• ٢٨ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٨ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

علّمني كيف أحب الصلاة

علّمني كيف أحب الصلاة
◄ويتم ذلك من خلال التالي:

1- على العارفين والمتصدّين للمعارف الإسلامية بيان شأن الصلاة وجوهرها ومحتواها وتأثيرها العميق في النفس بأساليب بليغة ومعبّرة، لاسيّما المتخصّصين في حقل الفن، إذ يمكنهم تسخير وسيلة الفنّ المؤثّرة لإنجاز هذه الغاية.

2- على الآباء والأُمّهات تعليم هذه الفريضة لأولادهم سواء من ناحية الصورة أو المضمون. وإذا كان لابدّ لهم من الاستعانة بالآخرين، فعليهم بقراءة الكتب الجميلة المبسّطة لأطفالهم في هذا المجال.

3- على معلّمي المدارس المسارعة قبل الآخرين إلى الصلاة عند حلول وقتها، وحثّ الفتيان ذكوراً وإناثاً على الحضور في مصلّيات المدارس.

4- يجب على المسؤولين التربويّين في المدارس أن يجعلوا الصلاة في مقدّمة برامجهم التربوية.

5- أن يجعل مسؤولو القطاع الرياضي في البلد جوّ الرياضة مفعماً بذكر الصلاة وإقامتها. وعند تحديد أوقات المباريات الرياضية، عليهم تخصيص وقت للصلاة وجعل الأجواء مهيّأة من حيث الزمان والمكان لإقامة الصلاة في وقتها.

6- على المسؤولين عن حركة وسائل النقل، كالطائرات والقطارات وغيرها، أن يضعوا نصب أعينهم حين البرمجة لحركة هذه الوسائل، توفير الظرف الزمانيّ والمكانيّ الذي يتيح للمسافر أداء الصلاة في وقتها.

7- يجب على أئمّة الجماعة المحترمين أن يجعلوا المساجد نشطة وقادرة على استقطاب الناس على الدوام، وأن تتضمّن برامجهم تعليم مفهوم الصلاة وجوهرها بشكل حديث وجذّاب.

8- على مؤلّفي كتب المعارف للمدارس الإعداديّة والجامعات أن يجعلوا الصلاة من ضمن المواضيع التي تتناولها تلك الكتب، وأن يبحثوا بنحو علميٍّ ودقيق.

9- على الشباب الأعزّاء أن يخصّصوا دقائق من وقتهم لأداء الصلاة، ويجب أن يؤدّوها بانتباه وحضور قلب طالما لديهم الاستطاعة، ليؤمّنوا لنفوسهم وأرواحهم أساسَ حياة عامرة بالذكر والخشوع والتضرّع.

10- على الجميع أن يقدّموا الصلاة، التي هي الدواء الشافي للروح ومبعث الصفاء والسكينة والنورانيّة، على جميع الأعمال الأخرى، وأن لا يحرموا أنفسهم منها مهما كانت الظروف. ولا يفرّطوا، بسبب كثرة المشاغل والمشاكل، بهذا الحضور المبارك بين يدي الخالق الرحيم والكريم والعزيز.

 

اجعلوا المساجد كقلوب الشباب:

إنّ توصيتي هي أن تجعلوا المساجد كقلوب الشباب طاهرة ومزيّنة ومليئة بالحماس والدافع والنشاط. إنّ المسجد أيضاً لابدّ أن يكون بؤرةً تلمع فيها مشكاةُ الصلاة ويسطعُ منها نورُ المعرفة والمحبّة والأنس والصفاء.

على أئمّة الجماعة ومجالس الأمناء والخدم الموظفين والمتبرّعين أن يستشعروا وجوب القيام بجزء من هذا العمل العظيم والمؤثّر على عاتقهم.

