• ٢٣ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٤ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

معالجة الغذاء بالكهرومغناطيسيات

نبيل سليم

معالجة الغذاء بالكهرومغناطيسيات
علم الحركيات (Kinetics) هو فرع حديث من العلوم، يتعلق بالحركة المنتجة في أجسام من جراء قوة تعمل عليها. وعلى مرّ العصور أخذ العلم يتطور حتى تم اكتشاف العناصر المشعة والموجات النشطة، مما سهل على العلماء إيجاد الحقائق المتعلقة بجميع المواد التي تعتمد على الجزيئات الكهربائية، التي تُدعى بالإلكترونات والتي تلتف حول بعضها البعض بانسجام دون أن تتلامس وهي دائمة الحركة، وكما نعلم أنّه لا يوجد شيء في هذا الكون يحتوي على شحنة كهربائية سالبة إلا الإلكترونات. بالإضافة إلى هذا، نجد الكثير من الجزيئات سالبة الشحنة تتحرك بشكل اهتزازي داخل الذرة مكونة الخواص الكيميائية للعناصر، وتختلف هذه العناصر باختلاف إلكتروناتها المدارية أو الاهتزازية، ومن المعروف علمياً أن كل وظائف الجسم تدخل فيها الكهرباء بطريقة ما لتنظيم الملاحظ أنّه ليست هناك حتى اليوم دراسة وافية عن هذا الأمر باستثناء كتاب "الحقل المغناطيسي الأرضي والحياة"، لمؤلفه العالم أ. ب. دوبروف، الذي يتضمن عدداً من الملاحظات حول التأثيرات التي تحدثها الحقول الإلكترونية والذرية المغناطيسية في طبائع الأشخاص والحيوانات، وهي ملاحظات تحمل عدداً من المعطيات القابلة للنقاش كونها لا تستند دائماً إلى اختبارات علمية.   معالجة الغذاء مغناطيسياً: إنّ الذي يتحكم في الوزن الذري للعناصر هو العدد الإلكتروني في الذرات. فحين تشحن الجزيئات بشكل مبالغ فيه (عن طريق التفعيلات الكيميائية)، فإن سبب ذلك يعود إلى حدوث تغيرات فيزيائية في وظائف هذه الجزيئات، مما يؤدي إلى بروز قوة الجاذبية المغناطيسية. الإلكترونات في كثير من الأحيان عندما تتحرك تولد تياراً كهربائياً (يُعرف بالكهرباء الساكنة) أو قد تتحول إلى فوتون يمتلك طاقة عالية. في علم الحركيات، وتحديداً معالجة الغذاء بالمجال المغناطيسي المتغير أو الثابت وتقييم حالات الكائنات الحية عند تعرضها لهذا المجال، وجد العلماء أنّ الغذاء المحفوظ تحت تأثير مقدار محدد من المجال المغناطيسي وعند درجة حرارة ثابتة، أمكن حفظه من التلف ومنع نمو الكائنات الحية الضارة به. كما وجد العلماء أنّ الماء الممغنط له تأثير في النباتات والحيوانات وحتى الإنسان، فعلى سبيل المثال وُجِد أنّ الأبقار تنتج الحليب بمقادير أكبر، والنباتات تنمو بشكل أفضل عند معاملتها بمياه ممغنطة. وهناك دراسة أخرى أظهرت أن صغار الحيوانات عند مقارنتها بالوضع الطبيعي نمت بزيادة وصلت إلى 12.5 في المائة وكذلك محصول القطن الذي نما بشكل أكبر، وأيضاً محصول البرتقال الذي أعطى عصيراً بكمية أكبر، لدى معاملته بالماء الممغنط. أما الرأي العلمي في ذلك فيشير إلى أنّ هذه النتيجة ناتجة عن سرعة نمو الخلايا تحت هذا التأثير. يوجد الحديد في أجسامنا بأشكال مختلفة، ومن أهمها أنّه يتفاعل مع الأكسجين وبعض الأحماض الأمينية مكوناً الهيموجلوبين، حيث إنّ الحديد يدخل في كثير من التفاعلات الكيميائية