• ١٩ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٠ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

أطفالنا يسعدوننا.. لما لا نمتعهم؟

أطفالنا يسعدوننا.. لما لا نمتعهم؟

   " قد تكون وحيداً في العالم، ولكن تأكد بأنك قد تكون العالم كله لأحدهم".

 (كاتب مجهول)

    في الغرب الأمريكي يولي السكان الأصليون عناية خاصة لما يعرف بينهم "بالأب الضاحك" أثناء قدوم مولود جديد له، وفكرة الأب الضاحك لا تعني أن يبتسم الأب لمجرد أنه رأى وجهاً طفولياً بريئاً، إنما تعني حقيقة أمرها الإشارة إلى ما يجب أن يبدأ به الأهل مع أبنائهم منذ لحظة الولادة وما يليها من مراحل عمر.. وأعتقد بأن هذا "التقليد" غنّي بمؤشرات لكلّ الثقافات ويجب أن يكرس في كلّ المجتمعات.. في أن تكون ذا وجه باسم وروح تتمتع بالمرح تجاه جميع الناس والمقربين منك وأفراد أسرتك وأخصهم الأطفال.. فهؤلاء حقهم علينا دائماً أن نوجد لهم "المناخ الضاحك" ويمكن أن يتم ذلك بأكثر من طريقة: إما شفوياً وإما كتابياً وإما مرئياً.. في سياق هذه الأنماط الثلاثة يمكن للأهل أن يقدموا المرح كطبق غني بالفيتامين في أكثر من صنف: الحركات المضحكة/ قول نكات/ رواية قصص قصيرة مشوقة/ محادثة ظريفة. ويمكن للغاية أن تنظم مناسباتهم (عيد ميلادهم/ نجاحهم المدرسي/ براعتهم في هواية أو إنجاز ما) في طابع يغلب عليه المرح: صور ضاحكة/ مشاهدة فيلم فيديو معاً/ قراءة طرائف/ شراء شخصيات كرتونية مشهورة.. وينصح أحد الخبراء النفسيين.. بأنه عندما تريد إسعاد ابنك بشيء يحبه تذكر حقيقة أنّ الطفل يُسّر أكثر عندما يسمع ضحكات أطفال مثله.. فلا بأس أن تدعو "مجموعة" من الأطفال ليُحدثوا في منزله "جلبة مرح" عامر.. أو يمكن مصاحبته مع رفاقه لحضور عمل مسرحي ممتع وهذا يسمى (social multiplier effect) وفي هذا الإطار يبيّن الدكتور لويس فرانزيني في كتاب له بعنوان: "الأطفال الذين يضحكون.. كيف تطور روح الدعابة عند أطفالك" بعض الفوائد عن ذلك:

    - الأطفال الذين يضحكون... يظهرون جانباً من حياتهم بأنّهم "راضين عن ذاتهم" وهذا بحد ذاته عامل مهم يساعدهم على أن يكونوا ذي ثقة وأقل عرضة للانهزام وأقل خجلاً وإحباطاً.

    - الأطفال الذين يتمتعون بروح الدعاية يتعاطفون بمشاعرهم مع الآخرين، يصبحون أكثر رهافةً وإحساساً للحب، وللمشاركة الاجتماعية أكثر منه للانعزال.

    - الأطفال الظرفاء يصبحون "محبوبين" من رفاقهم، من معلميهم، من ذويهم ومن الآخرين الذين يكبرونهم.

    - الفكاهة والظرافة.. تخفف عن الناس ضغوط الحياة اليومية والأطفال الذين يتمتعون بها هم أكثر الأطفال نشاطاً.. ولابدّ منها من وقت لآخر مع أطفالنا كي ننفّس عنهم كبتهم وضغوطهم الدراسية.

    استنتجت بعض الأبحاث النفسية بأنّ الأطفال المتمتعين بروح الدعابة يكونون على درجة مميزة من الذكاء الاجتماعي، فهم أكثر قدرة على الإبداع، أكثر مرونة وقابلية للتعاطي مع المسائل المعقدة التي تواجههم، أكثر اجتماعيةً من غيرهم، مستوى ثقتهم بذاتهم أعلى وأكثر انضباطاً في مهاراتهم ونشاطاتهم... لهذا إن من يتمتع بحس ظريف ويطور هذا الحس لديه مع مراحل عمره التالية.. هو إنسان يعرف كيف يتمتع بحياته منذ البداية، وأهم دور يمكن أن يلعبه الأهل هنا هو أن يجعلوا أبنائهم يضحكون.

    يتعلم الأطفال من خلال مشاهدة حياتك الكثير من الأشياء.. فإذا أخذت لحظات مرحك بعين الاعتبار في أمور حياتك، فبالتأكيد سيتعلمون مما شاهدوا لأنفسهم.

 

    المصدر: كتاب كيف يمكن أن تعيش الحياة ببساطة لـ د. مأمون طربيه 

ارسال التعليق

Top