• ٢٥ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٦ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

لماذا تبدأ اللقاءات العاطفية بفنجان قهوة؟

ريما عبدالفتاح (تحقيق)

لماذا تبدأ اللقاءات العاطفية بفنجان قهوة؟

نظرة.. فابتسامة.. فإعجاب.. ثمّ فنجان قهوة في أحد المقاهي! هكذا تبدأ اللقاءات العاطفية في أيامنا الحالية، حيث يبادر الرجل إلى دعوة المرأة لتناول فنجان من القهوة، لإشعال فتيلة العواطف، وهكذا يبدأ الطريق الطويل من رشفة قهوة!

ولكن لماذا القهوة وليس الشاي أو حتى العصير على سبيل المثال؟ وهل تبادر المرأة إلى دعوة الرجل لتناول فنجان قهوة أم لتناول طعام الغداء أو العشاء؟ وهل توجيه دعوة لتناول القهوة في اللقاء العاطفي الأوّل دليل على الكرم أو البخل؟!.. تلك أسئلة محيرة أجاب عنها خبراء في مجال القهوة في هذا التحقيق. -        الميزانية! يقول تامر الشربيني مدير إحدى شركات القهوة: القهوة تقليد وتراث وعادة قديمة لا يستغني عنها العرب، وهي حلقة وصل بين جميع الناس على إختلاف ثقافاتهم وجنسياتهم، وتشبه لعبة كرة القدم، حيث يجب أن يحرز فيها كل طرف أهدافه، ولكن على صعيد العاطفة، وقد يدعو الرجل المرأة التي أثارت إعجابه إلى تناول فنجان قهوة بالتحديد وليس الشاي أو العصير، حتى يزيد من تركيزه ونباهته في أثناء الحديث إليها، وبالتالي يختار كلماته وينمق عباراته بطريقة لائقة تجعله يحوز إعجابها من اللقاء الأوّل. وعندما سألناه عن مبادرة المرأة إلى دعوة الرجل إلى تناول فنجان قهوة، قال الشربيني مازحاً: المرأة لا تبادر، ولجوء الرجل إلى فنجان القهوة لبدء العلاقة مفيد لميزانيته قبل عاطفته! -        إختبار ذكي! وقال أحمد شاهين الذي يمتلك شركة قهوة ولديه خبرة طويلة في مجال عمله: وجود القهوة في أي بيت دليل على رقيّه وعراقته وأصالة ساكنيه، وفنجان القهوة يحدد قيمة الضيف ومستواه ومدى إحترام الآخرين له، والرجل في الماضي كان يطلب من المرأة التي يذهب لخطبتها، أن تعد له فنجان القهوة بنفسها حتى يتأكد من أنها من عائلة عريقة وأنها ست بيت "بجد"، وهو إختبار ذكي غير مباشر لإمكانات زوجة المستقبل، ودعوة الرجل للمرأة لتناول فنجان قهوة في اللقاء الأوّل يدل على إحترامه لها بالدرجة الأولى، وحتى يرفع نسبة الإدراك لديه بالدرجة الثانية، حيث تساعد القهوة على تذكر الأحداث التي جرت خلال عشرة أيام تقريباً، وهذا يساعد الرجل على تذكر المعلومات التي قالها خلال لقاءاته، ويمنعه من الوقوع في فخ الكذب أو نسيان القصص التي سردها لها. ثمّ قال أحمد ضاحكاً: لو كانت المرأة التي أثارت إعجاب الرجل من بلد خضع للإستعمار الإنكليزي، فلربّما كان سيدعوها إلى تناول الشاي! -        وداعاً للتشنج! وقالت سالي فرانسيس التي تعمل مديرة تسويق لإحدى شركات القهوة: القهوة أكثر شهرة من الشاي في الشرق الأوسط وأوروبا، كما تتميز المقاهي التي تقدم القهوة بديكوراتها الكلاسيكية