• ٣ أيار/مايو ٢٠٢٤ | ٢٤ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

العملية التغييرية وأثرها في المجتمع

أسرة البلاغ

العملية التغييرية وأثرها في المجتمع

العملية التغييرية وبما انّها حالة أغلب مفرداتها متحررة من المنطق الوضعي ولا تخضع لقوانينه وشروطه وبما انها أيضاً تبتدىء من الذات باعتبارها القاعدة الأساسية للتغيير. ومنها تنطلق إلى الهدف المقرر والمتمثل بتغيير المجتمع وتحويله إلى مجتمع آخر في منهجه وسلوكه بحيث يكون في النهاية صالحاً ومؤهلاً لتمثيل الإسلام وحمل رسالته إلى العالم.

فهي تتحرك من نقطة ربما تكون صغيرة ومحددة بالحجم يسمونها (الذات) ثمّ تتوسع وتأخذ اتجاهات وبدايات مختلفة تحددها الامكانيات والظروف المحيطة بالتغيير. والذي يهمنا من الأمر هنا انّ التغيير لا ريب في انّه عمل شاق وجسور وفيه من الصعاب والمآسي ما يعجز حتى التاريخ من الاحتفاظ بها للأجيال اللاحقة بلحاظ المتراكم عنها عبر الزمن.

وكلّ التجارب التغييرية تؤكد ذلك وبنفس الوقت تشير إلى انّ قيمة كلّ تغيير وتحول يكمن في الإنسان نفسه على أساس انّه عماد التجربة وكلما يتعلق بها من تفاصيل تنحصر به. لذلك يكتسب الحديث عن الجهود التي يبذل الإنسان أهميته بالقدر الذي يساوي قيمة العمل ذاته.

وكما ذكرنا انّ العملية التغييرية ليست نزهة في البراري أو سطوة على الحكم في البلد الفلاني. وإنما هو مشروع ثورة وهذا يكفي برأينا لمعرفة الدور الذي ينبغي على الإنسان ممارسته كما يكفي أيضاً لمعرفة الصفات التي يجب أن يتحلى بها لكي يخوض غمار التغيير.

لهذا فالخطوة الأولى هي أن يعرف الإنسان نفسه ويقارن فيما إذا هو جدير بمواصلة السير إلى ما لا نهاية ام انّه بعد الخطوة الأولى يقول تعبت أنا وثورتي ونعتقد انّه من الضروري جدّاً أن تسقط هذه المعرفة (المقارنة) كلّ خطوة لأنّ تجاوزها أو تجاهلها يعني قدراً مشروعاً برمته مع ما يواكبه من آلام ومآس تتعرض لها الأُمّة وتزداد المآسي وتكون أكثر حدة عندما يكون الطرف الآخر طاغوتاً من الطراز العربي.

وأمامنا الكثير من الحالات التي تذكر وبالأرقام كم ثورة فشلت ولأسباب لا حصر لها ولكن يبقى أنّ أهمها قصور بالفكر أو ترد بالممارسة لذلك نقول انّ العزم والتصميم والإرادة من الأولويات التي تمكن الثورة من مواصلة السير والصمود في وجه كلّ التقلبات.

والرسول الأكرم (ص) خير وأسوة وقدوة قال ما مضمونه: "والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى أهلك دونه..." عطفا على ما ذكر وإضافة إلى ما للصلابة من قيمة وبقدر ما هي مطلوبة فالتضحية أكثر أهمية وأكثر المفاهيم حضوراً في ساحة العمليات ومن هنا جاءت الشهامة والشهداء ولكلِّ أُمّة جنديها المجهول الذي يرمز للشهداء وهم بدورهم يرمزون لعطاء وتضحيات أممهم.

 

المصدر: مجلة الإيمان/ العدد 12 لسنة 1413هـ

ارسال التعليق

Top