• ٢٤ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٥ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

علاقتنا بالقرآن الكريم

أسرة البلاغ

علاقتنا بالقرآن الكريم

من أهم ما نتحدث عنه هو القرآن وما يعطيه للأُمّة، وأهم آثاره للأُمّة، وأهم تربيته للأُمّة، الحديث عن القرآن هو الحديث عن الشريعة، عن الإسلام.. هو الحديث عن الله (سبحانه وتعالى).

والحديث عن الشريعة والحديث عن الله (سبحانه وتعالى) وأوامره ونواهيه وخُلُقه لا يمكن أن ينتهي!.. كما قال تعالى في سورة الكهف/ الآية 109:

(قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي).

إلّا أنّنا نذكر بعض ما في القرآن الكريم من الهدى والخير والبشارة والرحمة، فالقرآن الكريم هو للناس جميعاً، للناس كافة وهو الذي يُحقِّق لهم السعادة، السعادة السليمة، السعادة الحقّة، السعادة التامة، السعادة المستمرة، السعادة الثابتة.

فنرى أنّ القرآن يعطي للأُمّة:

أوّلاً: الهدى.. الهداية.

هذا الهدى الذي يوصل الأُمّة إلى كلّ خير وسلامة، والذي يبلغ بالأُمّة إلى كلِّ كمال يتطلّع إليه الصالحون والمتقون والمؤمنون.

ولهذا يقول تعالى في سورة البقرة/ الآيات 1-2:

(الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ).

نعم، فهو هدى لهم.

ثانياً: هو الرحمة، الرحمة للعالمين، فبالقرآن الكريم حصل الإنقاذ للأُمّة من الظلمة إلى النور، فهو رحمة بأتمِّ معانيها وأبدع صورها.

يقول الله تعالى في سورة لقمان/ الآيات 1-3:

(الم * تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ * هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ).

ثالثاً: هو الشفاء.

الشفاء لمن؟..

الشفاء لجميع الأمراض النفسية والروحية والداخلية والتعقيدات الذهنية الفكرية، فهو الشفاء لجميع أمراض النفس سواءاً كانت: النفسية، العقلية، القلبية، الاجتماعية.

فهو شفاء من الكفر والإلحاد.. وشفاء من الكفر والشك.. وشفاء من القلق والحيرة.. وشفاء من الخوف والكِبْر والحسد والبخل والشح.. وشفاء من الظلم والتجبر، إلى آخر ما يمكن أن يقال.

قال تعالى في سورة الإسراء/ الآية:

(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ).

رابعاً: هو البرهان، هو البرهان والنور الكاشف لجميع الظلمات، المبدد لسائر الشكوك، الشكوك الداخلية والنفسية والجهالات الفكرية والعقلية.

يقول تعالى في سورة النساء/ الآية 174:

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا).

فهو البرهان.

خامساً: القرآن هو الروح الذي تتوقّف عليه حياة الإنسان، هو الروح اللازمة للحياة الإنسانية، الحياة الفاضلة الكريمة العزيزة التي يريدها الله (سبحانه وتعالى) للأُمّة.

ولهذا نرى أنّ الأُمّة من غير أن تسري فيهم الروح القرآنية، يكونون أمواتاً حقّاً!.. لا ينتفعون بوجودهم ولا معنى لوجودهم، ولا ينتفعون بحياتهم المادّية.

لذلك يقول تعالى في سورة الشورى/ الآية 52:

(وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (الشورى/ 52).

سادساً: هو الحقُّ الإلهي الثابت، الثابت في نفسه والمحقق المُثبّت لغيره من كلّ ما هو حقّ، فكلّ حقٍّ يؤيده القرآن، فكلّ حقٍّ يقرِّره القرآن، يُثبّته القرآن.

ولذلك يقول تعالى في سورة الإسراء/ الآية 105:

(وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ).

ويقول تعالى في سورة الزمر/ الآية 41:

(أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ).

فهو الحقُّ.. فهو الحقُّ من الحقِّ.. وهل بعد الحقِّ إلّا الضلال؟!..

فهو الحقُّ وحده، ولا حقَّ غيره..

