• ٢٥ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٦ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

تطوير مصادر القوة في قيادتك

حيدر طالب

تطوير مصادر القوة في قيادتك
◄تعد قوة الشخصية Charisma من أفضل القوى التي يستخدمها المدراء والقياديون (فهي القدرة على استخدام السمات الشخصية في التأثير على الآخرين) وهي متفاوتة من شخص لآخر، وكلما زادت القوة الشخصية لشخص ما، كان أكثر تأثيراً على الآخرين، وهذه ميزة القادة العظماء.

* استغل أفضل السمات الشخصية لديك:
يحتاج الشخص – لكي يكون قائداً ناجحاً – أن يكتشف أفضل السمات الشخصية الموجودة لديه، ويعززها ويطورها، ولا يشغل نفسه بسمات أخرى أقل تميزاً وتأثيراً.

* مصادر قوة الشخصية:
1- قوة الشخصية: تنبع القوة الشخصية من القدرات والإمكانات الذاتية، سواء الفطرية أو المكتسبة.
2- قوة المنصب الوظيفي:
القوة هنا تنبع من الصلاحيات والحق المعطى لصاحب المنصب أو المرتبة، وكلما زادت درجته في السلم الوظيفي زادت قوته.
3- قوة المعرفة: القوة هنا تنبع من سلسلة من المهارات والمدركات والبحث والتجربة والفهم العميق لمختلف مجالات المعرفة، والمهم هنا متى وأين نستخدم هذه القوى المتنوعة؟ وكيف نحقق التوازن بين هذه القوى الثلاثة؟
وللإجابة على هذا التساؤل يجب الآتي:
أ- قلِّل من الاعتماد على قوة المنصب.
إنّ القوة المستمدة من المنصب تعد امتيازاً مؤقتاً يزول هذا الامتياز بزوال هذا المنصب، لذا يجب عدم الاعتماد على قوة المنصب بشكل كلي، بل لابدّ من أن نوازن بينها وبين القوى الأخرى.
ب- استغل القوة المعرفية لديك:
تعد القوة المعرفية من أفضل الطرق لإظهار وإبراز القيادة وأسلمها على الإطلاق، فينبغي للقادة أن يسعوا لإثراء الحصيلة المعرفية لديهم وتطويرها واستغلالها في التأثير على الآخرين الذين تجدهم عادة ما يحترمون الأشخاص المتميزين معرفياً، كالحكماء والمصلحين والعلماء والخبراء.
ج- استثمر الصفات الجسمانية لديك:
من الأمور المتفق عليها أنّ القادة يتميزون بصفات جسمية وهي إما صفات خَلقية أو خُلقية، والمهم أن تتعرف على هذه الصفات الجسمية الموجودة لديك، وتستغلها في زيادة القوى لديك.
4- ركِّز على أفضل السمات العقلية لديك:
يتمتع القادة بسمات عقلية غير عادية، تجبر العاملين معهم على احترامهم وتقديرهم والتسليم لهم، والشعور بالأمان الوظيفي، لذا عليك أن تتعرف وتتلمس السمات العقلية لديك، وتميزها وتوجهها في زيادة قوتك الشخصية.
5- عزِّز قدراتك على الخطابة والكلام والحوار:
لاشكّ أن مما يميز القادة تمكنهم من الخطابة ومقابلة الجمهور، وإتقانهم فن الإلقاء والتأثير على الآخرين، لذا من الممكن أن تتدرب على الخطابة والإلقاء بوضوح وبلغة سليمة، ولا تهمل التنويع في استخدام نبرات الصوت المختلفة حتى تصبح قائداً ملهماً، فالخطابة فن وبالمراس والمران يصبح ملكة، فتعاهد ملكات بالمواصلة والتواصل، حتى يُبرمج اللاواعي عليها.
6- اكتشف نقاط الجذب في شخصيتك:
تعرف الجاذبية الشخصية على أنّها وسيلة من وسائل الجذب الشخصي، وتظهر هذه الجاذبية الشخصية بالتركيز على سمات محددة، والسؤال هنا، هل يتمتع كل القادة بالجاذبية الشخصية؟ طبعاً لا، ولكي يكون القائد قائداً فعالاً عليه أن يستثمر أفضل السمات العقلية والجسمية بشكل فعّال، وذلك لكي لا يكون عرضة للنقد.
7- لا تقلل من أهمية موقفك الإيجابي:
لا شكّ أنّ المواقف الإيجابية أقوى سمة للقائد، بل هي القوة السحرية التي تجعل القائد يسيطر على الموقف ويحوله من عدم الموافقة إلى الموافقة، ومن الهزيمة إلى النصر، ومن الفشل إلى النجاح، بل إنّه يحول مجريات الأحداث من السلبية إلى الإيجابية، إنّه النظر بمنظار إيجابي ومتفائل للحياة.
فليس المهم وجود القوة الشخصية، ولكن الأهم كيف تستثمر هذه القوة في كسب الآخرين وينسحب هذا الأمر على بقية القوى.
إنّ التوازن بين القوى الثلاثة الشخصية والمنصب والمعرفة، يكسب القائد فعالية عالية.►

المصدر: كتاب (كي نحيا/ دروس في فن التواصل وإدارة الذات)

ارسال التعليق

Top