• ١٩ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ٩ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

ما هي صفات المتّقين؟

محمد عبدالله فضل الله

ما هي صفات المتّقين؟

التقوى في القول والعمل عنوان المؤمن الملتزم في الحياة، الذي يعرف كيف يقيم أساس بنائه ومحتواه الدّاخلي وفق الارتباط بالله، والسّير في تعاليمه على هداية وبصيرة، بما يمنح الإنسان القدرة الدّافعة إلى تدعيم مسيرة وجوده، عبر التسلّح بالإيمان، والثقة بالله والنفس المطمئنّة، فلا يعدّ مجرّد كائن يعيش الغربة أو الانسلاخ عن بيئته ومجتمعه، وبالتّالي، يسقط في التجربة عندما تتنازعه الأهواء والحسابات والنّزوات.

إن التقوى تمنح الإنسان المزيد من الحرية في الحركة والفعل التغييري، وتمنحه المزيد من صلابة الإرادة وامتلاك الذات الواعية التي تعرف أين هي وإلى أين هي سائرة وكادحة، هذه التقوى هي التي تعزّز حضور الإنسان وتغنيه، عندما تخلّصه من ضغوطات المجتمع وعقليّته الرجعيّة المعيقة لمسيرة الفرد والجماعة.

وخير ما نستشهد به، ما جاء من صفات المتّقين في خطبة لأمير المؤمنين الإمام عليّ (ع) بعنوان (خطبة المتقين)، والصّفات التي وردت هي: «عبادة الله عن يقين وتحرّي طاعته ـ العمل ـ التواضع ـ الصبر في الشدة ـ الطلب في الحلال ـ النشاط في الهدى ـ الأعمال الصالحة ـ الشكر ـ الذكر ـ معاندة الهوى ـ عدم الغفلة ـ امتزاج الحلم بالعلم ـ امتزاج القول بالعمل ـ الزهد ـ القناعة ـ التضرع لله ـ قلّة الزلل ـ كظم الغيظ ـ عدم تحكم الشهوة ـ فعل الخير ـ العفو ـ العطاء ـ الصلة ـ لين القول ـ الابتعاد عن المنكر ـ نشر المعروف ـ الوقار ـ عدم الحيف ـ الاعتراف بالحقّ ـ الأمانة ـ عدم المنابزة بالألقاب ـ احترام الجار ـ عدم الشماتة ـ إتعاب النفس في سبيل الآخر ـ إراحة الناس ـ الدعاء ـ عدم التكبّر ـ الابتعاد عن الخداع والمكر، المنطق الصّواب ـ الاقتصاد في الملبس ـ غضّ الأبصار عمّا حرّم الله ـ وقف الأسماع على العلم النافع ـ الثقة بالله ـ الشّوق إلى الثواب ـ الخوف من العقاب ـ الابتعاد عن الدنيا ـ العفّة ـ العبادة وقراءة القرآن في اللّيالي ـ الحلم والعلم والبرّ ـ لا يرضون من الأعمال بالقليل ـ الإشفاق من الأعمال ـ طلب المغفرة».

هؤلاء هم أهل التقوى  والفضائل الذين تحدّث عنهم أمير المؤمنين (ع)، ويجب على كلّ مؤمن السعي للتحلّي بهذه الصفات والفضائل، من أجل أن نحقّق ذواتنا ونرتبط بالله عمليّاً، فهذه الصّفات والفضائل هي بالفعل الّتي توجد الأرضيّة الصالحة للعلاقة المتوازنة بين الفرد والخالق، وبين الفرد والوجود.

والسؤال مطروح على الجميع:

مَنْ مِنَّا يا تُرى يسعى كي يتحلّى فعليّاً بهذه الصفات والفضائل، من أجل وجودٍ متوازن وحيّ وفاعل، يعيد إلى الإيمان الرساليّ نفحاته الروحيّة، وإلى الواقع العملي كلّ إحساس وفعلٍ وسلوكٍ واعٍ ومسؤول وحكيم، يصحِّح ما اعوجّ في طريق الإنسان والكون!..

ارسال التعليق

Top