• ٢٩ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

التكيف الاجتماعي للمراهق

التكيف الاجتماعي للمراهق

◄تبدأ آثار التطور الاجتماعي والتكيّف في الانتماء الإنساني لدى المراهق أو المراهقة في مرحلة الطفولة المبكرة وذلك للحاجة إلى تكوين الصلة والعلاقات الاجتماعية التي تيسّر لوجوده الأمان والاستقرار ولا شك أنّ تلك الحالة تبدأ بشكل ملموس وواضح في السنين الأولى لعمر الطفل وتتطور تلك الحاجة إلى الانتماء والتكيّف للاستقرار لهذه الجماعات لاسيّما تأخذ آثار تطورها تدريجياً من جماعات المنطقة السكنية إلى مجموعات أكثر تنظيماً في المدرسة.

وعندما تلجأ الأسرة إلى عدم السماح لطفلهم في الإندماج لتكوين جماعات اللعب أو حتى صداقات فردية تؤدِّي إلى شعور طفلهم بالكآبة والضجر والضيق ويبعث ذلك تأثيراً سيئاً في نفسيته وسلوكه التربوي عكس ذلك تجد عنده الفرح والسعادة عند لقائه بأصدقائه لأنّه يشعر بحب المجموعة له على أنّه كائن حيّ يحب ويتأثر ويتعلم ويكتسب مفاهيم الحياة بكلِّ سبلها من العالم المحيط به، نحن لا نلتمس من الآباء الحجور على أبنائهم أو إطلاق سراحهم دون رعاية ورقابة ومتابعة بل أن تكون المتابعة المستمرة والرقابة اليومية أساساً مهماً من الناحية التربوية للطفل.

إنّ السلوك الاجتماعي للفرد ما هو إلّا عبارة عن عملية مستمرة تطويرية فعلى حسب ازدياد سعة البيئة التي يتعامل معها الطفل تتشكل طريقة سلوكه، فالسلوك الذي تعوّد عليه الطفل مثلاً في معاملة أفراد أسرته قد يبدو غير ملائم في بيئات أخرى كالمدرسة أو من يعاملهم من الكبار خارج المنزل. إنّ انتقال الطفل من بيئة لأخرى يتطلب منه أن يعدّل من نماذج السلوك التي كان يستعملها في المنزل وأن يحاول جاهداً مسايرة أفراد كلّ مجتمع صغير يتعامل معه لأنّ أساس النجاح هو القدرة على تلك الملائمة الاجتماعية. تزداد الميول الاجتماعية في المراهقة بشكل كبير لذلك يجب أن لا يتمّ إرضاء تلك الميول على أساس أنّها دوافع مهمّة يجب التقيّد بتنفيذها بغض النظر في الالتزام بقيمتها الأخلاقية بل يجب تحويرها بالشكل الذي ننجح في توجيهه توجيهاً تربوياً سليماً وبذلك يسهم في وضع المراهق بالشكل الذي يسمح له بأداء وظيفته في المجتمع وما دام الكثير من الناس يستندون في تصرفهم الخلقي على مستوى العرف والتقاليد ويجعلون ذلك مصدراً مهمّاً من الأحكام والسلوك في الناحية الأخلاقية. لذلك فنجاح المراهق في بلوغ هذا المستوى على أكمل وجه يؤدّي إلى كسبهم وفق هذه السجايا والفضائل لذا فإنّ توقف نجاح المراهق في مرحلة المراهقة على التوافق والتلائم مع المواقف الاجتماعية التي يصادفها ويعتمد هذا النجاح بشكل مطلق على كلّ الخبرات الاجتماعية التي مرّ بها في مرحلة الطفولة الأولى إلى مرحلة المراهقة الثانية على الرغم من أنّ الطفل عند انتقاله إلى مرحلة المراهقة يصاحبه تغيرات في السلوك الاجتماعي إلّا أنّ الخبرات الأولى تلعب دوراً أساسياً في تكيّف سلوك الفرد في المرحلة اللاحقة مع نمو الخبرات الاجتماعية المكتسبة من التفاعل المباشر أو غير المباشر مع المجتمع بتقدم العمر.►

 

المصدر: كتاب مشكلات المراهقة والانحرافات غير الواعية

ارسال التعليق

Top