• ٢٠ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١١ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

إصابات الأسنان المحتملة.. آثارها وتدابيرها

إصابات الأسنان المحتملة.. آثارها وتدابيرها

الأمر يحدده العمر ونوعية الأسنان

تعتبر الإصابات السنية الناتجة عن الحوادث من أكثر الأمور التي يمكن أن يواجهها الأطفال في الأعمار المبكرة والتي يمكن أن تثير الذعر لدى الأهل، وذلك لحركتهم الزائدة في العمل دون وعي لعواقب الأمور مما يؤدي إلى سقوط مفاجئ على الأرض أو حدوث مشاجرة بين الأقران أو حتى في بعض الحالات يحدث أن يستخدم الطفل أسنانه في فتح أو كسر الأشياء القاسية لكن لا يعني ذلك أنّ تلك الحوادث مقتصرة على الصغار فالكبار أيضاً معرضون بشدة لها لنفس الأسباب.

ويزيد على ذلك الحوادث المرورية والسيارات كما أنّ بعض المهن الخطرة يكون أصحابها عرضة لإصابات الأسنان إضافة لبعض الرياضات التي يمارسها الرياضيون أحياناً دون استعمال واقي الأسنان الذي يخفف من الصدمات ويحمي الأسنان من الكسور.

 

ما هي الإصابات السنية؟

الإصابات السنية هي أن يتأذى سن أو مجموعة أسنان نتيجة تعرضها لضربة أو صدمة قوية، حيث يؤثر ذلك في الوضع السليم للأسنان والنسج المحيطة بها كالعظم الفكي واللثة والشفتين. وفي حالات كثيرة تكون مترافقة مع كسور متعددة بعظام الوجه والفكين مما يستدعي عادة تعاوناً أكثر من اختصاصي كطبيب الأسنان وجراح الوجه والفكين وجراح التجميل.

 

ماذا يمكن أن يحدث للسن وما درجات الإصابات وتصنيفها؟

تختلف درجات الإصابات، فيمكن أن تكون بسيطة جدّاً فقط كسر في طبقة الميناء أو العاج يمكن ترميمه بحشوة تجميلية، أو يمكن أن يكون الكسر قد وصل منطقة العصب، أو قد تسبب الإصابة بانغراس السن إلى الداخل أو قلقلته، أو حتى انخلاع السن بالكامل من مكانه أو انكسار التاج بالكامل. ويمكن أن يشمل الكسر سناً واحداً أو مجموعة أسنان وقد يكون على مستوى الأسنان فقط أو يشمل الأنسجة المحيطة بها كاللثة والشفاه وعظام الوجه والفكين.

 

بداية ما الإجراءات الواجب اتخاذها من قبل المصاب أو المسعفين له؟

أوّلاً يجب الحفاظ على الهدوء لأنّه غالباً الأمر يكون بسيطاً، يجب النظر في منطقة الإصابة وتقدير الضرر وإذا كان هناك جزء كبير مكسور من السن يمكن إحضاره للطبيب، إذا كان السن مغروساً في الداخل لا يجب تحريكه ومراجعة الطبيب فوراً دون تأجيل حتى يسحبه إلى مكانه ويعمل على تثبيته قبل أن يحدث التصاق.

أما إذا كان السن قد انخلع بالكامل فهنا عامل الوقت مهم جدّاً، ويجب الحفاظ على السن إما في حليب أو محلول ملحي أو حتى تحت اللسان وهو الأفضل مع عدم إزالة النسيج الذي حوله ولا يجب التأخر أكثر من أربع ساعات وإن كان هناك أي نزيف يجب محاولة السيطرة عليه بواسطة ضمادات وفي حال كان مصدر النزيف واضحاً كالشفة مثلاً فيمكن استعمال الشاش مع الضغط على المنطقة النازفة لمدة خمس دقائق حتى يتوقف النزيف وإذا كان هناك حادث أو أجسام غريبة كالزجاج مثلاً وكانت ظاهرة فيفضل إزالتها أما إذا أحس الشخص المسعف أن إزالتها صعبة أو مكانها خطر فيفضل الانتظار لحين وصول أهل الاختصاص أو لحين الوصول لعيادة طبيب الأسنان أما إذا كان هناك شك في وجود كسر في عظام الوجه والفكين فيفضل عدم تحريك المصاب لحين وصول الإسعاف.

