• ٢٩ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

الصدقة في القرآن والسنة

أسرة البلاغ

الصدقة في القرآن والسنة

قال تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (التوبة/ 103).

الهدف: الحثّ على التصدّق خلال شهر رمضان كونها إحدى الأمور المستحبّة التي أوصى بها رسول الله (ص) في خطبته الشهيرة.

لا يخفى ما لفضيلة بذل المال والإنفاق في سبيل الله من أثرٍ كبير على المستوى الروحيّ والعباديّ للإنسان، ولذلك ترى الآيات القرآنية تجزل الثواب على المتصدّقين وتمدحهم، وتتوعّد الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله بالهلاك والعذاب الأليم، ولا يخفى أنّ أفضل الصدقة خلال شهر رمضان المبارك كما أشارت الأحاديث الشريفة.

1-     بذل المال من أنواع الجهاد: قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ) (التوبة/ 111).

وقال تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (التوبة/ 88).

2-     الله أحبّ إلى المؤمن من ماله: ولذلك نقرأ في حياة الإمام الحسن (ع) أنّه خرج من ماله مرّتين فتصدّق بكلّ ما يملك.

3-     الصدقة صلة ارتباط بنهج: لأنّ الحافز في داخل الإنسان إلى بذل المال هو المساهمة في سدّ حاجات المحتاجين الذين يرتبط معهم في خطٍّ ونهجٍ واحد.

4-     الصدقة أوّل انعكاسات قبول الأعمال: قال تعالى: (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ) (النساء/ 114).

 

بركات الصدقة:

1-     أمان في القبر يوم القيامة: أي أنّ ثوابها يدفع عنه ألم العذاب، عن رسول الله (ص): "إنّ الصدقة لتطفئ عن أهلها حرّ القبور، وإنّما يستظلّ المؤمن يوم القيامة في ظلّ صدقته".

2-     قبول العمل: الإمام الصادق (ع): "إنّ الله تبارك وتعالى يقول: ما من شيء إلّا وقد وكّلت من يقبضه غيري، إلّا الصدقة، فإنّي أتلقّفها بيدي تلقّفاً".

وكأنّ الله نزّل نفسه منزلة وليّ الفقراء الذي يقبض عنهم مالهم وينفقه عليهم.

3-     الصدقة مفتاح الرزق: وليست منقصة للرزق أو خطر عليه كما يوهم الشيطان للإنسان. فعن الإمام عليّ (ع): "استنزلوا الرزق بالصدقة".

4-     الجزاء المضاعف: قال تعالى: (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ) (البقرة/ 276).

ولعلّ أجمل ما يشرح نموّ الصدقة ما روي عن الإمام الصادق (ع): قال الله تعالى: "إنّ من عبادي من يتصدق بشق تمرة، فاربيها له كما يربي أحدكم فلوه، حتى أجعلها له مثل جبل أحد".

5-     دفع البلاء: عن رسول الله (ص): "الصدقة تدفع البلاء، وهي أنجح دواء، وتدفع القضاء وقد أبرم إبراماً، ولا يذهب بالأدواء إلّا الدعاء والصدقة".

وعندما نقرأ قول رسول الله أنّها تدفع القضاء ندرك أهميّة الصدقة وأولويّتها وحاكميّتها على كثير من الأمور.

وعنه (ص): "الصدقة تمنع ميتة السوء".

وعنه (ص): "تصدّقوا وداووا مرضاكم بالصدقة، فإنّ الصدقة تدفع عن الأعراض والأمراض، وهي زيادة في أعماركم وحسناتكم".

 

أولويّة ذوي الرحم بالصدقة:

وبيّن أهل بيت العصمة مصرف الصدقات، فعن الإمام الحسين (ع): "سمعت رسول الله (ص) يقول: ابدأ بمن تعول: أمّك وأباك وأختك وأخاك، ثمّ أدناك فأدناك".

رسول الله (ص): "لا صدقة وذو رحم محتاج". بمعنى أنّ الصدقة الكاملة هي التي تراعي الأقرب فالأقرب.

وعنه (ص): "إنّ الصدقة على ذي القرابة يضعف أجرها مرتين". ولا يخفى أنّ مضاعفة الأجر إنّما يراد منه إعطاء الأولويّة لذي القرابة.

 

فضل صدقة السرّ وآثارها:

قال تعالى: (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (البقرة/ 271).

والتصدّق سرّاً له جانب يتعلّق بالمتصدّق وهو أن لا يتسرّب الرياء إلى نيّته، وله جانب يتعلّق بالمتصدّق عليه وهو حفظ ماء وجهه من الناس.

عن الإمام الصادق (ع): "لا تتصدّق على أعين الناس ليزكّوك، فإنّك إن فعلت ذلك فقد استوفيت أجرك، ولكن إذا أعطيت بيمينك فلا تطلع عليها شمالك، فإنّ الذي تتصدّق له سرّاً يجزيك علانية".

وأمّا في ثوابها فقد ورد عن رسول الله (ص): "أكثر من صدقة السرّ، فإنّها تطفئ غضب الربّ جلّ جلاله".

وعنه (ص): "سبعة في ظلّ عرش الله عزّ وجلّ يوم لا ظلَّ إلّا ظله: رجل تصدق بيمينه فأخفاه عن شماله".

الإمام الصادق (ع): "الصدقة والله في السرّ أفضل من الصدقة في العلانيّة، وكذلك والله العبادة في السرّ أفضل منها في العلانيّة".

ارسال التعليق

Top