• ٢٨ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٨ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

أفيقي يا أُمّة الخير والصلاح

عمار كاظم

أفيقي يا أُمّة الخير والصلاح
◄الإسلام الأصيل:

الإسلام الذي أراده الله تبارك وتعالى لنا، أن نعمل جاهدين من أجله، هو الإسلام الذي يطهّر القلوب من الأحقاد ويوحّد الصفوف ويجمع الشتات ويربّي الإنسان على مكارم الأخلاق وينمّي فيه روح الإيثار والتعاون والبرّ والإحسان ويجتثّ من مشاعره، وعواطفه الميول الدونيّة والأهواء الجاهليّة، وينأى به عن اقتراف الآثام، وارتكاب الأجرام، ويصونه من إتيان المنكر وممارسة الظلم ويحثّه على العلم ويرغّبه في الفضائل والمكارم النفسية، ويرقى به في مدارج الكمال الإنسانيّ والرقيّ الروحيّ ويربأ به أن يرتضي الذلّ والهوان، ويمنعه من الكبر والفسق والمروق والعصيان ويزيّن له التقوى والإيمان ويسلك به سبيل العزّة والكرامة والسعادة والخير والنور في الدنيا والآخرة. الإسلام الذي يحقّق القوّة والمِنعة والحرية والاستقامة، الإسلام الذي يحكم الناس فيجمعهم في روضة التوحيد ويحرّرهم من كلّ ألوان الاستعباد، الإسلام الذي يرفض كلّ ألوان الضلال والهوان والفقر والاستكبار ويأمره بالثورة والتمرّد حتى ترفرف رايات الخير والأمن والمساواة ويعمّ العدل وتنشر السعادة أجنحتها على العالمين. الإسلام القادر على هزيمة كلّ الأنشطة الضالّة مهما بلغ حجمها وهول الوسائل المكرّسة لتنفيذها وفظاعة الدمار والأجرام الذي تستهدف أحداثه في عالمنا الإسلامي والذي يحاول الاستكبار أن يقوم به من ابتزاز وتسويق للصفقات ومن إملاءات لا أوّل لها ولا آخر. أمّة الإسلام قادرة على تجاوز كلّ العقبات الموروثة والمستحدثة الموضوعة لحجب الأُمّة عن نيل عزّتها واسترداد كرامتها وتحقيق أمنيتها في الحياة العزيزة.

 

الإسلام أوّلاً وأخيراً:

الإسلام العزيز القادر على رفع ومحو كلّ الويلات التي تعاني منها أمّتنا والمصائب والمشاكل التي تأخذ بخناقها، وليس علينا إلّا أن نجعل الإسلام فوق كلّ شيء فوق الأهل والأقارب والجيران، فوق المصالح والمنافع والمناصب، فوق المال والولد والحياة، أمّتنا الإسلامية بكيانها الفكري وبنائها العقائدي ونهجها المبدئي لن تُهزم إن التزمت بتوحيد صفوفها ورصّها وتعبئتها للمواجهة الجماعية في جبهة إسلامية عالمية واحدة.

 

في مواجهة الاستكبار:

يعمل الاستكبار جاهداً وبكلِّ ما أُوتي من قوّة لاغتيال روح أمّتنا الإسلامية المجاهدة ومصادرة وجودها الدولي وأصالتها وتمزيق الأُمّة على أساس القوميّات والمذهبيّات وإشعال نار الفتنة والتعصّب بين أفرادها وجماعاتها ويعبّئ كلّ القوى والوسائل لتنفيذ مخططه (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) (الأنفال/ 30)، التزامنا بحزم وقوّة بالمنهج الإسلامي الذي أنزله الله تعالى، المنهج العظيم الذي يكفل تدمير قوى العدوان والضلال العالمي ويستخلف أُمّة الإسلام في عمارة الأرض وهداية البشرية. علينا أن نعمل جاهدين لإحباط التآمر الجاهلي العالمي ضدّ الإسلام وبحاجة إلى جهود وجهاد وصبر ومصابرة وعناء ومعاناة (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) (آل عمران/ 142)، علينا أن نعدّ العُدّة على كافة المستويات لمواجهة أعداء الإسلام الذين لا يريدون لأُمّتنا الخير والصلاح، وإنّما يعملون جاهدين لهدم البنية الاجتماعية ونشر الفرقة والنزاع الطائفي والسياسي والمؤسّسي والعشائري والعنصري والإقليمي والذاتي انطلاقاً من الروح العدوانية الهدّامة.

 

دعوة للوحدة:

سفينة البشرية تسير اليوم خلف خطوات الشيطان القويّ التي تخطّط وتقود وتُرغم الضعفاء على السير خلفها واتّباع خطواتها الشيطانية ولا يملك أحد البديل والمنهج وخارطة المسير إلى أمة القرآن ودعوة القرآن، فعلى أبناء الأُمّة وحَمَلة هذه الرسالة من علماء ومفكِّرين ودعاة وغيرهم أن يعوا هذه الحقيقة ويفكّروا في مسؤوليتهم المنقذة للبشرية فينبذوا خلافاتهم ويوحِّدوا صفوفهم ويكونوا قوّة واحدة ويفكِّروا بصيغة لعمل إسلامي موحّد يجمع صفوفهم ويوحّد كلمتهم ويوجّه طاقاتهم لمواجهة التيار الجاهلي العابث. (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (التوبة/ 105). ►

 

المصدر: كتاب مفاهيم خيرٍ وصلاح

ارسال التعليق

Top