• ٢٩ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

التثقيف الذاتي للشباب

التثقيف الذاتي للشباب
◄العلم لا حدود له، فهو بحر لا ساحل له، فمهما تعلّم الإنسان وعَلِمَ فهو بحاجة إلى المزيد من العلم، فالعلم له بداية وليس له نهاية، ولذلك ورد عن النبيّ (ص): "اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد".

ولا ينتهي المشوار العلمي للشباب بتخرجه من الجامعة، بل ولا بنيله شهادة دراسات عليا، بل تبقى الحاجة للاغتراف من ينبوع العلم والمعرفة حاجة مستمرة ومتواصلة إلى اللحد كما في الحديث الشريف.

وقد حثّ القرآن الكريم على ضرورة وأهمية اكتساب العلم والمعرفة من دون توقف، يقول تعالى: (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا) (طه/ 114)، فمهما تعلم الإنسان فهو لم يحصل من العلم إلا قليلاً، يقول تعالى: (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا) (الإسراء/ 85).

والتثقيف الذاتي أكثر من ضروري لكلّ شاب يروم النجاح والتطور والتقدم، لأنّ عملية التثقيف الذاتي يعني الاستمرار في كسب العلم، والاستزادة من المعرفة، وتنمية القدرات العقلية.

والتثقيف الذاتي يعني أن يكون للشباب المتعلم برنامجاً يومياً للقراءة والمطالعة والكتابة، فالتعود على ذلك من العادات الحسنة التي ينبغي لكلّ شاب المداومة عليها، وللأسف الشديد فقد باتت عادة القراءة والمطالعة فضلاً عن الكتابة من العادات المهددة بالانقراض، فلم يعد أكثر الشباب مهتمين بالمطالعة والقراءة، وإن كان بعض الشباب يقتني الكتب فلمجرد أن يكون جزءاً من ديكور المنزل، أو هواية من الهوايات كهواية جمع الطوابع وما أشبه، أو مظهراً تفاخرياً من مظاهر الفخفخة، وقد تسبب هذا في ضعف الثقافة العامة لدى الشباب، بل إنّ الأمر قد وصل إلى بعض الجامعيين وحملة الشهادات العليا.

والمعروف أنّ الإنسانية لم تجد بديلاً عن الكتاب وسيلة للثقافة الجادة والمعرفة، مع ما استحدث الإنسان من وسائل ثقافية عجزت أن تقدم عشر ما يمكن للكتاب أن يقدمه.

"وقد أثبتت دراسة حول العلاقة بين الشباب العربي ووسائل الإعلام والثقافة.. أنّ أغلبية الشباب العربي، والذين تبلغ نسبتهم 76% لا تقرأ الكتب دائماً.. وأنّ ذلك لا يعود إلى ارتفاع سعر الكتاب كما يتردد، وإنما لعدم التعود على القراءة منذ الصغر، وكراهية قراءة الكتب، وضيق الوقت.

وتؤكد الدراسات التي شملت شباباً من كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمهنية، أنّ التليفزيون يحظى بنصيب الأسد، وأنّ مشاهديه يزيد عددهم على أربعة أضعاف قراء الكتب، وتؤكد الدراسة أنّ معدل المشاهدة للتليفزيون لأغلبية الشباب تتراوح ما بين ساعتين وثلاث ساعات يومياً".

وممّا لا شكّ فيه أنّ عدم القراءة والمطالعة له آثار سلبية جدّاً على تكوين الإنسان العلمي والثقافي والمعرفي، فهو يؤدي إلى ضحالة المستوى العلمي، وضعف الثقافة العامة، وتقلص العقلية العلمية، وتناقص المخزون العلمي، وقصور الأداء الوظيفي، والجمود وعدم القدرة على الانطلاق في رحاب العلم والمعرفة، وانعدام القدرة على التطوير والإبداع والابتكار. ولذلك كلّه، يجب الحرص أشد الحرص على عملية التثقيف الذاتي لتجاوز تلك الآثار السلبية على مستقبل الشباب العلمي والعملي.

ومن أجل الوصول إلى أفضل الطرق وأقصرها في عملية التثقيف الذاتي.. عليك اتباع ما يلي:

1-     عوّد نفسك على القراءة والمطالعة.. فالخير عادة، والشر عادة، فعودوا أنفسكم على الخير.

2-     كوّن لك مكتبة خاصة بك في منزلك تحتوي على كلّ الكتب المهمة لك، ولتكن في مختلف حقول العلم والمعرفة.

3-     اجعل لك برنامجاً يومياً للقراءة والمطالعة والكتابة (ساعة على الأقل في كلّ يوم، والأفضل ثلاث ساعات يومياً).

4-     تواصل مع الحركة الثقافية والعلمية، وذلك من خلال المراسلة، والاتصال بدور النشر والتوزيع، زيارة المكتبات، والحضور في معارض الكتاب الدولية، وزيارة المواقع الثقافية والعلمية على الإنترنت.

5-     جالس وصادق العلماء والمفكّرين والمثقّفين، واستفد مما لديهم من علم ومعرفة وفكر وذلك من خلال التحاور والتناقش والتثاقف في القضايا العلمية والثقافية.

6-     تعلم أكثر من لغة حية للتواصل الثقافي مع الحضارات الأخرى، فكلّ حضارة إنسانية تمتلك مخزوناً معرفياً وعلمياً وثقافياً.

7-     دوّن تجاربك الشخصية واستثمرها علمياً وعملياً، ففي التجارب ثروة علمية وعملية.

8-     اقرأ أفضل ما تجد، واكتب أفضل ما تقرأ، واحفظ أفضل ما تكتب.

9-     ضع نصب عينيك الحديث القائل: "اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد"، وليكن هذا الحديث معلقاً على جدار مكتبتك.►

 

المصدر: كتاب الشباب (هموم الحاضر وتطلعات المستقبل)

ارسال التعليق

Top