• ٣٠ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ٢١ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

تلاقي الأديان.. ضرورة يفرضها العصر

العلّامة السيد محمد علي أبطحي

تلاقي الأديان.. ضرورة يفرضها العصر

◄الانهيار السريع نسبياً للفكر الشيوعي الذي استهدف إقامة مجتمع اشتراكي، وفشله في تحقيق هذا الهدف، هو من الأمور التي يجب أن تحظى باهتمام زعماء الأديان في أنحاء العالم.

ولا تخفى على أحد الحاجة الشديدة للانقلاب على الواقع الرأسمالي غير العادل والتمييز الصارخ الذي كان يشهده العالم على يد القوى العالمية وهذا ما خلق ظروفاً مناسبة لتقبل الشيوعية التي وعدت بتلبية كلّ هذه الحاجات فكانت ان انتشرت في مناطق واسعة من العالم.

لكن الحقيقة هي أنّه رغم استطاعة الشيوعية تقسيم العالم إلى قطبين، أصبحت هي أحدهما، إلّا أنها انتهت إلى الانهيار لأسباب اقتصادية وأخرى تمثلت في إهمالها للجانب الديني – الذي يعتبر حاجة طبيعية للبشر فمجرد انهيارها في أكبر مجتمعاتها (روسيا السوفييتية)، تلاحقت الانهيارات في الدول الأخرى التابعة لها، دون أيّة مقاومة، أو عقبات داخلية تحول دون ذلك.

وإلى جانب الأسباب الاقتصادية، فإنّ المفكرين يكادون يجمعون على أنّ تجاهل الجوانب المعنوية والروحية، كانت من الأسباب الرئيسية لهذا الانهيار التاريخي. فرغم انّ شعوب الاتحاد السوفياتي السابق لم تشهد عودة جدية وعلمية للدين، إلّا اّن من الثابت أيضاً أنّ هذه الشعوب ظلت تفتخر بتراثها الديني، وتحافظ على المساجد والكنائس أمام موجات التيارات الشيوعية المعادية للدِّين، إلى أن انهارت الشيوعية وعادت المراكز الدينية إلى موقعها الطبيعي.

وفي باقي أرجاء العالم، نرى حالة ملل من عصر المادة وهروب إلى الجوانب المعنوية والروحية تجلى ذلك بظهور عقائد روحية مثل "التأملية" والمونيبمية وأفعالهما في أنحاء العالم، من أميركا إلى أوروبا واليابان، فضلاً عن انتشار ظاهرة الاعتقاد الجدي بموضوع الأفلاك واعتمادها في تقرير أهم محطات الحياة، على أساس الأبراج والأحوال الفلكية. وهذا ما نشهده بوضوح في مختلف وسائل الإعلام من صحف ومحطات تلفزيون وإذاعات. وإلى جانب ذلك انتشرت مراكز عديدة لعمليات الاتصال بالأرواح والجن وعالم الغيب والتي تستقطب أعداداً  كبيرة من الناس يومياً لحل مشاكلها الاجتماعية. وفي قطاع السينما تجلّت هذه الظاهرة عبر انتاج غزير لأفلام تخوض في مواضع عالم الغيب والأرواح.

كلّ هذه الممارسات تشير بوضوح إلى بروز ظاهرة الهروب إلى المعنويات، وإلى عالم الغيب في حياة المجتمعات المعاصرة، وهي ظاهرة تغلغلت إلى أهم مفاصل وممارسات ومحطات حياة البشر.

في خضم هذه الأوضاع، يمكن للأديان أن تلعب دوراً رئيسياً في توجيه هذه الظاهرة، الوجهة الصحيحة. وأهل الدين ورجاله يمكنهم توجيه البشر الساعين إلى عالم الروح والمعنويات، إلى جوهر الأديان لتلبية هذه الحاجة. وهذا ما لا يمكن تحقيقه إلا عبر التسريع في حوار بنّاء وجدّي بين الأديان للوصول إلى نقاط مشتركة والقيام معاً بإيجاد صيغة علمية لعرض جوهر الدين إلى المجتمع، بما يكفل إحلال الدين وإبعاده الروحية محلّ الممارسات والعقائد الخرافية السائدة اليوم.