سابعاً: هو البيان والتبيين.. القرآن هو البيان.. والتبيين.. هو البيان للأُمّة، والتبيين لها.

فهو البيان والتبيين لكلّ شيء، يحتاج إليه الإنسان، وتحتاج إليه الأُمّة.. كلّ شيء تحتاج إليه مما يسبِّب سعادتها، واطمئنانها، ووجودها، وكرامتها، وعزتها، وفكرها، وعقيدتها، وأمنها، وإيمانها، يقول في ذلك عزّ من قائل في سورة النحل/ الآية 89:

(وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ).

ثامناً: هو الخير العام.. للجميع، هو الخير العام.. للكون، هو الخير العام.. للوجود، هو الخير العام.. لكلّ إنسان، وجان، وحيوان، ونبات، وكلّ ما في الوجود.. فما من كائن في الوجود، إلّا ويناله الخير من القرآن الكريم، من يوم نزول.. إلى يوم قيامته، يقول تعالى في كتابه في سورة النحل/ الآية 30:

(وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا).

فهو الخير للجميع.

تاسعاً: هو البشرى.. والسعادة، في الدنيا.. وفي الآخرة، يقول عزّ من قائل في ذلك في سورة النحل/ الآية 89:

(وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ).

فهو البشرى، وهو السعادة.

عاشراً: هو الموعظة، الداعية.. الدافعة.. الحاثّة، إلى اكتساب كلّ أنواع الفضيلة، والخير، والسعادة.. هو الموعظة، الزاجرة.. المانعة عن كلّ أنواع الرذيلة والانحراف، قال تعالى في سورة يونس/ الآية 57:

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ).

فهو الموعظة للأُمّة.

حادي عشر: هو الذكر الإلهي.. الذكر الإلهي، الذي تحيى به القلوب.. الذي تطمئن به الأرواح والنفوس، هو الذكر الإلهي، الذي تطيب به العقول، والأفكار، والأرواح.. هو الذكر الإلهي، الذي تزكو به الأعمال، فلا يطيب عمل من دون ذكر الله (سبحانه وتعالى) ومن دون العمل بأمره، ومن دون انتهاج نهجه، وتسلُّك قرآنه، قال تعالى في سورة ص/ الآية 1:

(ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ).

وقال سبحانه في سورة الزخرف/ الآية 44:

(وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ).

فهو الذكر للأُمّة، ويمكن أن نستفيد من كونه (الذكر) هو:

دائماً، المذكّر لها، الواعظ لها، المنبِّه لها في حياتها الدنيا، لأنّ الناس، كما في الحديث:

"الناس نيامٌ"

متى ينتبهون؟!..

"إذا ماتوا انتبهوا".

فالقرآن الكريم هو المذكِّر للأُمّة في حياتها، المنبِّه لها، نعم، هذا هو قرآننا العظيم.. هذا هو كتاب الله الذي أنزله على نبيّه، وجعله هدىً ورحمةً، إلى الناس أجمعين.. جعله هدىً ورحمةً إلى الأُمّة كافة، يقيم أودهم، ويصلح شأنهم، ويوفِّر لهم حياةً كريمةً، تزدهر بالعدل والأمن والرخاء والإخاء، ويسود فيها نظام مستقر متوازن.

مستقر على أساس الكتاب الإلهي، ومتوازن على أساس العدل الإلهي.. لا وجود فيه للبؤس والحرمان.. هذا هو القرآن.. معجزة الإسلام الخالدة، لا من حيث بلاغته فحسب، والتي هي – أي البلاغة – أرقى أنواع البلاغة في الكلام العربي، وإنّما لنظامه المتطوّر الذي يساير الإنسانية، في جميع مراحل حياتها، وتاريخها.

هذا هو القرآن الكريم، الذي هو نفحةٌ ربانيةٌ، من نفحات الله (تعالى) على عباده.. يملأ قلوبهم إيماناً ومودةً وإخاءً وصفاءً ورحمةً وعطاءً.. ويشيع فيهم الأخلاق الفاضلة، والصفات الكريمة، التي تسمو بها الحياة، التي تسمو بها الأُمّة وتسمو بها الحياة إلى أعلى قيم المجد والخلود، هذا هو القرآن.. هذا هو القرآن الكريم.

