• ٢٠ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١١ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

عقيدتك أيها الشاب المسلم

لؤي عبدالرزاق فرج الله

عقيدتك أيها الشاب المسلم
    ◄من الحري بكلّ إنسان أن يكون عارفاً مُتعلِّماً لأُمور دينه من عبادات ومعاملات خصوصاً ما يرتبط بحياته اليومية كالصلاة والصيام والبيع والشراء إلى غير ذلك.

    ولما كانت هذه الأعمال محل ابتلاء لكثير من الناس جاء في مضمون الحديث الشريف: "سل عن أُمور دينك حتى يُقال أنّك مجنون"؛ لكن هناك من الأُمور والمسائل التي يُبتلى به المرء وهو غافل عنها تماماً، وهي تفوق مسائل الحلال والحرام أهمية بالغة، ألا وهي مسائل العقيدة أو المسائل العقائدية.

    فربّما لا يلتفت المرء أو الإنسان المسلم خصوصاً لمسائل عقيدته قدر ما يهتم بأُمور دينه من صلاة أو صيام أو غير ذلك، رغم أنّها لا تقل شأناً طبعاً، أنما نقول ذلك لأنّ على المرء أن يسأل عن مسائل عقيدته كما يسأل عن قضايا تتعلق أو تخص أُمور دينه، فما قيمة المرء إذا صام أوصلّى وتعامل مع أُمور دينه بتطبيقه الحلال والحرام وهو بلا عقيدة؟ أو كان جاهلاً بعقيدته؟

    من هنا تمّ تقسيم الفقه من قبل الفقهاء إلى قسمين، وهما: الفقه الأكبر، من باب أنّها الأساس الساند والرصين الذي تبنى عليه دعائم الدين من مسائل الحلال والحرام والأحكام الشرعية بتفرعاتها.

    كما أطلق على أحكام الشريعة أو المسائل الشرعية بالفقه الأصغر ليس لقلة شأنها، وإنما كيف للإنسان أن يؤدي الصلاة أو الصيام وغيرها من العبادات لله تعالى إذا لم يكن يعرف شيئاً عن توحيد الله؟ وكيف له أن يطبق تعاليم دين محمّد (ص) من حلال أو حرام وهو لا يعرف عن النبوّة شيئاً؟ ولماذا يزور الأئمة (عليهم السلام) إذا كان لا يعرف شيئاً عن الإمامة؟ وهل يعتقد بوجوب معرفة إمام زمانه كما جاء في مضمون الحديث الشريف: "مَن مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية"؟

    إذاً من هذا المنطلق كان لزاماً على الإنسان المسلم أن يبني عقيدة راسخة قوية لتكون قاعدة يرتكز عليها عمله ويكون عملاً صحيحاً وإلّا كان كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف، فلا ينفعه حينئذ ما عمل وأدّى، وقد أشارت الآيات القرآنية في كتاب الله المجيد إلى مثل هذا المعنى ومنها قوله تعالى: (إنّ الذينَ قالوا رَبُّنا اللهُ ثمّ استَقاموا فَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنُونَ) (الأحقاف/ 13).

    إذ يتبيّن لنا من خلال الآية الكريمة وما يشابهها، إنّ الاستقامة شيء ومعرفة الله عزّوجلّ شيء آخر، فالاستقامة إنما ترترط بالسلوك البشري من ناحية التعامل بين أفراده، فربما يكون الإنسان مستقيماً أي صادقاً خلوقاً مصلياً مجتنباً للمعاصي، إلى غير ذلك من الصفات والخصال الحميدة؛ لكنّه قليل المعرفة عن عقيدته بالله ورسوله (ص).

    من خلال ذلك وجب على الإنسان أن يتعلّم أمر عقيدته قبل الالتزام بمسائل الحلال والحرام.

    ألا ترى أخي القارئ أنّنا عندما نسمع عند أحد يريد أن يدخل في دين ليدين به، فإنّه أوّل ما يسأل عنه (الداخل للدين): ما هي عقائد دينكم؟ أو ما هي عقيدتكم؟ حتى إذا دخل في هذا الدين دخل عن عقيدة ومعرفة راسخة وبذلك يكون إيمانه أقوى..

    فابحث وتعلّم أخي الشاب المسلم..►

ارسال التعليق

Top