 

ماذا يمكن أن يفعل طبيب الأسنان في مثل حالات إصابات الأسنان؟

في مجال الإصابات والحوادث السنية أصبح هناك بروتوكولات ومعايير متعددة للعلاج وأصبح هذا المجال اختصاصياً بحد ذاته وهناك تصنيفات للإصابات السنية يتم على أساسها اختيار العلاج المناسب فمثلاً يمكن أن تكون الإصابة عبارة عن كسر في طبقة الميناء أو العاج عندها تكون الإصابة بسيطة لأنّ قوة الإصابة تشتتت مع كسر السن عندها يمكن أن نكتفي بترميم السن بحشوة أو وجه خزفي. أما إذا تلقى السن ضربة ولم يحدث كسر عندها يجب مراقبة هذا السن وفحص حيوية العصب كلّ فترة ولمدة طويلة مع مراقبة أي تغير في اللون فإذا حدث تغير وفقدان في حيوية العصب عندها نلجأ لعمل علاج للعصب السني مع تبييض داخلي ومن ثم عمل تاج سني لمنع السن من الكسر وتحسين لون السن

يأتينا أحياناً مصابون يكون السن منغرساً داخل اللثة عندها على الطبيب أن يقوم بسحب السن وإعادته لمكانه ومن ثمّ عمل جبيرة بربط السن بالأسنان المجاورة حتى يعود للالتصاق بالعظم ومن ثم مراقبة الحالة أيضاً من ناحية حيوية العصب السني وما إذا كنا بحاجة لعمل علاج للعصب السني فغالباً عند الانغراس يحدث انقطاع للعصب السني ومن ثمّ تموت الأعصاب لكن في حالات أخرى تحدث ترميم للتروية الدموية في المنطقة عندها لا داعي لعلاج العصب.

عندما يكون الكسر أدى لانكشاف العصب السني عندها يجب عمل علاج العصب فوراً لإزالة الألم الناتج عن انكشاف العصب السني ومن ثم نقرر ما هو الترميم المناسب للسن.

أما عند انخلاع السن بالكامل من مكانه فعندها عامل الزمن مهم للغاية فإذا ما أحضر المريض السن محفوظاً كما ذكرنا سابقاً داخل محلول ملحي أو حليب طازج أو حتى تحت اللسان عندها يمكن إعادة السن إلى مكانه ومن ثمّ عمل جبيرة له مع الأسنان المجاورة وغالباً ما يستدعي علاجاً للعصب السني بعدها.

 

هل هناك فرق في العلاج حسب عمر المريض وما إذا كانت الأسنان مؤقتة أو دائمة؟

طبعاً عامل العمر ونوع الأسنان مهم للغاية لتحديد العلاج ففي الأسنان المؤقتة لا نعمد غالباً لعمل جبيرة لها أو تثبيتها فقد يحدث التصاق لها وتعيق بزوغ الأسنان الدائمة كذلك الأسنان البازغة حديثاً يجب الأخذ بعين الاعتبار أنّ ذروة السن غير مكتملة لذا عند عمل علاج عصب لها يتم وضع مواد خاصة للمساعدة على اكتمال الذروة وبعدها نكمل علاج العصب كما أنّها تكون أكثر قدرة على ترميم التروية الدموية في المنطقة المصابة لذا لا نتعجل في علاج العصب في تلك الحالات.

 

ماذا إذا كان الكسر على مستوى الجذر؟

الوضع هنا أكثر صعوبة من ناحية التشخيص خاصة إذا كان الكسر طولياً يصعب الكشف عنه إلّا بأصباغ وأجهزة خاصة في هذه الحالة يصعب العلاج وقد نضطر لقلع السن أما الكسر الأفقي فنقوم بعمل جبيرة مع علاج للعصب بمستوى الكسر.

 

بعض الحوادث تكون كبيرة تسبب مشاكل في الأسنان مع العظم المحيط بها؟

في مثل هذه الحالات علينا تعويض العظم المفقود أو تجبيره وترميمه في حال الكسر ومن ثم عمل زراعة للأسنان لتعويض الأسنان المفقودة.

ارسال التعليق

Top