فالقول بوقوع التحريف فيه، ينافي القرآن الكريم.. ينافي السنّة المحمدية. ينافي العقل والإجماع، فهو بعيد عن الواقع، وخالٍ من جميع المقومات العلمية.

هذا هو القرآن الكريم..

هذا هو القرآن العظيم..

والذي أمرنا النبيّ (ص) أن نتلوه في شهر رمضان.. الشهر المبارك.. شهر القرآن.. شهر رمضان، حتى أنّه قال في دعائه في أحد أيام شهر رمضان المبارك: "ووفّقني فيه لقراءة آياتك برحمتك يا أرحم الراحمين".

هنا ننتهي إلى حقيقة، هي:

إنّ أوّل طريق معرفة الله (تعالى) يمرّ عبر "مرضاة الله"، والتي هي من ثمرات "حبّ الله".. فإنّ مَن يحبّ الله، يحبُّ كلّ ما في الكون، لأنّها من آثار الله (تعالى).. وهي في الوقت نفسه آيات لله (سبحانه).

فقراءة الآيات تعني: مشاهدة آثار الله في الوجود، والتفكّر بها، والتدبّر فيها، لزيادة التعرّف على الله (تعالى).

قال أمير المؤمنين الإمام عليّ بن أبي طالب (ع): "لا خيرَ في عبادة لا فقه فيها، ولا في قراءة لا تدبُّر فيها".

إنّ الداعي يطلب من الله، أن يوفّقه ويُسدِّد خطاه، ويُهيئ الظروف المناسبة له، ليتمكّن من النظر والاعتبار والتفهم في عجائب صُنْع الله (تعالى) الدالة عليه.

ويجدر بنا أن نقول هنا.. أنّه لا يعتبر بآيات الله ولا يفهمها إلّا مَن طابت سريرته وطهرت إلى حدٍّ ما نفسه، وصلح عمله.. حينئذٍ تكون نفسه نقية، تتجه إلى عجائب الله، وإلى ما وراء الطبيعة، بصورة فطرية تلقائية.

إنّ قراءة آيات الله (عزّ وجلّ) تكون على شكلين:

1- قراءة آيات الله نظرياً.

2- قراءة آيات الله عملياً.

 

1- قراءة آيات الله نظرياً:

وتعني.. قراءة الآيات الإلهية في كتابه الحكيم.. القرآن الكريم.. فالداعي يطلب من الله (تعالى)، أو يوفقه ليتمكن من قراءة آيات القرآن، ليس باللسان واللفظ اللغوي فقط، بل بالقراءة الواعية المتفهّمة مع التدبّر والتفكير في معاني الآيات.. حينذاك يصبح القرآن الكريم عين لا تنضب لتذكره الداعي بالله وبمحكم آياته.. قال تعالى في سورة محمد/ الآية 24:

(أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا).

وعلى الداعي أن يحسِّس نفسه باستمرار، بأنّ المتكلِّم معه مباشرة في القرآن، هو الله (تعالى).. ولكن استشعار هذه المسألة دائماً، تحتاج إلى استحضار وتفكّر وتأمّل، عند كلّ قراءة، وعند كلّ تعامل معه، فإنّ ذلك من مكملات التفاعل مع القرآن الكريم ومعانيه، ومن مكملات الاتصال به (سبحانه وتعالى) عند القراءة والتعامل.. قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق (ع): "والله لقد تجلّى الله (عزّ وجلّ) لخَلقِه في كلامه، ولكن لا يبصرون".

إنّ التفكّر في آيات الله في القرآن، هو الأسلوب الذي يعيش به الداعي الحقائق الأساسية في الإسلام.. وهو الطريق الذي لابدّ أن يسلكه كلّ مَن أراد بناء نفسه بناءاً متكاملاً، وكلّ مَن أراد التصاعد في الطريق الذي وضعه الله (تعالى) ليسير عليه عباده.. قال أمير المؤمنين الإمام عليّ بن أبي طالب (ع): "نبّه بالتفكّر قلبك، وجافِ عن الليل جنبك، واتقِ الله ربّك".

