• ٢٣ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٤ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

الصراع على العمل بين الزوجين

الصراع على العمل بين الزوجين

هل يعمل زوجك لأكثر من 60 ساعة في الأسبوع؟ إن كان جوابك بنعم، فأنتِ من النساء المحكوم عليهنّ بالفشل المهني. هذا ما أظهرته دراسة إحصائية أجريت في الولايات المتحدة أخيراً. وسبب هذا الاستنتاج بسيط؛ ذلك أنّ الرجل الذي يعمل طويلاً خارج البيت هو رجل منسلخ بشكل شبه تام عن أعباء البيت، وهو يترك كلّ شيء على كاهل المرأة تقريباً.

وترأست الدراسة الباحثة "يونغ جو تشا" التي نشرت خلاصتها في عدد أبريل/ نيسان الفائت من مجلة "أمريكان سوسيولوجيكال ريفيو". وكانت الدراسة قد اعتمدت على تحليل أوضاع أكثر من ثمانية آلاف موظف في الدرجات العليا، وضعف ذلك العدد من موظفي الدرجات الدنيا، وجميعهم يعيشون في وضع يعمل فيه الزوجان خارج البيت. وتوصلت الدراسة إلى أنّ النساء اللاتي يعمل أزواجهنّ لأكثر من ستين ساعة في الأسبوع أكثر عرضة لترك أعمالهنّ والتفرغ لأعمال البيت بنسبة 42 في المئة. وترتفع هذه النسبة إلى 51 في المئة بالنسبة إلى النساء في المهن الاحترافية واللاتي لديهنّ أطفال. ولم يتضح أنّ الخطر قائم في الاتجاه العكسي؛ فالرجل الذي تعمل زوجته لأكثر من ستين ساعة في الأسبوع لا يبدو أنّ عمله يتأثر بذلك من الناحية السلبية. وقالت "تشا" في تعليقها على النتائج: يبدو أنّ المشكلات التي تنشأ عن انشغال الزوجين في أعمالهما يتم حلها بطريقة تضمن استمرار الرجل في عمله، بينما تضطر المرأة إلى ترك عملها والتحول إلى ربة بيت. وتظهر هذه النتيجة بصورة أوضح عندما يكون الرجل في وظيفة إدارية، الأمر الذي يجعله يتشبث باستماتة في عمله، رافضاً التنازل عن أي وقت لمصلحة البيت وأعبائه.

ومن النتائج التي توصلت إليها الدراسة أنّ العمل المفرط يعد من أكثر الأسباب شيوعاً للأزمات الزوجية، بل وللطلاق المستفحل في مجتمعات اليوم. ولئن قللت الدراسة من أهمية الصراع على من يتعين عليه ترك العمل، فقد سلطت الضوء على خطورة انهماك أحد الزوجين أو كليهما في العمل أكثر من اللازم ما يؤدي إلى انسلاخ الشخص عن محيطه العائلي، وضعف اهتمامه بتعزيز علاقاته مع أطفاله وزوجته والمحيطين به.

ارسال التعليق

Top