• ٢٦ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٧ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

شهر رمضان شهر الصيام

أ. السيد منذر الحكيم

شهر رمضان شهر الصيام
◄لقد نصّ القرآن على هذه الفريضة المهمّة التي بُني عليها وعلى الصلاة والزكاة والحج والولاية هذا الإسلام العظيم بقوله تعالى:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة/ 183).

والآية تنصّ على جوب الصيام، ثمّ تبيّن فلسفة هذا الوجوب وحكمته. كما بيّن ذلك الرسول الأعظم (ص) على فريضة الصيام حين بشّر أصحابه بقوله:

"جاءكم رمضان، جاءكم شهر مبارك افترض الله عليكم صيامه، تُفتّح فيه أبواب الجنان، وتُغلق فيه أبواب الجحيم، وتغلّ فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حُرم".

وعنه (ص): "إذا كان أوّل ليلة من رمضان فتحت أبواب الجنان كلّها فلم يغلق منها باب واحد الشهر كلّه، وغُلّقت أبواب النار فلا يفتح منها باب واحد الشهر كلّه، وغُلّت عُتاة الجن، ونادى منادٍ في السماء كلّ ليلة إلى انفجار الصبح: "يا باغي الخير هلمّ، ويا باغي الشر انته! هل من مستغفر يغفر له؟ هل من تائب يُتاب عليه؟ هل من سائل فيُعطى؟ هل من داع فيُستجاب له؟ ولله عند وقت كلّ ليلة فطر من رمضان عتقاء يُعتقهم من النار".

وروي عنه الإمام عليّ (ع) قائلاً: "لما حضر شهر رمضان قام رسول الله (ص) فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال:

"أيّها الناس، كفاكم الله عدوكم من الجنّ والإنس.. إلا وقد وكّل الله عزّ وجلّ بكلِّ شيطان مريد سبعين من ملائكته، فليس بمحلول حتى ينقضي شهركم هذا، ألا وأبواب السماء مفتحة من أوّل ليلة منه، ألا والدّعاء فيه مقبول".

وعن النبيّ (ص): "مَن صام شهر رمضان فحفظ فرجه ولسانه وكفّ أذاه عن الناس، غفر الله له ذنوبه ما تقدم منها وما تأخّر، واعتقه من النار، وأحلّه دار القرار، وقبل شفاعته في عدد رمل عالج من مذنبي أهل التوحيد".

وعنه (ص): "إذا كان أوّل ليلة من شهر رمضان، نظر الله إلى خلقه، وإذا نظر الله إلى عبد لم يعذبه أبداً، ولله في كلِّ ليلة ويوم ألف ألف عتيق من النار، فإذا كانت ليلة تسع وعشرين أعتق الله فيها مثل جميع ما أعتق في الشهر كلّه، فإذا كانت ليلة الفطر ارتجّت الملائكة وتجلّى الجبّار بنوره مع أنّه لا يصفه الواصفون، فيقول الملائكة وهم في عيدهم من الغد: يا معشر الملائكة – يوحي إليهم – (ما جزاء الأجير إذا وفّى عمله؟) تقول الملائكة: يوفّى أجره، فيقول الله تعالى: (اشهدكم أنّي قد غفرت لهم)".

وعن جابر بن عبدالله الأنصاري عن رسول الله (ص): "أعطيت أمتي في شهر رمضان خمساً لم يُعطهن أمة نبي قبلي:

أما واحدة: فإذا كان أوّل ليلة من شهر رمضان نظر الله عزّ وجلّ إليهم، ومن نظر الله إليه لم يعذّبه أبداً.

وأما الثانية: فإن خلوف أفواههم – حين يمسون – عند الله عزّ وجلّ أطيب من ريح المسك.

وأما الثالثة: فإنّ الملائكة يستغفرون لهم في ليلهم ونهارهم.

وأما الرابعة: فإنّ الله عزّ وجلّ يأمر جنته أن استغفري وتزيني لعبادي، فيوشك أن يذهب عنهم نصب الدنيا وأذاها ويصير إلى جنتي وكرامتي.

وأما الخامسة: فإذا كان آخر ليلة غفر لهم جميعاً.

فقال رجل: في ليلة القدر يا رسول الله؟

فقال: ألم تر إلى العمّال إذا فرغوا من أعمالهم وفّوا"؟!.

وعن الإمام الصادق (ع): "إنّ أبواب السماء تفتح في رمضان، وتُصفّد الشياطين، وتُقبل أعمال المؤمنين؛ نعم الشهر رمضانُ؛ كان يسمّى على عهد رسول الله (ص) المرزوق".

وعنه (ص): "إنّ الشقي حقّ الشقي من خرج عن هذا الشهر ولم يغفر ذنوبه، فحينئذ يخسر حين يفوز المحسنون بجوائز الربّ الكريم".

وعن الإمام زين العابدين (ع): "إنّ الله افترض خمساً ولم يفترض إلا حسناً جميلاً: الصلاة، والزكاة، والحجّ، والصيام، وولايتنا أهل البيت".

وعن الإمام الصادق (ع): "بُني الإسلام على خمس دعائم، على الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، وولاية أمير المؤمنين والأئمة من ولده، صلوات الله عليهم".

وعنه (ع): "ما كلّف الله العباد إلا ما يُطيقون، إنما كلّفهم في اليوم والليلة خمس صلوات، وكلفهم من كلِّ مئتي درهم خمسة دراهم، وكلّفهم صيام شهر رمضان في السنة".

وعنه (ع): "يسأل الميت في قبره عن خمس: عن صلاته، وزكاته، وحجّه، وصيامه، وولايته إيّانا أهل البيت".

وعنه (ع): "إذا جئت بالخمس الصلوات لم تسأل عن صلاة، وإذا جئت بصوم شهر رمضان لم تسأل عن صوم".

 

علّة توقيت الصيام الواجب بشهر رمضان:

عن الإمام الرضا (ع): "فإنّ قال: فلمَ جعل الصوم في شهر رمضان خاصّة دون سائر الشهور؟

قيل: لأنّ شهر رمضان هو الشهر الذي أنزل الله تعالى فيه القرآن، وفيه فرّق بين الحقّ والباطل، كما قال الله عزّ وجلّ: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) (البقرة/ 185)، وفيه نُبىء محمّد (ص)، وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وفيها يُفرق كلّ أمر حكيم، وهو رأس السنّة يُقدّر فيها ما يكون في السنّة من خير أو شرّ، أو مضرّة أو منفعة، أو رزق أو أجل؛ ولذلك سميت: "ليلة القدر".

 

المصدر: مجلة رسالة التقريب

ارسال التعليق

Top