• ١٩ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٠ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

بوح الصّائمين

محمود محمد أسد

بوح الصّائمين


أتى رمضانُ والدّنيا جراح
أتى رمضانُ, والأجرُ المُتاحُ
فأشْرقتِ السّماءُ بنوره, من
 لياليهِ سيأتينا الفلاحُ
ترفَّعتِ النّفوسُ عن الدّنايا
 فليْلُ المسلمينَ هُدىً صُراحُ
أيا رمضانُ؛ والإسلامُ حبٌّ
 ونهْجٌ مستقيمٌ, وانفتاح
يؤَرِّقني, ويكوي الرّوحَ غَمٌّ
 مقيمٌ. هلْ سيأتينا الصّلاحُ؟
أترْمينا سهامُ الغدْرِ جهراً؟
 ونحنُ عن المآسي لا نُزاحُ
ترانا والعيونُ بلا حَراكٍ
 لأنَّ الحسَّ فينا مُسْتباح
تضَـرَّعتِ الأكفُّ إليْكَ سعياً
 لإنْقاذٍ, فهلْ يُجدي الصّياحُ؟
ففي رمضانَ عزّ اللهُ قوماً
 أضاؤوا الكونَ خُلْقاً, فاسترحوا
أقاموا دولةًَ للحقِّ, تبقى
يشعُّ النّورُ منها, والسّماحُ
أطاعوا ربَّهمْ في كلِّ أمرٍ
لهمْ في كلِّ معتركٍ صُداحُ
وجابوا الأرضَ مثلَ الشّمسِ شرقاً
 وغرباً, عندما انبثق الصّباح
لقد زرعوا التّسامحَ في نفوسٍ
 بنَتْ, فزهتْ بهمْ تلكَ البطاحُ
دعاهمْ للبناءِ رسولُ صد قٍ
أزاحَ ظلامَهمْ قومٌ فصاحُ
رمى عن ظهرِهمْ طيشاً ثقيلاً
يُعذِّبُهمْ, فتشّتَدُّ القِراحُ
حروبٌ أضْرمتْها في الحشايا
 خلافاتٌ, وأزْكتْها رياحُ
فأخمدَها بيانٌ معجِزٌ في
 كتابٍ, جاءهمْ منه السّـراح
رأوْا فيهِ بعداً عن ضلالٍ
 فأيقظَ روحَهمْ نورٌ مُتاحُ
وفي رمضانَ عزَّ الفتحُ دينا
ً وكان النّصـر وانهزمَ الجِماحُ
إذا شئْنا الحياةَ بلا همومٍ
فدربُ الحقِّ يرسمهُ الفلاح

ارسال التعليق

Top