داخل الجسم وذلك لإتمام عملية الاحتراق الناتجة عن عملية الهضم لتزويد الخلايا بالطاقة، مما يؤدي مع مرور الزمن إلى تجمع الحديد كبقايا داخل الخلايا. إضافة إلى هذا، تجدر الإشارة إلى أنّه في الآونة الأخيرة اكتشف أنّ الحديد داخل أجسامنا ينتقل بشكل أسرع في الوسط الملحي (كلورايد الصوديوم) في الدم ما يؤدي إلى خلق مجال مغناطيسي وكهربائي (كهرومغناطيسي) أثناء الحركة، وعلى هذا فإنّ الحديد يعتبر من أهم العناصر الحاملة للشحنة الموجبة في أجسامنا، علماً بأن أكثر العناصر من حيث عدم استقرار الشحنة في الطبيعة مع غازية التكوين، يكمن في غازات (الأكسجين والهيدروجين والنيتروجين) باستثناء الكربون حيث يكون متحداً مع الصوديوم، وهو قلوي، وهي جميعها سالبة الشحنة. هذه العناصر هي التي تمدنا بمعظم الطاقة من الغذاء داخل الجسم، بحيث تكون إما على شكل دهون أو زيوت أو نشويات أو سكريات.   القطبية التجاذبية الغذائية: إنّ التأثير المغناطيسي في المواد الغذائية يعتمد على العناصر المعدنية ونسبة القلويات وكذلك المركبات العضوية وتحديداً الفيتامينات، ولهذا فإنّ الغذاء الذي نتناوله يؤثر في الحموضة أو القلوية بالجسم، فعلى سبيل المثال يمكن القول إنّ الفواكه والخضراوات تزيد من نسبة القلويات والبروتين، كما أنّ الدهون تزيد من الحموضة في الجسم. أما النشويات والسكريات والدهون والبروتين، فينتج عنها شحنة سالبة، على العكس من بعض الأغذية مثل الفواكه والخضراوات والأغذية المعدنية ذات الشحنات الموجبة. نفهم من ذلك أنّ الأغذية ذات الشحنات السالبة الدهون والسكريات لها تأثير ضار في الصحة بعكس الأغذية ذات الشحنات الموجبة (الفواكه، والخضار، وخصوصاً الأملاح المعدنية) التي لها تأثير جيِّد في الصحة بشكل عام. معظم البروتينات من الأغذية تحتوي على مستوى عالٍ من الحموضة (PH)، بحيث إذا لم تعالج بقواعد قلوية فإنها تصبح مركبات مدمرة للأنسجة والأعضاء. ولذا فإن "تطبيق المفهوم الخاطئ في استخدام البروتينات لتخفيف الوزن" يزيد نسبة الحموضة في الدم مما يؤدي إلى تكسر الدهون، وهذا نجده واضحاً في بعض الحميات وخصوصاً المعتمدة على نظام البروتين في تخفيف الوزن، التي تضر الجسم ضرراً بالغاً. هناك مبادئ تتحكم في نوعية الشحنة الكهربائية للمواد الغذائية تسمى القطبية التجاذبية: 1-    صفات وخواص العناصر الموجودة في الطعام. 2-    قدرة عناصر الطعام على استيعاب الشحنات السالبة والموجبة. القطبية هي ظاهرة التجاذب بين الذرات نتيجة لاختلاف شحناتها. وتتضح هذه الظاهرة في معظم الجزيئات والمركبات، وجميع أنواع الممارسات العلاجية التي تقوم على هذا المبدأ. وكذلك يمكن أن نجدها في خلايا الخضراوات والفواكه، وفي خلايا الحيوانات، وحتى في تركيب الجسم البشري. وتكون هذه الظاهرة أكثر وضوحاً عند اختلاف الجنس. إنّ التطور المستمر في العلوم جعل كثيراً من الأمور مفعمة بشيء من الغرابة، وقد نسمع أنّه قد ينشأ في يوم من الأيام إمكان حفظ المعلومات ونقلها عن طريق السلع الغذائية كالخضراوات أو الفواكه.   المصدر: مجلة العربي العلمي/ العدد الثامن عشر لسنة 2013م

ارسال التعليق

Top