• ٢٩ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

السيرة الطاهرة لـ«فاطمة المعصومة (عليها السلام)»

عمار كاظم

السيرة الطاهرة لـ«فاطمة المعصومة (عليها السلام)»

السيِّدة فاطمة بنت الإمام موسى الكاظم (عليه السلام)، كريمة آل البيت (عليهم السلام)، هي أُختُ الإمام عليّ بن موسى الرِّضا (عليه السلام)، من أُمّ واحدة هي السيِّدة «تُكتم». ذُكِر أنّها وُلِدت في المدينة المنوّرة في شهر ذي القعدة من سنة 173هـ. وعلى هذا التاريخ، يكون عمرها الشريف حين وفاتها ثمانية وعشرين عاماً، حيث توفّيت في العام 201هـ.

عاشت السيِّدة فاطمة المعصومة (عليها السلام) في كنف والديها الكريمين، تكتسب منهما الفضائل والمكارم، إذ كان أبوها إماماً معصوماً، وأُمّها «نجمة» أيضاً من النِّساء الصالحات المؤمنات التي تعلَّمت في مدرسة زوجة الإمام الصادق (عليه السلام). وكانت معروفة بالتقوى في ذلك الزمان. ومن هنا فقد أشارت «حميدة» أُمّ الإمام الكاظم (عليه السلام) على ابنها الإمام بالزواج من«حميدة».

كانت السيِّدة المعصومة تستفيد كلّ يوم من والدها وأخيها المعصومين (عليهما السلام) وأُمّها التقية العالمة بحيث وصلت إلى مقام رفيع من العِلم والفضيلة وصارت عارفة بالكثير من العلوم والمسائل الإسلامية في أيّام صباها. ولقِّبت بالمعصومة والعابدة والعالمة. وما يهمّنا، أنّها من دوحة علوية نبويّة تربّت شجرتها على الطهارة والنقاء، وترعرعت على المحبّة والرحمة وطلب العِلم والسعي في تبليغه، فلقد تربّت السيِّدة الجليلة فاطمة في بيت الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام)، سابع أئمّة أهل البيت (عليهم السلام)، وأخذت منه كلّ عِلم وخُلق نبويّ، وبعدها انطلقت في الحياة مبلّغةً عالمةً، وجعلت من سلوكها سلوكاً إسلامياً، ومن عقلها عقلاً منفتحاً على المسؤولية أمام الله تعالى، ومن قلبها قلباً ينبض بالخير والحبّ لكلّ العباد.

سيرتها تؤكِّد مدى تقواها وطهارتها، بحيث شكّلت قدوةً للنساء والرجال، في عفتها وأخلاقياتها الإسلامية التي أبرزت مساهمات آل بيت الرسالة (عليهم السلام)  في زرع كلّ خُلق كريم يثمر في الحياة، ويعبِّر بشكل أصيل عن آداب الإسلام وإسهامات المرأة الإسلامية في تبليغ الرسالة بحجم قدراتها وإمكاناتها، وأنّ هذه المرأة تستطيع أن تكون قدوةً عمليةً في المجتمع بقدر ما تعطي وتُثابر وتصبر وتجاهد.

قال الشاعر في فضائلها وصفاتها:

يا بِنْتَ مُوسَى وَابْنَـةَ الأَطْهــارِ أُخْتَ الرِّضـا وَحَبِيبَةَ الجَبَّــار

يـــا دُرَّةً مِنْ بَحْرِ عِلْمٍ قَدْ بَدَت ْ لِلهِ دَرُّكِ وَالعُــلُوِّ السَّــــارِي

أَنْتِ الوَدِيعَةُ لِلإمامِ عَلَى الوَرَى فَخْرِ الكَرِيمِ وَصَاحِبِ الأَسْرارِ

لا زِلْتِ يا بِنْتَ الهُدى مَعْصُومَةً مِنْ كُلِّ ما لا يَرْتَضيــهِ البـــارِي

لم يكن في وُلد الإمام الكاظم (عليه السلام) مع كثرتهم بعد الإمام الرِّضا (عليه السلام) مثل هذه السيِّدة الجليلة، وقد قيل في حقّها: (إنّها) رضعت من ثدي الإمامة والولاية، ونشأت وترعرعت في أحضان الإيمان والطهارة.. تحت رعاية أخيها الإمام الرِّضا (عليه السلام)، لأنّ أباها الإمام الكاظم (عليه السلام) قد سُجِن بأمر الرشيد لذلك تكفّل أخوها رعايتها ورعاية أخواتها.

ارسال التعليق

Top