• ١٨ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ٩ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

ثقافة الوعي بـ«إجازة العطلة الصيفية»

عمار كاظم

ثقافة الوعي بـ«إجازة العطلة الصيفية»

العطلة الصيفية هي الراحة بعد تعب وعناء، وهي مكافأة بعد جهود الدراسة والمثابرة. وهي فرصة لمزيد من اكتساب المعرفة والعلم وتنمية الإبداعات، وتحقيق التوازن النفسي والثقة بالنفس. إنّ الإجازة الصيفية، هي فرصة أيضاً للتحرر من القيود والانطلاق والتنزه وزيارة الأقارب والأصدقاء والدخول معهم في برامج اجتماعية مشتركة، والعمل على كسب أصدقاء ومعارف جدد. يستطيع الشاب أن يحوّل العطلة الصيفية إلى ساحة ومجال لتقوية الروابط الاجتماعية، والخروج من واقع العزلة والتقوقع على الذات، فبالإمكان تحقيق ذلك إذا قمنا بنشر ثقافة الوعي بأهميّة استثمار العطلة الصيفية قبل بدئِها فيما بينهم، والمجتمع بأسره مسؤول عن التوعية هنا، بدءاً من الأُسرة، والأصدقاء، مروراً بالمعلِمين وأساتذة الجامعة، وانتهاء بوسائل الإعلام بمختلف أشكالها.

الصيف فرصة للاشتراك في نشاط صيفي رياضي أو ثقافي أو ترفيهي أو علمي أو السفر لأماكن جديدة أو الالتحاق بدورات الحاسب الآلي واللغات، وذلك بهدف إدراج قيمة العمل النافع ضمن خطة الإجازة عسى أن يكتسب منه مهارات أو يتكسب مبلغاً من المال يكون بداية الطريق لنجاح عملي باهر في المستقبل.

يمكن الاستفادة من العطلة الصيفية في تنمية المواهب والمهارات الفردية مثل هواية الرسم وكتابة القصص والمقالات والشعر والاهتمام بالاختراعات التي تنمي الموهبة الفكرية لدى الطالب. فالعطلة الصيفية فرصة جيِّدة لتطوير المواهب، المبادرة بالالتحاق في دورات تنمي الهوايات وتصقلها وكذلك البحث عن مهارة جديدة لتعلمها، فهناك الكثير من ورشات العمل المجانية في المدينة مثل تعلم اللغات أو التصوير أو الرسم وغيرها الكثير فقط كلّ ما على الطالب هو متابعة الإعلانات.

الإجازة فرصة للتغيير من رتابة الأيام وحياة الجد، سواء تعلق الأمر بالمدارس أو بالعمل، أو من الحياة المعتادة في بقية شهور السنة، وهي فرصة ذهبية لبعث الحياة في الصداقات التي حال الانشغال بالمدرسة عن الاهتمام بها، ويمكن في الإجازة الاقتراب من جديد من قلوب الأصدقاء، واقتسام الأوقات الجميلة معهم.

ومَن لا يستطيع السفر في رحلة طويلة تستمر عدّة أسابيع، يمكنه القيام برحلات يومية انطلاقاً من البيت، مثل السفر إلى شاطئ البحر، إذا لم يكن بعيداً، والعودة في نهاية اليوم، بحيث يشعر الإنسان بمتعة الجلوس على الشاطئ ومشاهدة الأمواج في رحلتها التي لا تنتهي، تأتي من بعيد بشوق كبير للشاطئ، وقبل أن تلمسه تفتح ذراعيها، وترتفع في السماء من فرط فرحتها، ثمّ تهبط وحولها زبد كثير، تلامس الرمال ثمّ تستدير وتعود من حيث جاءت.

وأخيراً.. الإجازة الصيفية وسيلة ناجحة للتخفف من الضغوط اليومية والمسؤوليات وتجديد النشاط والحيوية للجميع، ومن ثمّ العودة إلى العمل والإنتاج والمسؤوليات، ولابدّ من مراجعة النفس وسلوكياتها أثناء العمل وأثناء الإجازة، ولابدّ من العمل على تعديل الأنماط السلبية في السلوك والتفكير بما يتعلق بنا كآباء وأمهات وبأطفالنا، وبما يتناسب مع حياة منتجة وفعّالة ومع إجازة مفيدة وإيجابية.

ارسال التعليق

Top