• ٢٨ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٨ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

نحو نظام إعلامي دولي جديد

نحو نظام إعلامي دولي جديد

يتوجه العالم يوماً بعد يوم نحو أطر دولية جديدة للتعامل. فهناك حديث جاد حول خلق نظام جديد للعلاقات الدولية، وهناك حوار يمتد منذ سنوات لخلق نظام اقتصادي جديد قائم على توازن المصالح، وهناك جولات من المحادثات بين الشمال والجنوب، ويجب أن يتوج الحوار بالعمل الجدي على إحلال نظام جديد للتبادل الإعلامي، بل إن النظام الإعلامي الجديد يسبق أي ترتيبات أخرى على اعتبار أن الوسائط الإعلامية هي حاملة الوعي الجديد على المستويين السياسي والاقتصادي.

وإذا كان النظام الدولي الجديد الذي يبشر به الآن نظاماً عادلاً، فإنّ أولى بذور العدالة يجب أن تطلق في رحم الإعلام الجديد:

- بأن يكون إعلاماً تفاعلياً، بمعنى تبادليته بين الشعوب والثقافات عبر التلقي، والتلقي المضاد، وليس عبارة عن قناة أحادية الاتجاه تتوجه من المركز إلى الأطراف.

- وهو إعلام غير عنصري بمعنى أنّه لا يمجد أمة بين الأمم، ولا لوناً بين الألوان ولا فكرة بين الأفكار.

- وهو إعلام متوازن بمعنى تجسيده للتوازن بين ما هو مادي، وما هو أخلاقي.

- وهو إعلام عادل يطرح نسبية الثقافة، والقيم، والأفكار، لا يقبل الحدية في تخطئة ثقافة الآخرين، وقيم الآخرين، وأفكار الآخرين. لكن الأمر الأساسي ألا نقف "متفرجين" على العالم وهو يتشكل في انتظار عدالة قد لا تأتي، وموضوعية قد لا يفكر فيها الطرف الأقوى. علينا تحريك حس "الواجب" داخلنا بالعمل على تفعيل بنيتنا المؤسساتية بجميع أشكالها السياسية والاقتصادية والثقافية، وفتح قنوات الحوار الداخلي، وإنهاء موجات التعصب التي تغلف وجدانياتنا، و"عقلنة" مؤسساتنا الثقافية والإعلامية، وجعلها منابر موضوعية للنقد والبناء، يحكمها ضمير مهني قائم على ثلة من القيم الواضحة يكون أساسها نقطة الوثوب إلى المستقبل، لا قفزة في المجهول، أو تراجعاً إلى عصور الظلام.

ارسال التعليق

Top