• ٢٦ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٧ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

فضل الصلاة وشرفها

عمار كاظم

فضل الصلاة وشرفها

ممّا يدل على شرف الصلاة وفضلها إنّ المصلي صاحب أمانة وعهد، أي أنّه يحافظ على الأمانة والعهد ويرعاهما، وذلك أنّ الصلاة هي شامة المؤمنين في كلِّ زمان ومكان، والعلاقة بين إيمان المؤمنين وبين حفظ العهد والأمانة علاقة تلازم، فما حافظ عليهما إلّا مؤمن، وقد وصف الله تعالى في كتابه الكريم عباده المؤمنين الذين يقيمون الصلاة، ويحافظون عليها، ويداومون على ذلك بحفظ الأمانة والعهد، ومراعاتهما. قال تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لأمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ) (المؤمنون/ 8-9)، وقال سبحانه: (وَالَّذِينَ هُمْ لأمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُون) (المعارج/ 32-34)، ومعلوم أنّ هذه الآيات وردت في سورتي (المؤمنون) و(المعارج) ضمن آيات أُخرى تحمل بعض أوصاف المؤمنين، وقد صدرت كلّها في السورتين بصفة إقامة الصلاة والخشوع فيها، وبصفة المداومة على الصلاة، وقد بيّن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّ الأمانة والعهد من الإيمان فقال: «لا إيمانَ لِمَن لا أمانةَ لَهُ، ولا دين لِمَن لا عَهدَ لَهُ».

ومعلوم أنّ الصلاة أمانة كبرى وعظيمة، ما أداها، وحفظها، وحافظ عليها إلّا مؤمن، والفرائض التي فرضها الله تعالى على عباده المؤمنين هي أمانة في أعناقهم، وهم الأوفياء في الحفاظ عليها، وتأتي الصلاة في مقدّمة هذه الفرائض فهي أهم وأعظم الأمانات، ولذلك فإنّ المؤمن يملك المؤهلات التي تجعله أهلاً للمحافظة على الأمانة، والعهد، والوفاء بهما، وذلك دليل على أثر الصلاة وفاعليتها في بناء النفس، وقوتها، وسماحتها، وعلو همتها لتصبح نفساً تهتم بمعالي الأشياء وأشرافها. والحفاظ على الأمانة، والعهد دليل واضح على شرف نفوس مقيمي الصلاة، وعلو همتهم، وكم يسعد المجتمع ويستقر بوجود المؤمنين الذين يقيمون الصلاة، إنّه بلاشكّ يسعد، ويستقر، وتحفظ فيه الأمانات والعهود، فتسوده بذلك حياة الطمأنينة، والثقة بين أفراده، وينعكس أثر ذلك على مجالات حياته كلّها خيراً، وأمناً، واستقراراً، ورخاء، وتقدّماً، وذلك يقودنا إلى التأكيد على أنّ إقامة الصلاة في المجتمع الإسلامي من أقوى العوامل في استقراره، وشيوع الخير في أرجائه، والعكس صحيح.

ارسال التعليق

Top