 

يجب أن تزهر فينا الصلاة:

يجب أن تُخطّط وتنفّذ جميع الجهود الثقافية والفنّية والبرمجة التعليمية وغير ذلك، بحيث تزدهر الصلاة يوماً بعد يوم، وعلى أحسن نحو، بين الناس، وخصوصاً الشباب والأحداث، وينهل الجميع نهلاً حقيقياً من ينبوع الطهر والأنوار هذا. ولا شكّ أنّ الأجهزة المتعدّدة المسؤولة عن الشؤون الثقافية والتعليمية والإذاعة والتلفزيون، والقائمين على إدارة المساجد، يجب أن يشعروا بالمسؤولية أكثر من الآخرين.

 

أبلغ من كلّ قرار:

أنتم، أيها القائمون على هذا الملتقى، الذين لا تخفى جهودكم على أحد، ركّزوا جهودكم على التعريف بالصلاة بشكلٍ صحيح، فإنّ هذا الأمر أفضل من كلّ بلاغٍ أو أمر أو مرسوم.

إنّ القلوب جُبلت على البحث عن المعنويّة، عليكم الإرشاد إلى هذا الصراط المستقيم وإلى هذا الدواء الناجع وهذه النافذة المفرحة.

هذا هو الذي يجعل الصلاة عامّةً، ويمزجها بالمعنوية والشغف والعشق، ويكشف للعيان حقيقة المقولة التي تقول "الصلاة معراج المؤمن"، و"الصلاة خير موضوع، من شاء استقلّ ومن شاء استكثر". إنّنا، ومن أجل تحقيق هذا التطلّع العظيم، علينا المزج بين الفكر والفنّ والمحفّزات.

 

وصايا الصلاة:

أوصي جميع المتصدّين لهذه المهمّة وسائر المدراء المسؤولين في البلاد بما يأتي:

1-  السعي الدؤوب والجهد العامّ المتواصل من أجل تبيان عمق الصلاة وكشف أسرارها وجمالها، وإدخال الأقوال البديعة الثرّة ذات المغزى والمضامين الجديدة في هذا المضمار في كتب المعارف في الجامعات، والكتب الدراسية لمراحل ما قبل الجامعة والكرّاسات الصغيرة المبسّطة.

2-  نشر الأحكام الفقهيّة للصلاة بشكل سهل وميسّر، وإعداد الكرّاسات والأشرطة الصوتية والمرئيّة المناسبة لوضعها في متناول الشعوب الأخرى.

3-  بثّ الأذان المنبعث من الحناجر ذات الصوت الجميل الشجيّ في كلّ مكان، وأن لا يبقى حيّ أو مدينة محرومة من سماع نغمة الأذان.

4-  تنظيف المساجد بشكل مناسب، وأن تعتبر خدمة المسجد عملاً وصفة عامّة وشعبيّة.

5-  إقامة صلاة الصبح في المساجد.

6-  أن تقام صلاة الجمعة، في أي مدينة بمشاركة العقلاء وأهل المعرفة في لجان "إقامة صلاة"، لهي أكثر فائدة وثماراً.

7-  أن يتصدّى مدراء الأجهزة الإدارية والحكومية بأنفسهم لإقامة الصلاة في دوائرهم.

8-  أن يأخذ تعليم الصلاة في المعسكرات، والعمل بها طابعاً جدياً أكثر مما عليه حالياً.

9-  بناء المساجد بالقدر الكافي على الطرق البريّة (العابرة للصّحارى)، وأن يكون هناك مسجد مفتوح ليلاً ونهاراً في المدن الواقعة على الطريق.

10-                 أن يكون المسجد الجامع أوّل بناء يُشيّد في المدن والأحياء التي تُنشأ حديثاً، ويكون المركز الحقيقي لتلك المدينة أو الحيّ.

11-                 أن تقام الصّلاة عند حلول وقتها في كلّ الاجتماعات، أمّا الاجتماعات التي تتعذّر فيها إقامة الصلاة، بسبب كثرة الناس أو لأيّ سبب آخر، فلابدّ أن ينظّم وقتها بالشكل الذي لا يتعارض مع وقت الصلاة.

12-                 وبإيجاز: اجعلوا وضع مدن البلاد وقُراها بصورةٍ يشعر كلّ من يدخلها بأجواء الاهتمام بالصلاة، وموضع إقامتها.►

 

المصدر: كتاب من أعماق الصّلاة

ارسال التعليق

Top