• ٢٨ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٨ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

فوبيا الزواج.. الخوف من المجهول

فوبيا الزواج.. الخوف من المجهول

◄في حوار بين فتيات تتراوح أعمارهنّ بين (25 – 35)، ممّن يعشن في ظل أُسر يتراوح المستوى المعيشي لها من الوسط فما فوق، ويمتلكن عملاً خاصاً يقمن به أو وظيفة حكومية توفر لهنّ دخلاً ثابتاً.. كان موضوعهم هو الخوف من الزواج أو بشكل آخر الخوف من القيود التي يفرضها الزواج.

تعتقد أغلب الفتيات اللاتي يمتلكن دخلاً خاصاً بهنّ أنّ الإقدام على الزواج يمثل خطوة نحو التقيد، فيعدن الزواج أمراً يقيد الحرّية ويقلل السعادة التي يحصلن عليها من جراء الخروج المتكرر مع الأهل والصديقات، ويعدن الأزواج بمثابة فخ يقع به مَن يشعر باليأس أو الضائقة المادّية أو مَن نزعت منها الحرّية في بيت الأهل، غير ملتفتين إلى أنّ الزواج هو إكمال الدين، وبه تحل النعمة وتتم البركة وتستبدل الأحلام المفردة بأحلام مشتركة تتحقق بالمؤازرة والتعاون والتشارك.

إنّ مَن ينظر إلى الزواج من ثقب أسود يظهر ذلك على تصوراته خلف ذلك الثقب فيرى الارتباط كقيود ويرى الشراكة استغلال للطاقات، ويرى العمل داخل المنزل مسألة انتهازية من قبل الرجل للمرأة التي تعدُ ضعيفة بالنسبة له، ويرى الأُمومة بمجرد إكمال لدورة الحياة التي يجب أن تكتمل بتكوين الأسرة.

أمّا مَن يستبدل الثقب الأسود ببوابة من نور ينظر من خلالها إلى أنّ الارتباط بمثابة التعاون، والمشاركة تحت سقف واحد قوّة والعمل داخل المنزل جزء من الجمال والكمال للفرد، ويرى الأُمومة نعمة عظيمة من نعم الله عزّوجلّ بها تطلق المشاعر الدفينة التي تبقى متلهفة لتلك اللحظة.

فاختلاف الرؤية قلبت الموازين واستبدلت الأفكار وأطلقت منظاراً جديداً لرؤية أوسع وأشمل بعيداً عن الرؤى السلبية التي تقضي على الموضوع قبل انطلاقه.

ولكن على الرغم من ذلك، تبقى الفتاة خائفة من المجهول، إذ تعتقد أنّ ما سينتظرها قد لا يتوافق مع ما تطمح إليه فتبات رافضة للفكرة ومصرة على رغم الإلحاح ممّن حولها لتصل إلى سن معيّنة، تبدأ عندها بالشعور بالوحدة والندم على تضييع الفرص التي قد لا تتكرر مرّة أخرى خلال حياتها.

ولمعالجة هذه الحالة التي طالت معظم فتياتنا اليوم وتسببت بزيادة العنوسة داخل المجتمع، إتباع ما يأتي:

أوّلاً: توعية الفتاة توعية دينية وتعريفها كيف أنّ الإسلام حثّ على الزواج، ففي القرآن الكريم قال تعالى: (وَأَنْكِحُوا الأيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (النور/ 32).

وقال جلّ اسمه العظيم: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) (الرُّوم/ 21).

ولا تخلو الأحاديث الشريفة من الحث على الزواج، فعن رسول الله (ص) أنّه قال: "إذا جاءكم مَن ترضون خلقه ودينه فزوِّجوه، إلّا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساداً كبيراً".

وعن الإمام أبي عبدالله (ع): "ركعتان يصلّيهما المتزوِّج أفضل من سبعين ركعة يُصلِّيها أعزب".

كذلك حثّ الإسلام على الإسراع بتزويج الفتاة، فقد ورد عن النبيّ (ص) قوله: "من بركة المرأة سرعة تزويجها".

ثانياً: محاولة تغيير نظرة الفتاة حول الزواج من خلال تقديم أمثلة للنساء المتزوجات الناجحات في المجتمع، فالعديد من النساء وصلن إلى أعلى المراتب العلمية أو الإدارية بفضل الدعم المتواصل والمساعدة التي قدّمت من أزواجهم.

ثالثاً: التشجيع من الأُم للفتاة التي تعاني القلق والخوف من الزواج، وإن تكن هناك فتيات يرفضن الزواج بسبب ما تعرّضت له أُمّهاتهنّ من ظلم واضطهاد وسلب للحرّية وتعدّي على الحقوق من قبل الأب، فيعزفن عن الزواج لتجنب وقوعهنّ في الموقف نفسه، لذا يكون دور الأُم مهم جدّاً في التوضيح لابنتها بأنّ والدها لن يتكرر وما حصل للأُم ليس بالضرورة أن يحصل لابنتها فلكلّ رجل شخصية مختلفة وأسلوب مختلف في التعامل مع زوجته.►

ارسال التعليق

Top