• ١٨ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ٩ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

كيف أواسي أختي على فقدان بنتها؟

أسرة البلاغ

كيف أواسي أختي على فقدان بنتها؟

◄توفيت إبنة أختي الكبيرة (15 سنة) في حادث دهس أمام أعين أمها وأبيها وأخواتها الصغار (بعمر 6،5 و4 سنوات).
ومنذ الوفاة لم تنطق إحداهما بإسمها وعندما يسمعون إسمها تصبح ملامحهما حزينة كما إنهن يتلاشون أي فرصة للحديث مع أبيهما كل شيئ يجب أن تقوم به أمهن أو حتى عندما يتحدث اليهن لا يبدون الرغبة بمواصلة الحديث. بالنسبة لاختي كيف تتعامل معهن؟ كيف تشرح لهن بان أختهما قد توفيت؟ كي لا تواجه معهن إنعكاسات نفسية في المستقبل.
هما يعلمان انها ذهبت ولن تعود ولكن معنى الموت لا يدركانه. كيف تعيد لهما الاحساس بالامان وعدم الخوف.
ونحن كيف نتعامل مع أختي ونواسيها مع إنها وللحمد لله صابرة ومحتسبة ولكنها إبنتها الكبيرة.
أفيدوني كي افيدها واساعدها لتخطي وتجاوز سلبيات هذا الوقع الأليم عليها وعلى أفراد عائلتها.

الأخت الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد..
إبتداءً نقدم لكم تعازينا الحارة بهذا الفقد المؤلم، سائلين الله تعالى أن يمن عليكم بالصبر (إنا لله وإنا إليه راجعون).
ولابد في مثل هذه المواقف أن تتذكري أمر الله تعالى وحكمته وقضائه وقدره، والقرآن الكريم والسنة الشريفة خير معين لنا في ذلك.
لابد أن تتذكر قوله تعالى: (وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتاباً موجلاً) [آل عمران: 145].. فموت الإنسان مقدّر من قبل أن يولد وحياته محددة، وأمر النفوس بيد باريها، يقول تعالى: (الله يتوفى الأنفس حين موتها) [الزمر: 42].
وثانياً: تتذكري أن الحياة والموت كل ذلك بلاء واختبار من الله تعالى وأن الحياة الدنيا دار امتحان وقد خُلقت للفناء، لا للبقاء، وأن الحياة الحقيقية هي الدار الآخرة.
قال تعالى: (تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير الذي جعل لكم الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور) [الملك: 1- 2].
ثالثاً: لابد أن تتذكري أن الله سبحانه وتعالى أرحم الراحمين وهو اللطيف بعباده وأنه ما يصدر عن الله تعالى إلا فيه مصلحة وحكمة، سواء كان للمتوفى أو لأهله وأن من تمام الإيمان التسليم بأمر الله تعالى وقضائه وقدره.
وقد ورد في الروايات ان الله تعالى قال لموسى وقد سأله: دلّني على أمر فيه رضاك؟ قال: (إن رضاي في رضائك بقضائي).
وقد تكون المصلحة والحكمة غير واضحة لدينا ولكن إيماننا بحكمة الله تعالى ورحمته تغنينا عن السؤال... وفي القرآن الكريم في قصة العبد الصالح مع النبي موسى (ع)، إشارات واضحة في هذا المعنى. وقراءة القرآن خير تسلية وتذكرة وعبرة للإنسان عند المصيبة والبلاء.
رابعاً: أن تلك المصائب، على ما فيها من ألم ومعاناة، ولكنها تحمل معها الأجر العظيم لذوي الفقيد ويعوضهم الله تعالى عمّا افتقدوه.
قال تعالى: (لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم) [الحديد: 23].
وقد ورد عن النبي (ص) أنه قال لعثمان بن مظعون، من أصحابه، وقد مات ولده فاشتد حزنه عليه: (يا ابن مظعون، إن للجنة سبعة أبواب، أفما يسرّك أن لا تأتي باباً منها إلا وجدت ابنك إلى جنبك، آخذاً بحجزتك يستشفع لك ربك، حتى يشفّعه الله تعالى؟).
وروي عن النبي (ص): (ثواب المؤمن من ولده- إذا ماتَ الجنة، صبر أم يصبر).
خامساً: أن الولد المفقود، ابناً كان أم بنتاً، قد اختار له الله الجنة، وهكذا تكون البنت في موضع أفضل من الدنيا، مع ما فيها من تعب وشقاء، وهي هناك مع الملائكة وعباد الله الصالحين، ومما يؤلمها أن نعيش الأسى وأن تشقى حياتنا بسببها، ومما يسرّها أن نرضى بقضاء الله وندعو لها ونقرأ القرآن ونهدي ثوابه لها.
وهذه الفكرة ستكون خير تسلية لبقية الأولاد، فإذا ما سألوا عن الفقيدة، يقال لهم أنها في الجنة، عند الله تعالى، وقد اختار لها الله الآخرة، ويمكن التواصل معها بالدعاء وعمل الخير... فنتعامل معها كالمسافر إلى بلد آخر، ولكنه أفضل من مكاننا وهي أسعد فيه.
وأخيراً: مما يساعد كثيراً على نسيان المصيبة تغيير الأجواء، ومن ذلك السفر، أو ملأ الفراغ بنشاطات مفيدة وتسلية نافعة، لأن تعاقب الأحداث وتوالي الزمان ومجيء ذكريات جديدة تساعد على سرعة النسيان وتجدد الخاطر.
ولا ننسى ذكر الله تعالى على أي حال، فهو نعم المولى ونعم الوكيل.►

ارسال التعليق

Top