• ١٩ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٠ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

الإمام الصادق (عليه السلام).. المجدِّد للإسلام

عمار كاظم

الإمام الصادق (عليه السلام).. المجدِّد للإسلام

الإمام الصادق (عليه السلام) كان المجدِّد للإسلام في كلّ المجالات العلمية والثقافية والسياسية والاجتماعية وما إلى ذلك.. كان (عليه السلام) الشخصية الإسلامية التي استطاعت أن تجدِّد الإسلام في فكره وحركته وآفاقه، فقد كان (عليه السلام) متعدد الحركة، متنوّعاً في عطائه الإسلامي، منفتحاً على كلّ الاتجاهات والمذاهب الإسلامية، ما يدين منها بإمامته وما لا يدين بها، فقد أراد (عليه السلام) أن يؤكد الإسلام في وحدته العقيدية وامتداده الشرعي وفي حركة الأمة كلها.

كان الإمام الصادق (عليه السلام) يعمل على أن يجمع الأمة الإسلامية في مسجد واحد، حتى لا تتمذهب مساجدها، وفي صلاة واحدة، فكان يوصي شيعته بأن يصلّوا مع جماعة المسلمين الآخرين، وأن يعودوا مرضاهم، وأن يشهدوا جنائزهم، وأن يعيشوا معهم كما يعيش المسلم مع المسلم، كما كان (عليه السلام) يعيش الاهتمام بالتيارات غير الإسلامية التي تدخل إلى الواقع الإسلامي، كالزنادقة والملاحدة، حتى إنه عندما كان يجلس في بيت الله الحرام، كان هؤلاء الزنادقة الذين لا يؤمنون بالله، يجتمعون إليه، ويحاولون أن يتحدّوه عبر توجيه الأسئلة التي يعتبرونها محرجةً، فكان يحرجهم بالجواب الصحيح ويرجعون خاسئين.

علينا أن نتابع الإمام الصادق (عليه السلام) في أحاديثه التي ملأت الكتب، والتي كانت توجّه الناس إلى كلّ ما يحتاجونه في شؤون دينهم، وتؤكد الجانب الأخلاقي في شخصية الإنسان المسلم.

فمن بين كلماته (عليه السلام) يقول: «سيّد الأعمال ثلاثة: إنصاف الناس من نفسك حتى لا ترضى بشيء إلّا رضيت لهم مثله ـ أن تكون الحاكم للناس من خلال نفسك، فإذا رضيت لنفسك شيئاً فارضَ لهم مثله، وإذا كرهت لنفسك شيئاً فاكرهه لهم، لأنّه لابدّ للمسلمين من أن يعيشوا هذه الوحدة الروحية الأخوية ـ ومواساتك الأخ في المال ـ فإذا رزقك الله مالاً وكان أحد المؤمنين يحتاج إلى مالك، فسيد الأعمال أن تدعمه وتعاونه وتسد حاجاته ـ وذكر الله على كلّ حال ـ أن يكون الله حاضراً في عقلك وقلبك وكلّ حياتك ـ ليس «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر» فقط ـ فلا ينحصر ذكر الله بالتسبيح والتعظيم والتكبير ـ ولكن إذا ورد عليك شيء أَمَرَ الله عزّ وجلّ به أخذت به، وإذا ورد عليك شيء نهى الله عزّ وجلّ عنه تركته».

وعنه (عليه السلام): «ثلاثة هم أقرب الخلق إلى الله عزّ وجلّ يوم القيامة حتى يفرغ من الحساب: رجل لم تدعُهُ قدرته في حال غضبه إلى أن يحيف على مَن تحت يده ـ سواء كان ربّ عائلة أو صاحب عمل أو صاحب موقع سياسي أو ديني أو اجتماعي، لأنّ على الإنسان أن لا يستغل قوّته في ظلم من هم تحت يده ـ ورجل مشى بين اثنين فلم يمل مع أحدهما على الآخر بشعيرة ـ فلابدّ لمن أراد أن يقضي بين اثنين من أن يتساويا عنده، فيستمع إلى كلّ طرف، ولا يميل إلى أحد دون الآخر لقرابة أو منزلة رفيعة ـ ورجل قال الحقّ فيما له وفيما عليه».

ويتحدث الإمام الصادق (عليه السلام) عن حقّ المسلم على أخيه المسلم فيقول: «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يخونه، ويحقّ على المسلمين الاجتهاد في التواصل، والتعاون على التعاطف، والمؤاساة لأهل الحاجة، وتعاطف بعضهم على بعض، حتى تكونوا كما أمر الله عزّ وجلّ: رحماء بينهم، متراحمين مغتمين لما غاب عنكم من أمرهم على ما مضى عليه معشر الأنصار على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)». وعنه (عليه السلام): «صدقة يحبها الله: إصلاح بين الناس إذا تفاسدوا، وتقارب بينهم إذا تباعدوا».

ارسال التعليق

Top