• ١٨ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ٩ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

تنظيم الوقت هي البداية الصحيحة لعام جديد

عمار كاظم

تنظيم الوقت هي البداية الصحيحة لعام جديد

لاشك بأنّ تنظيم الوقت هو أحد أهم عوامل التفوق، وقد ازدادت أهمية هذا التنظيم في وقتنا الحالي لعدة أسباب، من تلك الأسباب كثرة وسائل الترفيه التي قد تأخذ من وقتنا الكثير دون الشعور بذلك. فهناك بعض الحقائق التي تواجهنا في تنظيم الوقت، تنظيم وقت الدراسة، تنظيم وقت القراءة... إلخ من تنظيم وقت حياتنا اليومية للوصل إلى الغاية في الحياة التي نعيشها من أجل سنة جديدة مفعمة بالنشاط والعمل المستمر لنحقق فرحة لنا في هذه السنة الجديدة. فليس اعتباطاً عندما قسم الله تعالى بالوقت في عدة مواضع في القرآن الكريم. قال تعالى: (وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى) (الضحى/ 1-2)، (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ) (العصر/ 1-2).

فمن أكثر ضرورات الحياة هي إدارة الوقت، لأنّ نجاح أو فشل الإنسان يعتمد على إدراته لوقته. وعليه تعتمد نجاح الشعوب أو فشلها. فكلما كان احترام الوقت على رأس أوليات أي شعب كان النجاح سبيلهم. وهذا ما كان عليه العرب في فترة الإزدهار، فالبابليون أوّل مَن قسم الوقت إلى سنين وأشهر وأيام وساعات، وأضاف العرب بعدها الدقائق والثواني. ولم يكن للغرب أي أبحاث أو مساهمات في هذا المجال، وبالرغم من هذا نرى مدى التزامهم بوقتهم وهذا ما نراه في واقعهم من نجاح ناتج من استثمارهم للوقت.

إنّ أهمية الوقت تأتي من كونه لا يمكن لأحد إيقافه أو إرجاعه، فالثانية التي تمر لن تعود وإذا لم تُستغل بالشكل الأمثل تعتبر ضائعة سدى .فـ"الوقت كالذهب إن لم تدركه ذهب" ويقول الإمام عليّ (ع): "الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك".. فإدارة الوقت الناجحة تقاس بالإنجازات المتراكمة وكمية الإنتاجية المتحصلة في وقت محدد.

الوقت هو الحياة، الوقت هو العمر الذي نعيشه ونمضيه، هو الماضي والحاضر والمستقبل، هو الفرحة والابتسامة، هو الدّمعة والفراق، هو كلّ الحالات التي يعيشها الإنسان في مراحل حياته المختلفة، ولعلّ السؤال الأهمّ: هل يستطيع الإنسان أن يحسن استثمار أوقاته، حتى يصبح النجاح سمة حياته وأجمل أسرارها في بداية عامنا الحالي؟

عن رسول الله محمّد (ص): "اغتنم خمساً قبل خمس؛ شبابك قبل هرمك، وصحّتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك". هي دعوة من رسولنا الأكرم إلى استثمار حياتنا بكلّ مراحلها، فقطار العمر يمضي ولا يتوقّف، وعقارب السّاعة لا تعود إلى الوراء، مهما كثرت الأمنيات. ولعلّ لسان الشّاعر يعبّر عن حال الكثيرين حين قال: "ألا ليت الشّباب يعود يوماً".

وعلى الرغم من الدراسات والأبحاث التي تؤكّد أهمية الوقت في حياة الإنسان والمجتمعات البشرية، فإنّ هناك فئة لا يستهان بها، تعاني الفراغ، وتعمد إلى إيجاد الوسائل التي تساعدها على تمضية أوقاتها، وفي مقدّمة هذه الوسائل، تقنيات التواصل الحديثة. ويجزم المتخصّصون في علم النفس والإدارة، أنّ هؤلاء ربما يعانون مشكلة عدم معرفة قيمة الوقت في الدرجة الأولى، وليست لهم أهداف محدّدة في الحياة.

فالوقت من أهمّ الموارد التي يملكها الإنسان في هذا العصر، حتى إنّه أهمّ من المنتوج المادّي والمعنوي الذي يملكه الإنسان، لأنّه الميدان الذي ننجز أعمالنا من خلاله، فكلّ شيء محكوم بالوقت في هذه الحياة؛ من الطعام إلى الشراب إلى النوم والعمل والدراسة، كلّ ذلك مرتبط ومحدّد بفترة زمنيّة، لا يصحّ إهمالها أو تجاوزها. بهذا تكون بداية العام مشرقة بالأمل والتفاؤل بعد تنظيم وقتنا للحصول على النتيجة الرابحة.

ارسال التعليق

Top