• ١٩ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٠ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

القرآن الكريم.. شفاء للنفوس والقلوب

الشيخ محمود المصري

القرآن الكريم.. شفاء للنفوس والقلوب

◄يا من تشكو من الآلام والأحزان عليك بكتاب الرحيم الرحمن، ففيه الشفاء وفيه الهداية... قال تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا) (الإسراء/ 82).

    - فيا أيها الحزين، أين أنت من تلاوة القرآن الكريم؟!!

    قال الإمام ابن القيم – رحمه الله –:

    "فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية، وأدواء الدنيا والآخرة، وما كلُّ أحدٍ يؤهّل ولا يوفّق للاستشفاء به. وإذا أحسن العليل التداوي به،ووضعه على دائه بصدقٍ وإيمانٍ وقبولٍ تام، واعتقاد جازم، واستيفاء شروطه، لم يقاومه الداء أبداً.

    وكيف تقاوم الأدواء كلام ربّ الأرض والسماء؟ الذي لو نزل على الجبال لصدّعها، أو على الأرض لقطّعها، فما من مرضٍ من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على دائه وسببه، والحمية منه لمن رزقه الله فهماً في كتابه.

    وأما الأدوية القلبية، فإنّه يذكرها مفصلة، ويذكر أسباب أدوائها وعلاجها. قال: (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ) (العنكبوت/ 51). فمن لم يشفه القرآن، فلا شفاه الله، ومن لم يكفه فلا كفاه الله".

    إنّ القرآن الكريم شفاء للصدور من أمراض الشبهات والشهوات، وشفاء للأبدان من الأسقام والعلل... قال تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ).

    لقد قام فريق طبي بأبحاث قرآنية في "عيادات أكبر" في مدينة بنَما سيتي بولاية فلوريدا، وقد استُخدمت في هذه الأبحاث أجهزة المراقبة الإلكترونية المزودة بالكمبيوتر لقياس التغيرات الفسيولوجية في عدد من المتطوعين الأصحاء أثناء استماعهم لتلاوة قرآنية.

    ولقد أثبتت النتائج المبدئية للبحوث القرآنية أنّ للقرآن تأثيراً إيجابياً مؤكداً لتهدئة التوتر، وأمكن تسجيل هذا الأثر نوعاً وكمّاً، وظهر هذا الأثر على شكل تغيرات في التيار الكهربائي، وتغيرات في الدورة الدموية، وما يصحب ذلك من تغير في عدد ضربات القلب، وكمية الدم الجاري في الجلد، ودرجة حرارة الجلد.

    وفي المجموعة التي كانت تستمع وتفهم، سواء أكانوا مسلمين أو غير مسلمين، أم كانوا يتحدثون العربية أم غيرها، كانت النتائج إيجابية بنسبة 97%.

    وفي مجموعات المرحلة الثانية ثبت أن لسماع تلاوة آيات القرآن الكريم أثراً واضحاً على تهدئة التوتر، ولو لم يفهم معناها، إذ حقق إيجابية قدرها 65%.

    كما أن نتائج هذه التجارب المقارنة تشير إلى أن كلمات القرآن بذاتها بغضِّ النظر عن مفهوم معناها، لها أثر فسيولوجي مهدئ للتوتر في الجسم البشري، فإذا اقترن سماع القرآن الكريم بفهم معناه كان غير محدود الأثر.

    ولذلك كله نستطيع أن نؤمن إيماناً لا يعتريه شك في حقيقة أثر القرآن الكريم تلاوة أو سماعاً أو حفظاً في الإنسان وتهذيب سلوكه، وشفاء أمراضه وسعادته.►

    

    المصدر: كتاب لا تحزن وابتسم للحياة

ارسال التعليق

Top