• ٢٥ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٦ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

هل ثمة ما ينافس القراءة؟

هل ثمة ما ينافس القراءة؟
◄يرى البعض أنّ عوامل التثبيط عن القراءة أقوى من عوامل التشجيع عليها، فمشاغل الحياة، وهموم العيش، لا تبقي للقراءة وقتاً كافياً، ولا ذهناً صافياً، والإنسان من طبعه أنّه يؤثر السهل على الصعب، والراحة على التعب، مما جعل كُتّاب الإعلانات التجارية ومصممي كتب الاستعمال (الكتالوكات) يستخدمون الصور المتتابعة لتغني الناس عن القراءة، وأخذت القراءة الخفيفة العابرة تزاحم القراءة الجدية المثمرة، كما أخذ السمع ينافس العين عبر الكلمة المذاعة، ثم تعاونت العين مع الأذن لصرف الإنسان عن القراءة وجذبه إلى الشاشة الكبيرة منها والصغيرة.

ولكن، على الرغم من تعدد وسائل الاتصال والثقافة في العصر الحديث، من إذاعة وتلفاز وفيديو وسينما، فإنّنا نرى أنّ القراءة ما زالت تحتفظ بأهميتها، حيث إنّ القارئ يملك القدرة على اختيار المادة التي تخدم حاجاته، والوقت والمكان المناسبين للقراءة، وإمكانية التوقف عن القراءة لتأمل الأفكار المعروضة، ومراجعتها لتثبيتها، أو مناقشتها ونقدها، أو التعمق فيها وتذوقها.

ولو رحنا نقارن بين القراءة وبين هذه الوسائل لألفينا أنّ القراءة تتمتع بسبع مزايا تجعلها تتفوق بها، وهي:

حرّية الاختيار، حرّية الوقت والمكان، الرخص واليسر، البقاء ودوام الاقتناء، سهولة المراجعة، سلامة اللغة، سهولة التثبيت في الذاكرة.

جاء في المثل الصيني: "أسمع فأنسى، أقرأ فأتذكر".

ولنا أخيراً أن نتساءل: هل الصحافة، والإذاعة، والتلفزيون؛ بديل للكتاب، أم حافز على قراءته؟

الواقع أنّها يمكن أن تلعب الدورين؛ فقد تكون مرغبة بالقراءة مشجعة عليها عن طريق برامج التعريف بالكتب، ولفت الأنظار إليها، وإثارة المناقشات حولها، وعقد المناظرات وندوات الحوار بين مؤلفيها. وقد تكون صارفة للناس عن الكتاب، بإهمالها له وإعراضها عنه، واكتفائها بعرض المواد الترفيهية، والأخبار المثيرة، والبرامج المشوقة، فلا تترك للكتاب وقتاً، ولا تلفت إليه نظراً.

وبعد، فقد تساءل بعض الكُتّاب الغربيين: هل يستطيع المرء أن يعيش دون قراءة؟ وراحوا يستطلعون الآراء، فجاءت النتائج عندهم أنّ:

25% يقرأون كتاباً كلّ شهر.

50% يقرأون كتاباً كلّ عام.

65% يقرأون مجلة أسبوعية بانتظام.

80% يقرأون صحيفة يومية بانتظام.

والباقون يكتفون بمشاهدة التلفزيون والاستماع إلى وسائل الإعلام الأخرى.

أما بالنسبة إلينا فنحن لا نملك مثل هذه الإحصاءات في مجتمعاتنا، بل ربما كنا غير راغبين بها خشية انكشاف ما استتر عن عيوننا، والذي تفضحه بطريقة أخرى أزمة الكتاب، وضآلة العناوين التي ننشرها وكميات الكتب التي نطبعها بالنسبة إلى عدد السكان.

 

أهداف القراءة ووظائفها:

لماذا نقرأ:

تؤدي القراءة على المستويين الفردي والاجتماعي ثلاث وظائف تتجلى في:

1-    المجال المعرفي: لإشباع الحاجات المعرفية للفرد والمجتمع في سني التحصيل الدراسي وما بعدها.

2-    المجال النفسي: للمساعدة على التكيف النفسي، ومواجهة حالات الإحباط والانفعالات.

3-    المجال الاجتماعي: للمساعدة على التكيف الاجتماعي والتبادل الثقافي بين الشعوب.

أما أهداف القراءة فقد لخصها (جري وروجرز) فيما يلي:

1-    خضوعاً للعادة.

2-    شعوراً بالجواب.

3-    لمجرد ملء الفراغ.

4-    للتعرف على الأحداث الجارية.

5-    للمتعة أو الفائدة الشخصية المباشرة.

6-    استجابة لحاجات عملية في الحياة اليومية.

7-    تحقياً للحاجة إلى التسلية.

8-    لممارسة مهنة، والرغبة في تطوير العمل.

9-    استجابة لحاجات اجتماعية مدنية.

10-                    لغايات التطور الشخصي، وتكملة المكتسب الفردي.

11-                    تلبية لمتطلبات فكرية بحتة.

12-                    تلبية لحاجات روحية.

13-                    وألخصها أنا بالقول:

أقرأ لكي أكون إنساناً جديراً بالكرامة الإنسانية.►

 

المصدر: كتاب القراءة... أوّلاً

ارسال التعليق

Top