المريحة، وتصميماتها الداخلية ذات الألوان الدافئة التي تحبها العين ولا تنزعج منها، واثاثها البسيط، كما يعدها بعضهم مكاناً مثالياً لكتابة القصص والروايات والشعر، لأنّها ذات أجواء هادئة تتميز بالموسيقى الرومانسية، وأعتقد أنّه عندما يدعو الرجل إمرأة ما أُعجب بها لتناول القهوة في أحد المقاهي، فإنّه يحاول بطريقة غير مباشرة أن يريها جانب الرومانسية والسلام في شخصيته حتى يتقرب منها أكثر، وعادة ما يكون اللقاء الأوّل مصحوباً بالتوتر وتشنج الأعصاب، حيث يكون الإرتباك سيد الموقف، لذا تكون القهوة أفضل حل للتركيز. وقال حبيب صديق عبدالله الذي يعد نفسه عاشقاً للقهوة: القهوة لغة تواصل عالمية، والدعوة إلى تناولها رسالة صريحة وواضحة هدفها التعارف، وتعميق العلاقة، سواء على صعيد العمل أو العاطفة أو الحياة الإجتماعية بأسلوب راقٍ ومهذب، وعندما يدعو الرجل إمرأة لتناول القهوة في مقهى أو مطعم خارج إطار العمل، فهذا يدل على رغبته في بدء علاقة عاطفية معها، وليس هذا دليل بخل، لأنّ دعوة الغداء أو العشاء قد تكون في اللقاء الثاني، بعد أن يشعر كل طرف بقبول وإرتياح تجاه الطرف الآخر، كما أنّ القهوة تفتح شهية الرجل لبدء الحديث، وتبعده عن الخجل والإرتباك. وقال ستيفانو وهو مدير تسويق لإحدى شركات القهوة: القهوة تقليد قديم ومشروب له قاعدة جماهيرية كبيرة في أوروبا، وتعد الدعوة إلى تناولها خطوة للتعبير عن الإعجاب فقط، وفي حال كان التفاهم والإنسجام نتيجة اللقاء الأوّل، يبادر الرجل إلى دعوة المرأة لتناول الطعام في مطعم مميّز ليعبر لها عن حبه الكبير. أمّا أشكان الذي يعمل إدارياً في إحدى شركات القهوة فقال: يفضل معظم الرجال والنساء قضاء أوقاتهم في المقهى، لأنّه مكان محبب وهادئ ولطيف ويساعد على التركيز، كما أنّ القهوة وبعض أنواع الكيك هي ما يمكن أن نجده في المقهى، وهي رخيصة الثمن مقارنة بالمطاعم، ويستطيع الرجل أن يبرز كرمه وسخاءه بشكل كبير فيه! -        "شيشة" الإعجاب! وقال عادل سليمان: لا توجه المرأة العربية دعوة لتناول القهوة في المقاهي كما يفعل الرجل، على الرغم من أنّها لا تخجل من التعبير عن إعجابها أيضاً، وفي هذه الأيام وعن تجربة شخصية، تقوم نسبة كبيرة من الشابات بدعوة الشباب إلى تدخين الشيشة في مكان راقٍ ومعروف، لتثبت أنها متحررة، وذات شخصية قوية، وراقية، وسيدة مجتمع، وقد قبلت عدة دعوات من فتيات وذهبت لتدخين الشيشة والترفيه عن نفسي لا لأبدأ لقاء عاطفياً. وأكّد حمود خالد أنّ الرجل يتجه إلى عرض تناول القهوة لعدة أسباب وقال: القهوة توحي بالهدوء، والرجل يريد أن يثبت أنّه شخص "رايق" دائماً، كما أنّ القهوة رخيصة الثمن، والمرأة لا تختلف عنه كثيراً، لأن لديها الأسباب نفسها عندما تدعو الرجل إلى تناول القهوة، وبرأيي أن من يدعو إمرأة لتناول العصير في أوّل لقاء بينهما فهو إنسان قليل الذكاء، لأنّ العصير لا يوحي بالدفء والشاعرية كما القهوة!

ارسال التعليق

Top