هو ذاته على إغداقهم بمحبته.

2-    الالتزام بأصول الحياة الأسرية: وهو الشرط المطلوب في جميع أنواع الارتباطات الاجتماعية السليمة. ويجب أن تؤخذ أوضاع وواقع حياة كل فرد بالحسبان عند وضع هذه الأصول، كما يفترض أن تطبع هذه الأصول بطابع المرونة اللازمة.

3-    احترام حيز شخصية الآخرين، وهو من الأسس الأساسية التي تقوم عليها الحياة المتوازنة، لأنها الطريقة التي تحفظ للشباب مكانتهم وشخصيتهم وتوفر الشعور بالاستقرار النفسي لجميع أفراد العائلة.

4-    أخذ قابليات كلّ فرد من أفراد العائلة على حدة بنظر الاعتبار عند تعيين التوقعات منهم، والتحرز من توقع ما هو خارج عن نطاق طاقة الشاب، وعندئذ يشعر جيل الشباب بالهناء والسعادة وتتحقق في ظلها العدالة الأسرية أيضاً.

5-    تعيين أهداف الشباب بالنظر إلى مواهبهم وقابلياتهم لأن اختيار الأهداف البعيدة المنال والخارجة عن حدود قابليات الشباب يؤول بهم إلى مواجهة ظروف صعبة لا محيص منها، وإضافة إلى ذلك فإن تتابع تجارب الفشل واليأس يسدد ضربة قاضية للشباب في أكثر مراحل حياتهم رقة وهشاشة.

6-    الحفاظ على المعنويات: وهو ما يمنح الشباب فرصة للابتعاد عن تقييم الحياة على أساس الضوابط المادية التي تعرِّض معيشتهم للصدمات والأضرار، خلافاً للصيغ الأخلاقية التي تعمق نظرتهم للحياة وتمنحهم تطلعاً أوسع نطاقاً في أفق الغد عندما تزودهم بمنظار "المفروض وقوعه" لينظروا به إلى الحياة ويقيّموا به أعمالهم وسلوكهم وفق ميزان "رضا الله" فيتركوا ما يخفّ وزنه فيه.

7-    ضرورة تعرف الشباب على الفارق بين الحياة المتوازنة والحياة المتسامية، فمنهم من يسعى لتحقيق هدفه حتى نيل الحياة المتوازنة ويتوقف عندها عن مواصلة الحركة، إلّا أن من خصائص الحياة المتوازنة هو العمل على حفظ الظروف القائمة بغية الوقوف بوجه الاضطرابات المحتمل ظهورها في المسار الطبيعي للحياة خلافاً للحياة المتسامية فهي لا تكتفي بالوضع القائم بل تترصد الفرص لنيل مستوىً أفضل وهذا ما يضفي الهدفية على حياة الشباب. ►

 

المصدر: كتاب الشباب والقوة الرابعة للحياة

ارسال التعليق

Top