فمن الأفضل للداعي، وهو في شهر رمضان، الذي هو شهر ربيع القرآن، أن يستزيد من قراءة آيات الله القرآنية في تدبر وخشوع قلب وتنبّه ذهن، ولا يسهل له ذلك إلّا بتوفيق من الله ورحمة منه.

 

2- قراءة آيات الله عملياً:

وتعني.. قراءة الآيات الإلهية في الكون، وفي الإنسان. فالداعي يطلب من الله (تعالى)، أن يوفّقه لقراءة الآيات الإلهية في الكون، وفي خلق الإنسان.. ليس بالرؤية والمشاهدة بالعين المجردة فقط، بل بالتفهم والتدبر والاستبصار.. حينذاك تكون عجائب وآثار الله (تعالى) في الوجود، وسائل لتذكير الداعي وجعله يفكر في عظمة قدرته تعالى.

قال تعالى في سورة آل عمران/ الآية 190:

(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأولِي الألْبَابِ).

إنّ الله (تعالى) أكّد في آيات كثيرة، أن نتتبع الكون وما أودع فيه من نظم وقوانين تربط أجزاء الكون بعضها ببعض.. كي نزداد معرفة بالله (تعالى)، فنخشع له، وذلك بتقديسه وتسبيحه والعمل بما أمَرَ به، فنزداد بصيرة، وذلك غاية الغايات.. وفي الحديث الشريف: "أعلمكم بالله، أخوفكم له".

شرط لا يتجرّد هذا العلم – أي العلم بأحوال الكون – عن طاعة الله (تعالى)، وأن لا يكون آلة هدم وتخريب.. قال أمير المؤمنين الإمام عليّ بن أبي طالب (ع): "كثرة العلم في غير طاعة الله مادة للذنوب".

أما عن الحِكَم والعجائب والقدرات الإلهية المودعة في النشأة الإنسانية، فهي أكثر من أن تُعد وتحصى.. سواء في نشأة الجسد ككلّ، أو في تكوّن كلّ جزء منه، وترابطها مع بعضها، أو في نشأة الروح والنفس وطبيعتها وصفاتها، وفي كيفية تعلّقها مع الجسد.

قال تعالى في سورة الذاريات/ الآيات 20-21:

(وَفِي الأرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ).

إنّ النظر إلى خَلْق الإنسان بدون تعجب، إنّما هو من الغفلة عن قدرة الله العظيمة.. فيجب التبصر والتفهّم والتفكّر لاستيعاب آيات الله في النشأة الإنسانية.. قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق (ع):

"إنّ الصورة الإنسانية أكبر حجة لله على خَلْقِه وهي الكتاب الذي كتبه بيده، وهي الهيكل الذي بناه بحكمته، وهي مجموع صور العالمين، وهي المختصر من العلوم في اللوح المحفوظ، وهي الشاهد على كلّ غائب، وهي الحجة على كلّ جاحد، وهي الطريق المستقيم إلى كلّ خير، وهي الصراط الممدود بين الجنّة والنار".

إذن ينبغي للداعي، أن لا يخلو في يوم وليلة عن التفكّر في آثار الله.. وإذا استغرق برهة من وقته في هذا التفكر، وبرهة أخرى في التفكر في عجائب قدرة ربّه، وصار ذلك اعتياداً له، حصل لنفسه كمال قوتيها العقلية والعملية، وخلصت من الوساوس الشيطانية والخواطر النفسانية السيئة.. قال رسول الله (ص): "أفضل العبادة، إدمان الفكر في الله – أي آثاره – وفي قدرته".

وأخيراً، فإنّ الداعي بهذا الدعاء، قد اعتمد (في كلّ مطالبه من الله (تعالى) على رحمته تعالى.. حيث تعلّقت إرادة الله (عزّ وجلّ) بإيصال الرحمة إلى جميع خَلْقه، فهو أرحم الراحمين لكلّ البشر، سواء فيهم المطيع أو المسيء الذي يستحق عقوبة الله (تعالى) عليه.. وقد جاء في الخبر القدسي: "رحمتي تغلب على غضبي".

ارسال التعليق

Top