• ٢٤ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٥ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

رحلة في الضباب

صلاح عليوة

رحلة في الضباب

إلى أين تمضينَ
محبوبتي
والجدودُ يجوبونَ بحراً
من الظلِ والضوءِ
والحزنِ والعشبِ
كي يطرقوا بابنا
في أقاصي السنين
إلى أين تمضينَ ..
إني أقلّب في الذكرياتِ
وأعبرُ في ندمٍ يابسٍ
وأجوبُ الغناءَ القديمَ
وأصعدُ مرتبكاَ
نحو ما لا أرى
سُلّمِي ممعنٌ في الأسى
طاعنٌ في الحنين
إلى أين تمضينَ
والغرباءُ مرايا غيابي
وحزنُ المدينةِ بابي
وأسئلتي من كلامٍ قتيلٍ
وعذري رمادٌ مجيدٌ
وأنشودتي من غناءٍ مُعَادٍ
لبحارةٍ تائهين
إلى أين تمضينَ
والريحُ تنزعني من مداري
وتفتحُ أبوابها كلها ..
وترجّ جداري
فأي البلادُ بلادي
وراء المرايا.. السبايا
وموجِ اللغاتِ .. الجهاتِ ..
وهمهمةِ الجندِ والفاتحين
إلى أين تمضينَ
والعتباتُ سدى
ونوافذنا صرخاتُ ضحى ..
وكلامُ الرعاةِ هدانا
مناراتنا ظلُ ضوءٍ تداعى
وأقدامنا تتهاوى ..
ومن خلفنا ضجةُ الموتِ
والنازحين
إلى أين تمضينَ
والذكرياتُ رنينُ الرثاءِ
أسيرُ إلى ندمٍ كاملٍ
في النداءِ
وارسم لوحاتِ حزنٍ
وأُحصي حصي العائدينَ
وحيداً
وخلفي ظلامٌ رجيمٌ
وفوقي غمامٌ طعين
إلى أين تمضينَ
والصمتُ ذاكرتي و كلامي
وأذرعُ موتاي تطوي غدي
وتحيل و جودي صدى ..
عبثاً سأريقُ الندى في المنى
وأجففُ من ضجةِ البحرِ صوتي
وأنبشُ عبر المتاهاتِ خطوي
وأبحثُ عن لافتاتِ الهدى
والضلالِ المبين
إلى أين تمضينَ
والجندُ فوق السياجِ
وخلف الزجاجِ
وفي لعبة الطفلِ ..
في الطلِ و الظلِ ..
وسط شقوقِ الربي
والغناءِ الذي عن بياضِ الندى
وسماءِ السجين
إلى أين تمضينَ
أعمارُنا شجرٌ في الضبابِ
حياةٌ تهابُ الحياةَ ..
كلامٌ يبددُ معناهُ ..
أنشودةٌ عن مسيرِ الغزاةِ
وأسطورةٌ من خيولٍ وريحٍ
عويلُ الطبولِ يحاصرنا
والتراتيلُ مرفأنا
لوعةُ المجدِ من خلفنا ..
وخطى الطامعين

ارسال التعليق

Top