 

عصر الاتصالات، وتأثيره على الأديان:

من أهم افرازات ونتائج عصر الاتصالات الحالي، هو تزايد الوعي والاطلاع على كافة الأحداث العلمية بكلفة زمنية ومادية بسيطة، والانتقال بالعلوم والأفكار من نطاق الإقليمية والمحلية إلى نطاق أوسع يشمل العالم بأسره، وهو ما اصطلح عليه بالعولمة. وكان من نتيجة ذلك ان أصبحت الفلسفات والنظريات الفكرية والعقيدية عالمية تأخذ بعين الاعتبار حاجات ومتطلبات البشر في أرجاء المعمورة، بعد أن كانت تقتصر على المحيط أو الإقليم التي ظهر فيه. وهو أمر لابدّ منه لكي تحظى هذه الفلسفات والأفكار بقبول البشر في أرجاء المعمورة بعد تطور وسائل الاتصال.

وقد ترك ذلك تأثيره حتى على الفلسفات التي صيغت خصيصاً لمنطقة محددة. فالهندوسية كانت خاصة بالهند والكنفوشوسية بالصين، ومن اعتنق تعاليمهما خارج هذين البلدين، لم يكن يعتبر من اتباعهما، بل كان يعامل كمن ترك جنسيته، وحمل جنسية بلد آخر.

لكن تطور وسائل الاتصال مكّن هذه الفلسفات من طرح عقائدها على صعيد العالم كله، والسعي لاستقطاب الناس إليها.

وفي ظل هذا الوضع، حيث ثورة المعلومات ومعها تطور وسائل الاتصال ما جعل العالم قرية صغيرة، تبرز ضرورة قيام أكبر ديانتين على سطح العالم، وهما الإسلام والمسيحية بعرض فلسفتيهما على الآخرين، وكذلك نقاط الاشتراك بينهما، واستخدام وسائل الاتصال الحديثة والواسعة للتعريف بفلسفتيهما، والعمل معاً، وعلى أساس نقاط الاشتراك بينهما، لترسيخ النهج الإيماني في العالم. ففي ظل النظام العالمي الجديد – بمعناه الإيجابي – يجعل تطور وسائل الاتصال وواقع المعلومات على سطح العالم، من الضروري إعادة النظر بكلِّ الحدود السياسية والاقتصادية والفلسفية. وفي ظل هذا الوضع، ليس أمام الأديان الإلهية الكبرى سوى العيش تحت سماء هذه القرية الصغيرة على أساس توضيح نقاط الاشتراك العقائدي – والتقارب فيما بينها أكثر فأكثر – والانتقال من الخطاب الإقليمي المناطقي المحدود، إلى الخطاب العالمي المتناسب مع مناخ العولمة السائد.

 

الدين ومشاكل النظام الدولي الجديد:

أضحت الصحوة الدينية عموماً، والإسلامية خصوصاً، واقعاً قائماً في عالم اليوم. وللمرة الأولى، أصبحت القوى السياسية والاقتصادية التي اعتادت رؤية الدين على هامش حياة المجتمعات، أمام واقع جديد لا تطالب فيه القوى الدينية بحقها في الساحة السياسية والاجتماعية فقط، بل تصرّ على جعل الحكومات قائمة على أساس الفكر الديني، وهذا ما نجد شواهدَ عديدة له في عدة دول في هذه المنطقة التي تعتبر ساحة هذه التطورات.

وعلى الساحة المسيحية تتجلى الصحوة، بتفعيل نشاط القيادة الروحية متمثلة بالرمز الأعلى وهو البابا، في المجالات الاجتماعية، وجولاته العالمية المتواصلة بهدف إحياء وتنشيط العقائد الدينية والدفاع عن قيمها.

في ظل هذا الوضع، بدأ الحكام ينظرون إلى الأديان الإلهية كمنافس لا يسمح لهم – على الأقل – بالتصرف حسب إراداتهم الخاصة تماماً، الأمر الذي دفعهم إلى التكاتف لإلغاء هذا المنافس من الساحة السياسية والاجتماعية.

