• ٢٠ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١١ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

إن العهد كان مسؤولا

عمار كاظم

إن العهد كان مسؤولا

من الآيات القرآنية الكريمة التي كان يرددها الامام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء كلما استقبل صحابيا من أصحابه أو فردا من أهل بيته وهو يستأذنه للقتال كان يتمثل بهذه الآية (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا) (الاحزاب/ 23) وكأنه بذلك كان يريد أن يقارن بين هؤلاء الذين ثبتوا معه وبين أولئك الذين حاربوه فالذين حاربوه كانوا قد عاهدوه من خلال رؤسائهم وفعالياتهم ومن خلال الأفراد الذين بايعوا مسلم بن عقيل في الكوفة باسمه، وعاهدوه على أن ينصروه ويواجهوا الحكم الظالم معه وأن يكونوا الجنود المجندة في موقفه من ذلك الحكم الظالم..... ولكن عندما خوفهم الطغاة واستيقظت نقاط ضعفهم في داخلهم ونقضوا عهد الله من بعد ميثاقه وأخذوا يقطعون ما أمر الله به أن يوصل ومشوا في خط الفساد في الأرض فانطبقت عليهم الآية الكريمة: (الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) (البقرة/ 27) لأن الله سبحانه وتعالى جعل العهد في كل موقع يعاهد فيه انسان انسانا سواء كان عهدا بين القيادة والناس أو كان عهدا بين الناس أنفسهم، أو بين القادة أنفسهم، فان هذا العهد يمثل عهد الله لأن الله أمر بأن يفي الناس بعهودهم في قوله تعالى: (وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ اِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً) (الاسراء/ 34) وهكذا أعطى هؤلاء العهد من أنفسهم أمام الله على أساس أن ينصروا الامام الحسين عليه السلام وألزموا أنفسهم بأن يصلوا ما أمر الله به أن أن يوصل، وهم أهل البيت عليهم السلام الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وقد كان الحسين عليه السلام هو البقية الباقية من أهل البيت عليهم السلام آنذاك. لقد انطلقوا وقطعوا ما أمر الله به أن يوصل وأفسدوا في الأرض باعتبار أن كل فئة تساند ظالما وتقاتل معه وتنضم اليه تكون من فئة المفسدين في الأرض لأن حكم الظالم يمثل حكم الفساد في الأرض وأوضاع الظالم تمثل أوضاع الفساد في الأرض والحسين عليه السلام هنا أراد أن يقول: أيها الناس قارنوا الموقف بين المعسكرين، بين معسكر النار والظلم في الأرض وبين معسكر الذي انضم الى الامام الحسين عليه السلام وقد تحدث الله عنهم في كتابه المجيد في قوله: (أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ اِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى اِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ *الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلاَ يَنقُضُونَ الْمِيثَاقَ *وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ) (الرعد/ 19ــ21)

ارسال التعليق

Top