• ٢٥ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٦ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

أتيكيت السيارة

أتيكيت السيارة

إنّ ما نعانيه يومياً من زحام على الطرق يجعل من الوقت الذي نقضيه في سياراتنا طويلاً ومملاً. ففي مدينة معينة منذ أكثر من عشر سنوات كنت أعمل في أطرافها وكانت رحلة الذهاب والإياب بدون زحام مجرد عشرين دقيقة أما مع معدل الزحام اليومي كانت في الأغلب ما تزيد على الساعتين، أي أربع ساعات في اليوم تضيع من يومي بسبب الطريق، وكان الحل الأمثل هو الاتفاق مع بقية الزميلات لاستقلال سيارة إحدانا كلّ يوم توفيراً للمجهود وضغط الطريق.

اعتقد أنّ الكثير يشاركني فيمثل تلك الذكريات فتواجدنا في السيارة أصبح أمراً مفروغاً منه في حياتنا وأصبح أيضاً يشغل وقت الكثير أصبح يستثمره في تقوية علاقته الاجتماعية مع زميلات العمل، إذاً فإلى الإتيكيت كي نعيد ترتيب بعض سلوكياتنا. وعلى الرغم من كونها سيارة شخصية أو خاصة إلّا كون وجودها في مكان عام يسلب منك الكثير من الخصوصية ويقيدك بآداب الإتيكيت بشدة:

عند وجود سائق خاص للسيارة فالمعقد الخلفي هو المكان الشرفي.

فإنّ المكان الأمثل للجلوس حينها هو الجانب الأيمن من المقعد الخلفي. ولكن إذا كان برفقة صاحب السيارة ضيف، فإنّ على صاحب السيارة الجلوس في الناحية اليسرى من المقعد الخلفي، ليترك مجالاً للضيف كي يجلس إلى الجهة اليمنى. أما إذا كانوا أكثر من شخص واحد، فعلى صاحب السيارة أن يجلس في جوار السائق، تاركاً للضيوف الجلوس في المقعد الخلفي.

صاحب السيارة هو مَن يقود.. إذاً فالمكان الشرفي أصبح بجانبه.

لذا فإذا كان صاحب السيارة يقود بضيوفه فأكبرهم سناً أو أعلاهم مقاماً هو مَن سيجلس إلى جواره، ومن الرائع أن تتنازل الزوجة عن هذا المكان دوماً للوالدة أو الوالد سواء كان من طرفها أو طرف زوجها.

ليس من اللائق فتح النوافذ أو إغلاقها من دون استشارة مَن في السيارة.

ليس من المظاهر الحضارية استخدام البوق كثيراً إلّا عند الضرورة الشديدة.

من اللائق دائماً فتح باب السيارة للمرأة عندما تريد أن تركب السيارة وأيضاً عند خروجها منها. يجب أن تراعي النساء طريقة دخولها وخروجها من السيارة وذلك عن طريق ضم أرجلها دائماً فإذا كانت تهم بالجلوس فلتجلس أوّلاً على مقعد السيارة ثم لتنقل أرجلها داخل السيارة سوياً من دون أن تفرقهم كالرجال وأيضاً عند النزول من السيارة أن تخرج أرجلها مضمومة من السيارة لتتمكن من الوقوف بسهولة ولا تفرق أرجلها ولا تبدأ بمد جذعها خارج السيارة أوّلاً وتحافظ على جلسة مستقيمة وأنيقة طوال الطريق.

عند القيادة وإذا كان في السيارة كبار سن فليس من اللائق الإسراع إلّا بعد استئذانهم، فكثير منهم يصاب بدوار شديد نتيجة السرعة. أما عند وجود أطفال في السيارة فإنّ الالتزام بالسرعة الآمنة ليس فقط واجب مروري ولكن يدل على رقيك ومراعاتك.

من غير اللطيف طريقة قيادة أحد أو إعطاء الكثير من التوجيهات غير المتعلقة بالطريق، فذلك من شأنه تشتيت السائق بدون فائدة.

مهما بلغت درجة جوعك فلا يجب الأكل في سيارة أحدهم ما دام لم يبادر هو بإعطاء الإذن، بالطبع الماء من الأمور المسموحة شربها بحذر ولكن بقية المشروبات لها حكم الأكل، غير مسموحة.

في حالة المطر أو إذا كنتم على الشاطئ فيجب تنبيه صاحب السيارة بأنّ أرجلكم أو بعض الملابس قد تكون مبتلة أو مليئة بالرمال أو الوحل، فربما لديه بعض الاحتياطات تحمي سيارته وتجعلكم تظهرون بمظهر الضيف المراعي.

ارسال التعليق

Top