وعلى الصعيد الثقافي نشهد منافسة مماثلة في ظل النظام الدولي الجديد، الذي يشعر أصحابه بالخطر عليه من قبل المنافسين الثقافيين لجهة تأثيرهم على الساحة السياسية ومن الطبيعي أن تشكّل الأديان في رأي هؤلاء مصدر الخطر الرئيسي لما لها من تأثير عميق في قلوب ونفوس البشر.

من هنا تبدو المواجهة مع هذا المنافس، من أصعب وأطول سيناريوهات إقامة النظام العالمي الجديد. ويبدو أنّ هذه المواجهة قد قُسّمت إلى مراحل عدة أوّلها، مع الإسلام وصحوته الحديثة، بهدف الوصول إلى إلغائه من ساحة المواجهة، لكن ذلك سيكون مجرد مرحلة أولى، تتبعها عملية سعي لحذف كافة الأديان من الساحة الاجتماعية. ولهذا فإنّ حجم الهجمة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تُشن حالياً ضد الإسلاميين في أنحاء مختلفة من العالم، لا يمكن أن تبعث على إرتياح المسلمين أو المسيحيين من غير "الأصوليين"، لأنّ مجرد التزام هؤلاء بالتعاليم الدينية والعقائدية لأنبيائهم سيجعلهم مصدر خطر على أرباب النظام العالمي الجديد لمجرد كونههم يتبعون عقائد تختلف عما هو موضوع من قبل البشر، وبالتالي سيصبحون هدفاً لهذه الهجمة ولو بعدَ حين.

 

الديموقراطية والحوار:

يسعى العالم الذي يتبنى الديموقراطية كأفضل صيغة للحياة السياسية، إلى إظهار الأديان وكأنها مخالفة للحرية الفكرية، ليتمكن من خلال ذلك، من زرع بذور النفور من الأديان في نفوس أبناء البشر. وقد نال الإسلام النصيب الأكبر خلال السنوات الخمس عشرة الماضية على اعتبار الإسلاميين رافضين لكافة أشكال الحوار والتعددية بل وجعل كلمة الإرهاب مرادفة لـ"الإسلام" ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل وصل إلى حد دفع بعض الإسلاميين إلى ارتكاب أعمال عنف غير مبررة، كما يحدث الآن في مصر والجزائر، وتجنيد قطاعات واسعة من الإعلام والسينما لإنتاج كلّ ما يظهر الأديان على أنها استبدادية ورافضة للرأي الآخر، ولأي شكل من أشكال الحوار. وما لم يتم التحرك لمواجهة هذه السموم الإعلامية، فإنّ النتيجة لن تكون سوى نفور الإنسان الحريص على حريته وديمقراطيته، من الأديان التي يعرضها الإعلام كرافض لأيّ شكل من أشكال الحوار والانفتاح على لآخر. وهذا ما يجب أن يشكل حافزاً لزعماء الأديان، للسير بموضوع حوار الأديان قدماً إلى الأمام.

 

ظهور الفلسفات اللادينية:

يشكل ظهور الفلسفات العلمانية أحد مشاكل العالم المعاصر. وقد كانت المسيحية من أكبر المتضررين من هذه الفلسفات، لكونها تتوغل في عمق التيارات الفكرية في أوروبا وأميركا، الأمر الذي دفع زعماء الكنيسة إلى التحرك باتجاه مواجهة هذه الفلسفات. إذ يشير أحد التقارير إلى أنّ المنظمات والمؤسسات المسيحية بكافة مذاهبها قامت خلال الثمانيات بنشر أكثر من 320 كتاباً فلسفياً في الدفاع عن الدين.

أما الساحة الإسلامية، فقد شهدت موجات من الفكر اللاديني ساعدت على انتشارها أسباب عدة أهمها:

1-  الرفاه الاقتصادي في أميركا وأوربا وسائر الدول العلمانية مثل اليابان، استهوى المجتمعات الإسلامية لدرجة جعلها مستعدة لتقبل كلّ ما يأتي من الغرب بما في ذلك الأفكار الفلسفية. وقد ساعد في ذلك، انّ الإعلام في العالم الإسلامي يوحي بأن تحييد الدين أو الغاءه، كان وراء الرفاه الذي يعيشه الغربي. هذا الأمر الذي جعل تركيا المسلمة تتحول إلى المعسكر العلماني.

