• ١٩ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٠ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

رسالة السنة الجديدة

عمار كاظم

رسالة السنة الجديدة

يحتفلُ مئات الملايين من الأشخاص في كلّ أرجاء العالم ببدء السنة الميلادية الجديدة، ويتبادلون مع بعضهم البعض التهاني والتبريكات والأمنيات الصادقة بأن يكون هذا العام منطلقلاً مُفعماً بالأمل والحبّ والسلام والرحمة. إنّ التعبير عن السنة الميلادية فيه من العبر والمواقف والدروس ما تُغنِي وتكسب العقل فائدة كبيرة تبدأ من سنة جديدة نرسم من خلالها الابتسامة على وجُوهنا ووجوه من حولنا، ولا تنتهي إلّا بتحقيق كلّ ما نطمح ونسعى إليه على جميع الأصعدة لتكون سنة مثمرة من جميع الجوانب.

ومن جانب آخر، فمن المستحسن عيش هذه المناسبات بطريقةٍ تسلّط الضوء على القيم الروحية والأخلاقية (قيم المحبة والرحمة والعدل) التي هي رمز الإنسانية، والانفتاح على هذه القيم في العلاقات الإنسانية، والتواصل مع بعضنا البعض. لذا وجب علينا أن نسجّل في هذا العام كلّ أعمالنا وأفعالنا ومن ثمّ نستخلص منها العِبر والجديد والمفيد.

فلتكن سنة 2018 بداية جديدة للتخطيط والنجاح وأحسن سبيل للنجاح هو استثمار الوقت، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه». فالإنسان تحكمه مسؤولية استثمار وقته في العمل الصالح، وتوظيف كلّ لحظة في أحسن الأعمال، ولما كان الزمن هو أثمن ما يملك الإنسان فإنّ الله عزّوجلّ تمنن بالعمر الذي منحه للإنسان، قال تعالى: (أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ) (فاطر/ 37)، عن رسول الله محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم): «اغتنم خمساً قبل خمس؛ شبابك قبل هرمك، وصحّتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك». هي دعوة من رسولنا الأكرم إلى استثمار حياتنا بكلّ مراحلها، فقطار العمر يمضي ولا يتوقّف، وعقارب الساعة لا تعود إلى الوراء، مهما كثرت الأمنيات. وأيضاً السنة الجديدة هي فرصة للعمل الصالح من خلال زرع علاقات طيِّبة مع الآخرين بعيداً عن التنازع والتشاحن، لإنهاء الحروب وإحلال السلام في شعوب العالم الإسلامي. إنّ الله تعالى يحبّ لنا أن نعيش متماسكين، يساعد بعضنا بعضاً، وهنا يتجلّى الدور الفعّال للتآخي في الحياة الاجتماعية، إذا قام كلّ فرد بما توجبه عليه أخوّته الإيمانية تجاه الآخرين.

ارسال التعليق

Top