• ٢٩ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

التعامل السليم من قبل المعلم مع الطفل الإنطوائي

التعامل السليم من قبل المعلم مع الطفل الإنطوائي

يستطيع المعلم أن يخفف من آثار السلوك الانعزالي إذا ما اكتشف الأطفال الذين يعانون من العزلة. ويجب ملاحظة أن التعرف على مثل هؤلاء الأطفال لا يكون من خلال موقف أو مظهر أو سلوك واحد، وإنّما يستدعي الأمر المراقبة الحثيثة حتى تتكون صورة واضحة للمعلم عن الحالة.

المعلم بمفرده لا يستطيع القيام بمهمة الوقاية والعلاج، وإنّما يتطلب الأمر التنسيق والتفاهم مع أسرة الطفل للعمل معاً في سبيل تخليص هذا الطفل من السلوكيات غير المرغوب فيها. ومن الخطوات الإجرائية المقترحة ما يلي:

1- أن يعمل المعلم والأسرة على توفير خبرات اجتماعية إيجابية لأطفالهم مع الأطفال الآخرين في مرحلة مبكرة من أعمارهم. ومعنى ذلك أن يتم بإشراف المعلم والأسرة تهيئة ألعاب جماعية للأطفال تساعد على تنمية المشاركة لدى الأطفال وأخذ الأدوار والتعاون.

2- يجب على المربين أن يعلموا الطفل المهارات الاجتماعية وتقديمها كنماذج خلال مرحلة الطفولة. لأنّ الأطفال يتعلمون من خلال الملاحظة كيف يتعامل الكبار بانسجام مع الأصدقاء، وكيف يتحدثون عن خصائص الآخرين الإيجابية.

3- أن يعمل المربون على دمج أطفالهم منذ الصغر وبشكل تدريجي مع غيرهم من الأطفال، وأن يشعر الآباء بالارتياح لوجود هؤلاء الأطفال في مجموعات كبيرة.

4- من الضروري تجنب الإشارة إلى جوانب الضعف لدى الآخرين والشكوى من تصرفاتهم، لأنّ الأطفال يتعلمون من خلال ملاحظة نماذج مثل الأبوين والأخوة والرفاق، كما يتعلمون من خلال التعليم المباشر المهارات المناسبة، فأنت مثلاً تعلم أطفالك كيف يكونون على وفاق مع الآخرين، وكيف يتجنبون الشجار والشكوى المستمرة.

5- على المعلم أن يقنع الأطفال فعلاً بأنّه يهتم بهم من خلال تصرفاته معهم، وليس من خلال الكلمات. فالأطفال الذين لا يشعرون بالانتماء والتقبل يجدون صعوبة كبيرة في المشاركة مع جماعة غير مألوفة. ويجب تشجيع الأطفال الكبار على مناقشة علاقاتهم مع الرفاق. وعلى المعلم الإصغاء بتعاطف، وأن يقدم اقتراحات للمساعدة.

6- على المعلم أن يعزز ثقة الأطفال بأنفسهم، وأن يشجعهم على روح المغامرة. يجب أن يشعر الأطفال بالكفاءة، وأنّهم آمنون نسبياً. والأساس في ذلك هو تنمية التمكن والإنجاز في مرحلة مبكرة، إذ يمكن أن يتم تعليم الأطفال المهارات التي يعتبرها الآخرون قيمة وتدريبهم عليها. كما يمكن تنمية التناسق الحركي من خلال التدريب المستمر مع الأبوين.

7- على المعلم أن يبين للطفل ضرورة الاعتراف بتدرج الأدوار التي سيمر بها من خلال تفاعله مع الجماعات. ففي بعض الجماعات يعتمد المركز على الذكاء، وفي جماعات أخرى على المهارات الرياضية. وعلى الأطفال أن يتعلموا أن يأخذوا مركزهم في المجموعة دونما توتر. وبوسعهم أن يفهموا أن من الطبيعي تماماً أن يكون الطفل قائداً في موقف يبدي فيه مهارة واضحة، وتابعاً في موقف آخر.

ارسال التعليق

Top