2-  الكتّاب المتأثرون بالفكر المعادي للدين في المجتمعات الإسلامية، قاموا، وبدعم من حكوماتهم بتأليف أو ترجمة الأفكار والفلسفات المعادية للدين، وهذا ينتج إما عن جهل هؤلاء بأسسهم الفكرية الخاصة، ووقوعهم تحت تأثير الفكر الغربي أو من خلال دفعهم من قبل الحكومات التي ترى في إلغاء الدين طريقاً إلى التخلص من خطر القوى الدينية، بتوجيه سهام أقلامها إلى أصل الدين والعمل على إلغائه من المجتمع.

 

الرد على أسئلة مشتركة:

ما دام العالم يضم مجتمعات دينية كبيرة، وحيث انّ التطور التكنولوجي في مجال الاتصال، ساعد على ربط هذه المجتمعات ببعضها البعض، لتتحول المشاكل الإقليمية والمناطقية، إلى شؤون عالمية، بحيث يطلع كلُّ مجتمع على مشاكل ومعاناة المجتمع الآخر، فإنّ من الطبيعي أن تطرح أسئلة عديدة نفسها لتعكس مشكلة تعاني منها المجتمعات الدينية. هذه المشكلة يسببها إطلاع هذه المجتمعات على الفلسفات والاشكاليات المختلفة التي تطرح اليوم حيال موضوع الدين، أو تلك الناتجة عن الحياة التكنولوجية الجديدة، من قبيل العلاقة بين الإنسان وهذا التطور وكيفية التعامل معه. كلّ هذه تُعزّز أسئلة مشتركة تتطلب الإجابة من علماء الأديان. ولم يعد الرأي الإقليمي الضيق يفي بالغرض، في ظل العولمة التي تحدثنا عنها، ولم يعد بإمكان الزعماء الدينيين الهروب إلى الجبال وشواطئ البحار للتفكير بالحلول واستنتاج الأجوبة عن الأسئلة المصيرية المطروحة.

في هذه الظروف، ليس هناك من حل سوى توصّل زعماء الأديان كلها إلى أجوبة مشتركة عبر حوار وتبادل بالرأي والمعلومة مستخدمين تطور وسائل الاتصال المعاصر، لتحديد طبيعية وشكل الأسئلة والاشكاليات المطروحة أوّلاً، والتوصل معاً إلى أجوبة شافية قبل أن تتوغل هذه الأسئلة إلى أعماق روح الأجيال المعاصرة وتترك أثرها السلبي الذي تصعب معالجته. والجواب يجب أن يملك قابلية إقناع المخاطبين في أنحاء العالم. وهنا تبرز أهمية الحوار بين الأديان للتوصل إلى أجوبة مشتركة للأديان، وتُقدّم إلى كافة المجتمعات.

 

استهداف الأديان:

في ظل الحاجة البشرية، المعنوية والروحية، أدرك أعداء الأديان انّ قيام الأديان التوحيدية مثل الإسلام والمسيحية بسد هذه الحاجة سيخلق مشاكل سياسية جديدة للعالم – من هنا بدأ تدبير المؤامرات والخطط المختلفة لتحجيم وعزل الأديان وقد اختلفت الأساليب التي اتبعت لتحقيق هذا الهدف نذكر منها:

أ‌-       التحجر:

وهي آفة تعاني منها كافة الأديان فالأديان لا تتمكن من التأثير في المجتمعات، ما لم تكن أصولها والأسس القائمة عليها، غير متعارضة مع الحياة الاجتماعية لهذه المجتمعات. وللأسف فإنّ التحجر يلعب هنا دوراً رئيسياً في عزل الدين عن الحياة الاجتماعية، مما يجعله مشلولاً عن تحقيق أي من أهدافه. وفي الحياة المعاصرة للمجتمعات البشرية، يعاني كلا الدينين الرئيسيين، الإسلام والمسيحية من هذه الآفة، التي تبدو في العالم الإسلامي بصورة أكثر وضوحاً وتأثيراً.

