• ١٩ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ٩ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

الشتائم مردودة والمحبة هدية الزمن

الشتائم مردودة والمحبة هدية الزمن

◄الرحلة نحو الداخل هي تلك التي نقوم بها حينما نلتقط نداء الأعماق. بعد تجوالنا في العالم بحثاً عن المعنى أو عن المعرفة، وبعد تلاشي الكثير من الأوهام، نصير على استعداد للقيام برحلة أطول وأكثر شغفاً، تلك التي تحملنا على اكتشاف أنفسنا وإنسانيتنا. هذه الجولة في الحكم العالمية وهذه الأقوال التي تتطرق إلى كلّ ظروف الحياة هي دعوة للاستمتاع بأجمل نصوص كتبتها شخصيات أو أشخاص مجهولون.

 

قدر الإنسان:

ليس مَن ينتقد هو المهم ولا مَن يدل بإصبعه على الرجل القوي الذي سقط ولا مَن يقول لمن يعمل كيف يمكنه أن يعمل بشكل أفضل. التقدير واجب لمن – رجلاً كان أم امرأة – يصارع في الحلبة ويكون وجهه مغطى بالغبار والعرق، مَن يسير قدماً بشجاعة ويقترف الخطأ وسيقترف أخطاءً أخرى لأنّ ما من جهود إنسانية من دون أخطاء وعثرات.

هو أو هي مَن يجب أن يحظى بالتقدير، هو أو هي أصحاب الاندفاع والإيمان الكبيرين، هو أو هي مَن يبذل نفسه في سبيل قضية كبيرة، هو أو هي مَن سيشهد انتصار النجاح أو إذا فشل سيعلم أنّه قد فشل وهو يخاطر بشجاعة. (المهاتما غاندي)

 

هدية من الشتائم:

بالقرب من طوكيو، عاش ساموراي عظيم تقدم في السن وكرس نفسه للتعليم. لكن، على الرغم من كبر سنه، كان يحكى أنّه لا يزال قادراً على مواجهة أي خصم كان.

في يوم من الأيام، قدم محارب معروف بقلة ضميره وقد اشتهر عنه يستفز خصمه وينتظر حتى يقوم بالحركة الأولى ليستغل بذكائه النادر الأخطاء التي يقوم بها الخصم ويعود فيهجم عليه بسرعة البرق.

لم يكن هذا المحارب الشاب والجموح قد خسر معركة قط، وقد علم بما اشتهر به الساموراي وجاء للانتصار عليه وتعزيز مجده.

قبل المعلم العجوز التحدي على الرغم من أنّ كلّ تلامذته قد اعترضوا على الفكرة. والتقى الجميع في ساحة المدينة حيث بدأ المحارب الشاب بتوجيه الشتائم إلى المعلم العجوز. رماه بالحجارة، بصق في وجهه وقذفه بكلّ الشتائم المعروفة بما فيها تلك الموجهة إلى أسلافه.

على امتداد ساعات طويلة، بذل كلّ ما بوسعه لاستفزازه لكن العجوز بقي ساكناً. وعند هبوط الليل، شعر الشاب الجموح بالإنهاك والذل فانسحب. بيد أنّ التلامذة شعروا بالغضب لأنّ معلمهم قد تلقى هذا القدر من الشتائم والاستفزازات فسألوه قائلين: "كيف استطعت احتمال هذا الذل؟ لماذا لم تستخدم سيفك حتى لو كنت تعلم أنك ستخسر المعركة بدل أن تعلن جبنك على الملأ أمامنا جميعاً؟".

فأجاب المعلم قائلاً: "إذا ما قدم لكم أحدهم هدية ورفضتموها، لمن ترد الهدية"؟

رد التلامذة بالقول: "لمن حاول أن يقدمها". فقال المعلم: "ما يصلح للهدية يصلح كذلك للحسد والغضب والشتائم. حينما ترفضونها ترد دائماً لمن يحملها في قلبه".

 

أسطورة يابانية:

"يصعب تفتيت الأحكام المسبقة أكثر مما يصعب تفتيت الذرة". (ألبرت أينشتاين)

 

جزيرة المشاعر:

كان يا ما كان جزيرة عاشت عليها كلّ المشاعر والقيم الإنسانية: الفرح، الحزن، الحكمة وسواها بما فيها المحبة.

في أحد الأيّام، أعلن أنّ الجزيرة ستغرق في المحيط فجهّز الجميع قواربهم وهربوا، وحدها المحبة بقيت بانتظار اللحظة الأخيرة، وحين صارت الجزيرة على قاب قوسين من الغرق قررت المحبة طلب المساعدة.

مرت الثروة بالقرب من المحبة في قارب فخم لتقول لها هذه الأخير:

أيتها الثروة، هل باستطاعتك أن تصحبيني معك؟

لا استطيع لأني أملك الكثير من الذهب والفضة في قاربي ولا مكان لك فيه!

فقررت المحبة أن تطلب مساعدة الكبرياء الذي كان ماراً بجانبها في موكب عظيم.

أيها الكبرياء، أرجوك، خذني معك!

لا استطيع لأنك قادرة على تدمير الكمال الذي أنجزته في قاربي.

ثم طلبت المحبة إلى الحزن قائلة:

أيها الحزن، أرجوك، خذني معك!

أيتها المحبة، أنا حزين جدّاً وفي حاجة إلى أن أبقى لوحدي.

ثم مرّ الفرح من أمام المحبة لكنه كان فرحاً إلى درجة أنّه لم يسمع نداء المحبة.

وفجأة سمعت المحبة صوتاً يقول لها: "تعالي أيتها المحبة، سأصحبك معي". كان المتكلم الذي نادى المحبة عجوزاً وكانت المحبة سعيدة إلى درجة أنها نسيت أن تسأله عن اسمه. وحين وصلا إلى الشاطئ ذهب العجوز في حال سبيله وأدركت المحبة كم أنها تدين لهذا العجوز بحياتها، فسألت المعرفة: "أيتها المعرفة، هل بإمكانك أن تقولي لي من الذي ساعدني"؟، فأجابت المعرفة: "إنّه الزمن" تعجبت المحبة وسألت: "الزمن؟ ولأي سبب قد يساعدني الزمن؟"

فأجابت المعرفة المفعمة بالحكمة قائلة: "لأنّ الزمن وحده قادر على فهم كم أنّ المحبة مهمة في الحياة". (كاتب مجهول)

 

أبواب التفاهم:

بين ما أفكر فيه وما أريد قوله وما أظن أني قلته وما أقوله، وبين ما تريدون سماعه وما تسمعونه وما تظنون أنكم قد فهمتموه وما تريدون فهمه وما تفهمونه، ثمة تسعة احتمالات على الأقل حتى لا يفهم الواحد منا على الآخر.

لكن، دعونا نحاول، أرجوكم. (كاتب مجهول)

"إذا أردت أن تمشي بسرعة، امشِ لوحدك، لكن إذا أردت أن تسير بعيداً، سر مع الآخرين". (حكمة إفريقية)

"أن تكون حراً لا يعني أن تتخلص من قيودك وحسب. أن تكون حراً يعني أن تعيش بطريقة تحترم وتقوي حرِّية الآخرين". (نلسون مانديلا)

"لا يمكن أن نفهم الحياة إلّا عندما ننظر إلى الخلف ولا يمكن أن نعيشها إلّا عندما ننظر إلى الأمام". (سورين كيركغارد)►

ارسال التعليق

Top