إنّ الدفاع المتعصب وغير المنطقي عن المذاهب وتوجيه الإهانات والسباب لكافة الأديان، كما يظهر على صفحات المطبوعات كلّ يوم، هو جزء من هذه المؤامرة، وكذلك الحال في لجوء المنظمات والمجموعات الأصولية الجهادية إلى أعمال وممارسات غير مبررة من أجل اثبات حقانية الإسلام، مما يعتبر وجهاً آخر من الحملة التي تستهدف الأديان.

ب‌-  ظهور الأديان:

إنّ حاجة البشرية إلى الأديان والروحانيات أدى إلى ظهور فرق ومجموعات تحت هذا العنوان مارست تصرّفاً سلوكياً أدى إلى نفور عام منها. ومن هذه الفرق، فرقة (ملك اسرائيل) في أميركا التي حوصر مقرها من قبل الشرطة الأميركية (اف. بي. آي) وما تبع ذلك من حدوث انفجار أو كلاهوما الشهير وكذلك (فرقة الحقيقة المطلقة) في اليابان التي قام اتباعها في عام 1995 بتنفيذ انفجار في محطة مترو طوكيو وقتل العديد من الأشخاص بالغازات الخانقة والسامة التي استعملوها في الانفجار.

وفي ظل هذا الوضع، تبرز الحاجة إلى العودة إلى الأصول الدينية من خلال الحوار وإيجاد نقاط الالتقاء بين الأديان والعمل معاً على تقديم كلّ ما يلبي الفراغ الروحي والمعنوي الذي تشكو منه المجتمعات.

 

التعداد السكاني وضرورة الحوار:

لا يستطيع أحد إنكار حقيقة أنّ أتباع الديانتين الأساسيتين، الإسلام والمسيحية يشكلان العدد الأكبر من سكان العالم، وإذا ما استطاعوا الوصول إلى إيجاد مساحة مشتركة للعمل معاً فسيكونان قادرين على حلّ الكثير من المشاكل الكبرى لعلم الأديان. فالمسيحية التي انطلقت من فلسطين استطاعت الوصول إلى أوروبا وأميركا والعديد من مناطق أفريقيا، فضلاً عن أنها تنتشر في مراكز المدنية الأساسية، أي في أوروبا وأميركا مما يزيد من قوة هذا الدين. أما المسلمون فيملكون وضعاً مشابهاً، إذ يفوق تعدادهم المليار مسلم موزعين على قارات العالم المختلفة، مع تركز وجودهم في آسيا، هذه القارة المكتظة بالسكان والتي يتوقع لها أن تصبح محور عالم المستقبل. فضلاً. عن ذلك فإّن أكثر من 90 بالمائة من مصادر الطاقة العالمية (النفط)، انما يوجد في الدول الإسلامية التي تتمتع في نفس الوقت بأهمية جيوستراتجية.

إنّ بإمكان الملتزمين بهاتين الديانتين، اللتين تتعرضان لمؤتمرات فكرية وسياسية دولية أن يقدما الدواء الشافي لكلِّ آلام المجتمعات البشرية المعاصرة كأفضل رد على محاولات الغاء الدين، وذلك من خلال العمل المشترك والتقارب الفكري والحوار المستمر.

انّ الواجب يحتم على زعماء الديانتين الإسلامية والمسيحية أن يبقوا أبواب الحوار مفتوحة وأن يعملوا بجد وفاعلية لصون الدين من الأخطار المحدقة به.

الضرورات إلى الحوار بين الأديان فرضتها التطورات التي استجدت في العالم والتقدم الهائل الذي أصاب هذا العالم في مسائله السياسية والحضارية على مدى العقدين الماضيين حيث كان لكلِّ مسألة من هذه المسائل تأثير مهم على ضرورة إخراج قضية الحوار بين الأديان من إطارها الفكري والثقافي إلى إطارها العملي والإجرائي.

المصدر: كتاب الإمام الصدر والحوار.. كلمة سواء

ارسال التعليق

Top